تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نمرد]:

صفحة 288 - الجزء 5

  والثُّدِيُّ الفَوَالِكُ دُونَ النَّوَاهِد. وفي حديث هَوَازِنَ: «ولَا ثَدْيُها بِنَاهِدٍ، أَي مُرْتَفِع، يقال نَهَدَ الثَّدْيُ، إِذا ارتَفعَ عن الصَّدْرِ وصارَ له حَجْمٌ.

  ونَهَدَ الرَّجلُ يَنْهَد، بالفَتْح. نُهُوداً نَهَضَ، والفرق بَيْنَ النُّهُودِ والنُّهْوضِ أَن النُّهوضَ قِيَامٌ غيرُ قُعُودٍ⁣(⁣١) والنُّهودُ نُهوضٌ على كُلِّ حالٍ.

  وعن أَبي عُبَيْدٍ: نَهَدَ فلانٌ لِعَدُوِّه: صَمَدَ لَهُمْ، نَهْداً ونَهَداً.

  ونَصُّ عبارة أَبي عُبَيْد: نَهَدَ القَوْمُ لِعَدوِّهم، إِذا صَمَدُوا له وشَرَعُوا في قِتَالِه. وفي الحديث: «أَنَّه كان يَنْهَدُ إِلى عَدُوِّهِ حين تَزُولُ الشَّمْسُ» أَي يَنْهَضُ. وفي حديث ابن عُمَر: «أَنَّه دَخَلَ المَسجِدَ الحَرَامَ فَنَهَدَ النَّاسُ يَسْأَلُونه» أَي نَهَضُوا.

  وفي كتاب الأَفعال لابن القَطّاع: نَهَدَ الهَدِيَّةَ نَهْداً عَظَّمَهَا وأَضْخَهَما كأَنْهَدَهَا ونقله الصاغَانيّ عن الزَّجَّاج.

  والنَّهْدُ: الشَّيْءُ المُرْتَفِعُ، فَرسٌ نَهْدٌ ومَنْكِبٌ نَهْدٌ.

  والنَّهْدُ: الأَسَدُ، كالنَّاهِدِ مأْخُوذٌ من النُّهُودِ بمعنى النُّهوضِ، والقُوَّة، يقال: هو أَنْهَدُ القَوْمِ، أَي أَقْوَاهُم وأَجْلَدُهم، كما صَرَّحَ به في الرَّوْض.

  والنَّهْدُ: الكَرِيمُ يَنْهَضُ إِلى مَعَالِي الأُمور.

  والنَّهْدُ: الفَرَسُ الحَسَنُ الجَميلُ الجَسِيمُ اللَّحِيمُ المُشْرِفُ، يقال: فَرَسٌ نَهْدُ القَذَالِ ونَهْدُ القُصَيْرَي، وفي حديث ابنِ الأَعرابيِّ:

  يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِي بِنَعْلٍ فَرْدِ ... وَهَبَهُ لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ

  النَّهْدُ: الفرس الضخْمُ القَوِيُّ. والأُنثى نَهْدَةٌ، وقد نَهُدَ الفرسُ، ككَرُمَ، نُهُودَةً، بالضمّ.

  ونَهْدٌ: قَبيلَةٌ باليمَنِ وهم بنو نَهْدِ بن زَيْدِ بن لَيْثِ بن أَسلَمَ بن الْحَافِ بن قُضَاعَةَ. وفي هَمْدَانَ: نَهْدُ بن مُرْهِبَةَ بن دُعَامِ بن مالِكِ بن مُعَاوِيَةَ بن صَعْب. والنِّهْدُ، بالكسرِ: ما تُخْرِجُه الرُّفْقَةُ من النَّفقَةِ بالسَّوِيَّةِ في السَّفرِ والعَرَب تقول: هاتِ نِهْدَكَ، بالكسر.

