[نقرد]:
  ونَاقَةٌ نَكْدَاءُ: مِقْلَاتٌ لا يَعِيش لها وَلدٌ، فتَكْثُر أَلْبَانُها، وفي حديثِ هَوازِنَ «ولا دَرُّهَا بِمَاكِدٍ ولا نَاكِدٍ» قال ابنُ الأَثير: قال القُتَيْبِيّ: إِن كان المحفوظ ناكِد، فإِنه أَراد القليلَ، لأَن النَّاكِدَ: الناقةُ الكثيرةُ اللبنِ، فقال: ما دَرُّها بِغَزيرٍ. والنَّاكِدُ أَيضاً: القليلةُ اللَّبَنِ، وكذلك النَّكْدَاءُ، وفي قَصيدِ كَعْبٍ:
  قَامَتْ تُجَاوِبُهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ(١)
  جَمْع نَاكِدٍ، وهي التي لا يَعِيش لها وَلَدٌ.
  ويقال: عَطَاءٌ مَنْكُودٌ، أَي نَزْرٌ قَليلٌ، قال رَبِيعَةُ بن مَقْرُومٍ يَمدَح مَسْعُودَ بن سالمٍ:
  لا حِلْمُكَ الحِلْمُ مَوْجُوداً عَلَيْهِ وَلَا ... مُلْفًى عَطَاؤُك فِي الأَقْوَامِ مَنْكُودَا
  وفي الأَساس: عَطَاءٌ مَنْكُودٌ، غير مُهَنَّإِ، كمُنَكَّدٍ.
  ونَكِيدَى، بالفتح فالكسر، اسم مَدِينَة أَبُقْرَاطَ الحَكِيمِ بالرُّومِ والشائِع على أَلْسِنة أَهلِ الروم نيكدَهْ، وفي المَرَاصِد والمُعْجَم: بَيْنَهَا وبين قَيْسَارِيَّة من جِهة الشَّمَالِ ثَلَاثَةُ أَيَّام، قيل: إِن أُبُقْرَاطَ الحَكِيمَ كانَ بِهَا، وبينها وبين هِرَقْلَةَ ثلاثةُ أَيّامٍ، ونَقَل شيخُنَا عن المَوْلَى أَحمَد أَفندِي: أَظُنُّه فَارِسيًّا مُعَرَّباً مِن نِيكَ دَه، أَي قَرية حَسَنَةٌ.
  وتَنَاكَدَا: تَعَاسَرَا، وهما يَتَنَاكَدانِ وناكَدَه فلانٌ، إِذا عَاسَرَه، وهو مُنَاكِدٌ.
  * ومما يستدرك عليه:
  أَرضُونَ نِكَادٌ: قَلِيلَة الخَيْرِ. وفي الدعاءِ: نَكْداً له وجَحْداً، ونُكْداً وجُحْداً.
  وسَأَلَه فَأَنْكَدَه، أَي وَجَدَه عَسِراً مُقَلِّلاً، وقيل: لم يَجِد عندهَ إِلَّا نَزْراً قَليلاً.
  وَطَلَبَ فُلانٌ حاجَةً فأَنْكَدَ، أَي أَكْدَى.
  وقوله تعالى: {وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلّا نَكِداً}(٢) قرأَ أَهلُ المدينة نَكَداً بفتح الكاف، وقرأَت العامَّةُ نَكِداً، بكسرها، قال الزجَّاج: وفيه وَجهانِ آخرانِ لم يُقْرَأْ بهما: إِلَّا نَكْداً، ونُكْداً، وقال الفَرَّاءُ: معناه لا يَخْرُج إِلَّا في نَكَدٍ وشِدَّةٍ.
  ونَكَّدَ عَطَاءَه بالمَنِّ.
  ونُكِدَ فُلانٌ: اسْتُنْفِدَ ما عِندَه(٣).
  ونُكِدَ الماءُ: نُزِفَ.
  وجاءَه مُنْكِداً، أَي غيرَ مَحْمُودِ المَجِيءِ، وقال مَرَّةً: أَي فَارِغاً، وقال ثَعْلَب: إِنما هو مُنْكِزاً، وسيأْتي، من نَكَزَت البِئرُ، إِذَا قَلَّ ماؤُهَا، وهو أَحْسَنُ وإِنْ لم يُسْمَع أَنْكَزَ الرجُلُ إِذا نَكِزَتْ مِيَاهُ آبارِه.
  وماءٌ نُكْدٌ، أَي قَلِيلٌ.
  والأَنْكَدانِ: مازِنُ بنُ مالِك بن عَمرو بن تميم، ويَرْبُوعُ بن حَنْظَلَةَ، قال بُجَيْر بنُ عَبْدِ الله بن سَلَمَةَ القُشَيْرِيّ:
  الأَنْكَدَانِ: مَازِنٌ ويَرْبُوعْ ... هَا إِنَّ ذَا الْيَوْمَ لَشَرٌّ مَجْمُوعُ
  وكان بُجَيْر هذا قد الْتَقَى هو وقَعْنَبُ بن الحارث اليَربوعيّ فقال بُجَيْر: يا قَعْنَبُ، ما فَعَلَتِ البيضاءُ فَرَسُكَ؟ قال: هي عندي، قال: فكيف شُكْرُك لها؟ قال: ومَا عَسَيْتُ أَن أَشْكُرَها؟ قال: وكيف لا تَشْكُرُهَا وقد نَجَّتْكَ مِنّي؟ قال قَعْنَبٌ: ومتى ذلك؟ قال: حيث أَقول:
  تَمَطَّتْ بِهِ البَيْضَاءُ بَعْدَ اخْتِلَاسِه ... عَلَى دَهَشٍ وَخِلْتُنِي لَمْ أُكَذَّبِ
  فَأَنْكَرَ قَعْنَبٌ ذلك، وتَلَاعَنا وتَدَاعَيَا أَن يَقْتُلَ الصادِقُ منهما الكاذِبَ، ثم إِن بُجَيْراً أَغارَ على بني العَنْبَرِ فغَنِمَ ومَضَى، وأَتْبَعَتْه قبائلُ مِن تَميمٍ، ولحقَ به بنو مازِنٍ وبنو يَرْبُوعٍ، فلما نَظَر إِليهم قال هذا الرَّجَزَ، ثم إِنهم احْتَرَبُوا قليلاً، فحَمَلَ قَعْنَبُ بن عِصْمَةَ بنِ عاصمٍ اليَرْبُوعيُّ على بُجَيْرٍ فطعَنَه فأَذْرَاهُ(٤) عن فرسه، فَوَثَب عليه كَدَّامُ بن بَجِيلَة المازِنِيُّ فأَسرَه، فجاءَه قَعْنَبٌ اليَرْبُوعيُّ لِيَقْتُلَه، فمنَعَ منه
(١) من قصيدته بانت سعاد، شرح ابن هشام، وصدره:
شد النهار ذراعاً عيطل نصف
(٢) سورة الأعراف الآية ٥٨.
(٣) عبارة الأساس: ونكُد فلان وشُفِه: استُنفِد ما عنده بكثرة السؤال.
(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «فأدراه» بالدال المهملة.