تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حوذ]:

صفحة 362 - الجزء 5

  والتَّحْنَاذُ: التَّوَقُّدُ، قال عَمْرُو بْنُ حُمَيْلٍ.

  يُضْحِى بِهِ الحِرْبَاءُ فِي تَحْنَاذِ⁣(⁣١)

  [حوذ]: الحَوْذُ: الحَوْطُ، حَاذَ يَحُوذُ حَوْذاً: حَاطَ يَحُوطُ حَوْطاً.

  والحَوْذُ: السَّوْقُ السَّرِيعُ. وفي المحكم: الشَّديدُ. وفي البصائر: العَنِيف، كالإِحْوَاذِ، يقال: حُذْت الإِبِلَ أَحُوذُها.

  وفي الأَساسِ: حاذَ الإِبِلَ إِلى الماءِ يَحُوذُها حَوْذاً: سَاقَهَا، كحَازَها حَوْزاً، وفي تفسير البيضاويّ في سُورَة المُجَادلة: حُذْتُ الإِبلَ، بضم الحاءِ وكسرِهَا، إِذا اسْتَوْلَيْت عليها.

  وفي العنايَة للشهاب أَن الزجّاجَ ذَكَرَ أَن ثُلَاثِيَّةُ وَرَدَ مِن بابَيْ قَالَ وخَاف. قال شيخُنَا، وقد ذكر الوجهَين ابنُ القطَّاع وغيرُه، وأَغفَلَ المصنِّفُ ذلك.

  والحَوْذُ والإِحواذ: المُحَافظةُ على الشيْءِ، مِن حاذَ الإِبلَ يَحوذُهَا، إِذا حازَهَا وجَمَعَها لِيَسوقَها، ومنه: اسْتَحْوَذَ على كذا، إِذا حَوَاه.

  وحَاذُ المَتْنِ: مَوْضِعُ اللِّبْدِ منه، وفي الأَساس: يقال زَلَّ عن حَالِ الفَرَسِ وحَاذِه، وهو محلُّ اللَّبْد.

  ويقال: بعيرٌ ضَخْمُ الحاذَيْنِ، الحاذَانِ: ما وَقَعَ عليه الذَّنَبُ مِن أَدْبَارِ الفَخِذَيْنِ مِن ذَا الجَانِبِ وذا الجَانبِ، ويقولون: أَنْفَعُ اللَّبَنِ مَا وَلِيَ حَاذَيِ النَّاقَةِ، أَي ساعَةَ يُحْلَب⁣(⁣٢) من غير أَن يَكون رَضِعَها حُوَارٌ قبل ذلك. وجمْع الحاذِ أَحْوَاذٌ.

  ومن المَجاز: رجل خفِيف الحَاذ كما يقال: خَفيف الظَّهْر، وفي الحديث: «المُؤْمِن خَفِيفُ الحَاذِ»، قال شَمِرٌ: الحَالُ والحَاذُ، معاً: ما وَقَعَ عليه اللِّبْدُ مِن ظَهْر الفَرَسِ.

  وضَرَب ÷ في قوله: «المُؤْمِنُ خَفِيفُ الحاذِ» قلَّةَ اللحْمِ مَثَلاً لِقِلَّةِ مَالِهِ وعِيَالِه، كما يُقال: هو خَفِيفُ الظَّهْرِ. والحَاذُ: شَجَرٌ - الوَاحِدَةُ حَاذَةٌ - مِن شَجَر الجَنْبَةِ، قال عَمْرُو بن حُمَيْلٍ:

  أَعْلُو بِه الأَعْرَفَ ذَا الأَلْوَاذِ ... ذَوَاتِ أُمْطِيٍّ وذَاتَ الحَاذِي

  والأُمْطِيّ شَجَرَةٌ لها صَمْغٌ يَمْضَغُه صِبْيَانُ الأَعْرَابِ.

  وفي الحديث: «أَفْضَلُ الناسِ بعدَ المِائَتَيْنِ رَجُلٌ خَفِيفُ الحَاذِ» أَي قَليلُ المالِ والعِيَالِ، اسْتُعِيرَ مِن حاذِ الفَرَسِ، وكذا خَفِيفُ الحَالِ مُسْتَعَارٌ من حالِه، وقيل خَفِيفُ الحاذِ أَي الحالِ مِن المالِ، وأَصْلُ الحاذِ طَرِيقَةُ المَتْنِ. وفي الحديث: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النّاسِ زَمَانٌ يُغْبَط الرَّجل فيهِ بِخِفَّةِ⁣(⁣٣) الحَاذِ كَمَا يُغْبَطُ اليَوْمَ أَبو العَشَرَةِ»، يقَالُ: كَيْفَ حَالُك وحَاذُك.

  ومن المَجاز قولُ عائشةَ تَصِف عُمَرَ ®: «كانَ واللهِ أَحْوَذِيًّا نَسِيجَ وَحْدِهِ». الأَحْوَذِيُّ: السَّرِيعُ في كُلِّ ما أَخَذَ فيه، وأَصْلُه في السَّفَر، وقيل: المُنْكَمِشُ الحادّ الخَفِيفُ في أُمُورِهِ، الحَسَنُ السِّيَاقِ لَهَا، الحاذِقُ. ونقلَ الجوهَرِيُّ عن الأَصمعيِّ قال: الأَحْوَذِيُّ: المُشَمِّرُ للأُمورِ، وفي المحكم: في الأُمورِ القاهِرُ لَهَا لا يَشِذُّ عليهِ شيْءٌ، كالحَوِيذِ، كأَمِيرٍ وهو المُشَمِّر مِن الرجال، قال عِمْرَانُ بن حِطَّانَ:

  ثَقْفٌ حَوِيذٌ مُبِينُ الكَفِّ نَاصِعُهُ ... لَا طَائِشُ الكَفِّ وَقَّافٌ ولا كَفِلُ

  وفي الأَساس: رَجُلٌ أَحْوَذِيٌّ: يَسوقُ الأُمورَ أَحْسَن مَسَاقٍ، لِعِلْمِهِ بها. وفي اللسان: والأَحْوَذِيُّ: الذي يسيرُ مَسِيرَةَ عَشْرٍ في ثَلاثِ لَيَالٍ. وفي الأَساس: وحَادٍ⁣(⁣٤) أَحْوَذِيٌّ، أَي سَائِقٌ عاقِلٌ.

  والحَوْذَانُ، بالفتح: نَبْتٌ، وَاحِدَتُهَا حَوْذَانَةٌ، وقال الأَزهَرِيُّ: الحَوْذَانَةُ: بَقْلَةٌ مِن بُقولِ الرِّيَاضِ رَأَيْتُهَا في رِيَاضِ الصَّمَّانِ وقِيعَانِهَا، ولها نَوْرٌ أَصفرُ طَيِّبُ الرائِحَةِ.

  وسبقَ الاستشهَادُ عليه في باب الجيم مِن قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «بعده:

مثل الشييخ المقذحر الباذي ... أوفى على رباوة يباذي

أي يستديم قيام الحمار كأنه مغضٍ أرمد من شدة الحرّ، والمقذحر: السيئ الخلق، والباذي: الفاحش. والمباذي: مفاعل منه. كذا في التكملة».

(٢) اللسان: تُحلب.

(٣) الأصل والنهاية والتهذيب، وفي اللسان: لخفّة.

(٤) عن الأساس، وبالأصل «وحاذ»، والعبارة لم تفسر في الأساس.