تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بسذ]:

صفحة 351 - الجزء 5

  وقال مِسْعَرٌ الشاعِرُ: فيه مَوْضِعٌ تَكْسِيرُه ثَلَاثَةُ أَجْرِبَةٍ - جَمْعُ جَرِيبٍ، يقال: - فيه مَوْقِفُ رَجُلٍ مَنْ دَعَا فيه اسْتُجِيبَ له كائناً ما كان، وفيه تُعْقَد أَعْلَام المُحَمِّرة المَعْرُوفين بالخُرَّمِيَّة، ومنه خَرَج بابَكٌ، وفيه يتَوقَّعُونَ المهدِيَّ وتَحْتَه نَهْرٌ عَظِيمٌ إِن اغْتَسَلَ فيه صاحِبُ الحُمَّيَاتِ العَتِيقَةِ قَلَعَهَا وإِلى جانبه نَهرُ الرُّوس⁣(⁣١)، وبها تِينٌ عَجِيبٌ وزَبِيبُهَا يُجَفَّفُ في التَّنَانير، لأَنه لا شَمْسَ عِندَهم لكثرَةِ الضَّبَابِ، ولم تَصْحُ السماءُ عندَهم قَطّ، كذا في المُعْجم لِياقوت.

  وفَذٌّ بَذٌّ: فَرْدٌ، وقد تَقدَّم عن ابن الأَعرابيّ وكذا أَحَذُّ أَبَذُّ نقله الصاغانيّ.

  وقد بَذِذْتَ بعْدِي يا رجلُ، كعَلِمْتَ، تَبَذُّ بَذَاذَةً وبَذَاذاً⁣(⁣٢) بالفتح فيهما، وبِذَاذاً، بالكسر، وبُذُوذَةً، بالضمّ: ساءَتْ حَالُك ورَثَّتْ هَيْئَتُك، و في الحديث «البَذَاذَةُ من الإِيمان» هي رَثَاثَةُ الهَيْئَةِ، قال الكِسَائيُّ: هو أَن يكون الرَّجُلُ مُتَقَهِّلاً رَثَّ الهَيْئَةِ، يقال منه: رَجُلٌ بَاذُّ الهَيْئَةِ وبَذُّها: رَثُّهَا بَيِّنُ البَذاذَةِ والبُذُوذَةِ، قال ابنُ الأَثير: أَي رَثُّ اللِّبْسَةِ، أَراد التواضُعَ في اللِّبَاسِ وتَرْكَ التبجُّحِ به، وقال ابنُ الأَعرابيّ: البَذُّ: الرجُلُ المُتَقَهِّلُ الفقيرُ، قال: والبَذاذَةُ: أَن يكونَ يَوْماً مُتَزَيِّناً ويَوْماً شَعِثاً، ويقال: هو تَرْكُ مُداوَمةِ الزِّينة. وحالَةٌ بَذَّةٌ: سَيِّئةٌ، ورجُلٌ بَذُّ البَخْتِ: سَيِّئُه رَدِيئُه، عن كُرَاعَ والبِذَّةُ، بالكسر، والبَذبَذَةُ⁣(⁣٣): النَّصِيب. لُغَتَان في الدَّال المُهْمَلة، قاله الصَّاغانيُّ. والبِذُّ بالكسر⁣(⁣٤)، والبَذبذُ⁣(⁣٥) بالفتح: المِثْلُ لغتانِ في المُهْملة، ويقال: النَّاسُ هَذَاذِيكَ وَبَذَاذِيكَ أَي ها هنا وها هُنَا، وسيأْتي في هذ.

  وبَاذَذْتُه الشيْءَ: بَادَرْتُه وسابَقْتُه وفاخَرْتُه.

  وابْتَذَذْتُ حَقِّي منه، أَي أَخَذْتُه منه، وعن أَبي عَمْرٍو: البَذِيذَةُ على فَعِيلة، هكذا في النّسخ، وفي بعض الأُصول: البَذْبَذَة⁣(⁣٦)، مضاعفاً، وهو الصوابُ التَّقَشُّفُ، نقله الصاغانيّ. واسْتَبَذَّ بالأَمْر: استَبَدَّ واستَقَلَّ، لغة في المُهملة.