  وحكى عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ عن الحَسن أَنه قال: «أَخْرِجُوا نِهْدَكم فإِنه أَعظمُ للبَرَكَةِ وأَحْسَنُ لأَخْلاقِكم وأَطْيَبُ لِنُفُوسِكم». قال ابنُ الأَثير: النِّهْد. بالكسر: ما يُخْرِجه الرُّفْقَةُ عِنْد المُنَاهَدَةِ إِلى العَدُوِّ وهو أَن يَقْسِمُوا نَفَقَتَهم بينهم بالسَّوِيَّة حتى لا يَتَغَابَنُوا ولا يكون لأَحدِهم فَضْلٌ على الآخَرِ ومنّة⁣(⁣٢) قَالَ رُؤْبَةُ:

  إِنَّ لَنَا مِنْ كُلِّ قَوْمٍ نِهْدَا ... مِنَ الرِّبَابِ حَلَباً وَرِفْدَا

  وقد يُفْتَح، وتَنَاهَدُوا: أَخرجوه وكذلك نَاهَدُوا، وقال ابنْ سِيده: يكون في الطَّعَامِ والشَّرَابِ، وذكرَ محمّد بن عبد الملك التارِيخي أَنَّ أَوَّلَ من أَحْدَثه حُضَيْنٌ الرَّقَاشِيّ.

  وأَنْهَدَ الإِنَاءَ، وكذلك الحَوْضَ: مَلَأه حتى يَفِيض أَو قَارَبَ مِلأَهُ، وهو حَوْضٌ نَهْدَانُ أَو إِنَاءٌ نَهْدَانُ [أَي مَلْآنَ]⁣(⁣٣) وقَصْعَةٌ نَهْدَى ونَهْدَانَةٌ: الذي قد عَلَا وأَشْرَف، وَحَفَّانٌ: قد بَلَغَ حِفَافَيْهِ، قال أَبو عُبَيْد⁣(⁣٤): إِذا قارَبَتِ الدَّلْوُ المَلْءَ فهو نَهْدُهَا، يقال: نَهَدَتِ المَلْءَ، قال: فإِذا كانَتْ دُونَ مِلْئِهَا قِيلَ: غَرَّضْتُ في الدَّلْو، وأَنشد:

  لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وغَرِّضْ فِيها ... فإِنَّ دُونَ مَلْئِها يَكْفِيهَا

  وفي الصحاح: أَنْهَدْتُ الحَوْضَ: مَلأْتُه، وهو حَوضٌ نَهْدَانُ، وقَدَحٌ نَهْدَانُ، إِذا امتلأَ ولَمْ يَفِضْ بَعْدُ أَو بَلَغَ ثُلْثَيْهِ، نقله أَبو زيدٍ عن الكسائيِّ.

  والمُنَاهَدَةُ: المُنَاهَضَة في الحَرْبِ وفي المحكم: المُنَاهَدَةُ في الحَرْبِ أَن يَنْهَد بعضَ إِلى بَعْض، وهو في معنى نَهَضَ، إِلَّا أَن النُّهوض قِيامٌ غير قُعُودٍ⁣(⁣٥) والنُّهودُ: نُهوضٌ⁣(⁣٦) على كُلِّ حالٍ، ونَهَدَ إِلى العَدُوِّ يَنْهَدُ، إِذا نَهَض، والمُنَاهَدَةُ: المُخَارَجَةُ، والمُسَاهَمَةُ بالأَصابِعِ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قيام غير قعود كذا باللسان أيضاً، ولعل الصواب: قيام عن قعود». وفي التهذيب: قيام على قعود.

(٢) في المطبوعة الكويتية: «ومنه» تطبيع.

(٣) زيادة عن القاموس.

(٤) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب والتكملة: «أبو عبيدة».

(٥) انظر ما لاحظناه قريباً، والعبارة في التهذيب وفيه: قيام على قعود.

(٦) التهذيب: «مُضيّ» وسيرد هذا المعنى قريباً.