[هند]:
  وهو ضِدٌّ، يقال: أَهْمَدَ في السَّيْرِ: أَسْرَع قال رؤبة:
  مَا كَانَ إِلَّا طَلَقُ الإِهْمادِ ... وكَرُّنَا بِالأَغْرُبِ الجِيادِ
  حَتَّى تَحاجَزْنَ عَنِ الرُّوَّادِ ... تَحَاجُزَ الرِّيِّ ولَمْ تَكَادِ(١)
  قلْت: ومن ذلك أَهْمَدَ الكَلْبُ، أَي أَحْضرَ، وعن ابن بُزُرْج(٢): الإِهماد: الانْدِفاعُ في الطَّعَامِ، وقد أَهْمَدُوا فيه: انْدَفَعُوا. والإِهماد: السُّكون، وهو أَن لا يَبْرَح، وأَيضاً: التَّسْكِينُ، وقالوا الهَمْدَةُ: السَّكْتَة، يقال: هَمَدَتْ أَصواتُهم، أَي سَكَنَتْ، والإِهمادُ: السُّكُوت على ما يُكْرَه، قال الراعي:
  وَإِنّي لأَحْمِي الأَنْفَ منْ دُونِ ذِمَّتِي ... إِذا الدَّنِسُ الوَاهِي الأَمَانَةِ أَهْمَدَا(٣)
  والهامِدُ: البالِي المُسْوَدُّ المُتَغَيِّرُ، يقال: شَجَرَةٌ هَامِدَة، إِذا اسْوَدَّتْ وبَلِيَتْ، وثَمَرَةٌ هَامِدَة، إِذا اسْوَدَّت وعَفَنتْ، وهو مَجاز، ورُطَبَةٌ هامِدَة إِذَا صَارَتْ قَشِرَةً وصَقِرَةً، وهو مَجاز. ورمَادٌ هَامِدٌ: بالٍ مُتَلَبِّدٌ بعضُه على بعض، وقيل: الهامِدُ: البالِي من كُلِّ شيْءٍ. والهامِدُ اليابِس من النَّبَات ومن الشَّجَر، والهامد مِن المَكَانِ: ما لا نَبَاتَ به، قد أَهْمَدَه القَحْطُ، جمْعه الهَوَامِدُ.
  وهَمْدَانُ، بفتح فسكون، قَبِيلةٌ باليَمَنِ من حِمْيَرَ، واسمه أَوْسَلَة بن مالك بن زَيد بن أَوسَلَةَ بن ربيعة بن الخِيَار بن مالك بن زيد بن كَهلان بن سَبَأَ، والنِّسْبَة هَمْدَانِيٌّ، على لفظِهَا، والعَقِبُ منه في جُشَمَ بنِ خَيرانَ بن نَوْف بن هَمْدَان، والعَقِب من جُشَم في فَخِذَيْنِ لصُلْبِهِ: بَكِيلٍ وحَاشِدٍ، فمن بَكِيلٍ في دَومان وسوران وخَيران، ومن حاشد في سَبيع بن سَبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جُشَم بن حاشِد، ولهم بُطُون مُتَّسِعة باليمن.
  والهَمِيدُ: المالُ المَكْتُوبُ عَلَيْكَ في الدِّيوانِ، فيقال: هاتُوا صَدَقَتَه وقد ذهبَ المالُ، يقال: أَخَذَنَا السَّاعِي بالهَمِيد، قاله ابنُ شُمَيْل، أَي بِمَا مَاتَ من الغَنَم والإِبل.
  وهَمَدٌ، مُحرّكةً: ماءٌ لِضَبَّةَ هكذا أَورده ياقوت في المعجم والصاغانيُّ.
  * ومما يستدرك عليه:
  أَهْمَدَ فُلانٌ الأَمر: أَماتَه. وأَتَوْا على قَومٍ فأَهْمَدُوهُمْ، أَي أَمَاتُوهم.
  [هند]: هِنْدٌ، بالكسر: اسمٌ للمِائَةِ من الإِبل خاصَّةً، كهُنَيْدَةَ، بالتصغير، قال جَرِيرٌ:
  أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ ... مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولَا سَرَفُ
  وقال أَبو عُبَيْدَة: هي اسمٌ لكلّ مائةٍ من الإِبل وغيرِهَا، وأَنشدَ لِسَلَمةَ بنِ الخُرْشُبِ الأَنمارِيّ:
  ونَصْرُ بنُ دُهْمَانَ الهُنَيْدَةَ عَاشَهَا ... وتِسْعِينَ عَاماً ثُمَّ قُوِّمَ فَانْصَاتَا
  وأَنشده الزمخشريُّ، وخَمسين عاماً. وقال: أَرادَ مائَةَ سنةٍ، وهو مجازٌ، أَو اسم لِمَا فَوْقَها ودُونَها، أَو للمِائتَيْنِ، ونصُّ عبارةِ المُحكمِ: وقيل هي اسمٌ للمائةِ ولما دُوَيْنَها ولما فُوَيْقَها، وقيل: هي المائتانِ، حكاه ابنُ جِنِّي عن الزِّيَادِيّ، قال: ولم أَسمعه من غيرِه، قال: والهُنَيْدَة: مائةُ سَنَةٍ، والهِنْدُ، مائِتانِ، حُكِيَ عن ثَعْلَبٍ، ومثلُه في الأَساس، وفي التهذيبِ: هُنَيْدَةُ: مائةٌ من الإِبل، مَعْرِفَةٌ لا تَنْصَرِف، ولا تَدْخُلها الأَلف واللام، ولا تُجْمَع، ولا واحدَ لها مِن جِنْسها، قال أَبو وَجْزَةَ:
  فِيهمْ جِيَادٌ وأَخْطَارٌ مُؤَبَّلَةٌ ... مِنْ هِنْدَ هِنْدَ وَأَزْيَادٌ عَلَى الهِنَدِ(٤)
  وهِنْد بالكسر: اسمُ امرَأَةٍ يُصْرَف ولا يُصْرَف، إِن شِئتَ جَمَعْتَه جمع التكسيرِ فقلت هُنُودٌ، وإِن شئت جمعته جمع السلامة فقلت هِنْدَات، كذا في الصحاح، وقال ابنُ سيدَه ج أَهْنُدٌ وأَهْنَادٌ وهُنُودٌ، وأَنشد سِيبويهِ لجريرٍ:
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «ما كان الخ قال في اللسان: والطلق: الشوط، والأغرب جمع غرب وهي الدلو الكبيرة أي تابعوا الاستقاء بالدلاء حتى رويناه ا هـ باختصار».
(٢) بالأصل «برزج» خطأ.
(٣) ديوانه ص ٨٩.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «مؤبلة كذا في التكملة، وفي اللسان: مؤثلة، وقوله: وأزياد كذا في التكملة أيضاً وفي اللسان: وإِرباء.