  واستدرك شيخنا هنا:

  بَذَّى، كحَتَّى. قريةٌ بقُرْب الساحِلِ، منها عُمر بن عثمان البَذِّيّ المَقدِسيّ الحَنْبَليّ المُؤَدّب أَحد شيوخ الذهبيّ والبرْزاليّ، ذكرها ابنُ حَجَرٍ في الدُّرر الكامنة، وفي مراصد الاطلاع بإِهمال الدال، وإِخالها غَيْرَها أَو تحريفاً، قاله شيخُنا.

  قلت: الذي ذَكره صاحبُ المَراصِد فإِنما هو بَدَا بالفتح والقصر⁣(⁣٧) وإِهمال الدال، وهو صَحيحٌ، ذَكرَهَا غيرُ واحدٍ، وهي قريةٌ بِوَادِي عُذْرَةَ قُرْبَ الشامِ، وقيل: وادٍ قُرْبَ أَيْلَةَ من ساحِل البَحْرِ، وقيل: بوادِي القُرَى، وقد ذَكَرَهَا الشُّعَرَاءُ في أَقوالِهِم، وما إِخالُ المُحَرِّفَ إِلَّا شَيْخنَا ¦.

  [بسذ]: البُسَّذُ، كسُكَّرٍ: أَهمله الجوهريّ، وقال الصاغانيّ: هو: المَرْجَانُ قال الأَزهريُّ في التَّهذيب: أُهْمِلت السينُ مع التاءِ والذال والظاءِ إِلى آخر حُروفها على تَرْتِيبه، فلم يُسْتَعْمَل من جميعِ وجُوهِها شيْءٌ في مُصَاصِ كلامِ العَربِ، فأَمَّا قولُهُم هذا قَضَاءُ سَذُومَ، بالذال فإِنه أَعجميٌّ، وكذلك البُسَّذُ، لهذا الجَوْهَرِ، ليس بَعربيٍّ، بل فارسيُّ مُعَرَّب، وكذلك السَّبَذَةُ فارِسيُّ، قاله الأَزهريّ.

  [بغدذ]: بَغْدَاذُ، أَهمله الجَمَاعةُ هنا⁣(⁣٨) وقد مرَّ ذِكْرُه في الدَّالِ المُهملة وفِيه سَبْعُ لُغَاتٍ مشهورة: بَغْدَادُ، وبَغْدَاذُ، وبَغْذَاذُ، وبَغْذَادُ، وبَغْدَانُ، ومَغْدَانُ، وبَغْدَامُ، يُذَكَّر ويُؤَنَّث: اسم مَدينةِ السَّلامِ.

  [بوذ]: بَاذَ يَبُوذُ بَوْذاً، أَهمله الجوهريّ، وقال ابنُ الأَعرابيّ: إِذا تَعَدَّى عَلَى الناسِ. وبَاذَ يَبوذُ، إِذا افْتَقَرَ، عن الفرّاءِ وبَاذَ يَبُوذُ، إِذا تَوَاضَعَ، عن أَبي عَمرو، كُلُّ ذلك من التهذيب. وابْنُ بَوْذَوَيْهِ، بالفتح، رَجُلٌ رَوَى الحدِيثَ.

فصل التاءِ المثناة الفوقية مع الذال المعجمة

  [تخذ]: تَخِذَ يَتْخَذُ كعَلِم يَعْلَم، يَعنِي أَنّ التاءَ أَصْلِيَّة،


(١) معجم البلدان: الرِّسّ.

(٢) على هامش القاموس من نسخة أخرى. «وبذذاً».

(٣) في القاموس «البذيذة».

(٤) ضبطت في القاموس: بفتح الباء.

(٥) في القاموس: «والبَذِيذ».

(٦) في القاموس المطبوع: البذيذة.

(٧) وفي معجم البلدان: بَداً بالفتح والقصر.

(٨) كذا بالأصل، وقد ورد في اللسان، وفي الصحاح أيضاً.