تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شمرذ]:

صفحة 376 - الجزء 5

  قاله الليثُ، وقَول بَخْدَجٍ يهجو أَبا نُخَيْلَة:

  وقَافِيَاتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذَا

  إِنما ذلك مَثَلٌ، شَبَّه القَوَافِيَ بالإِبِل الشُّمَّذِ، وهي التي تَرفَع أَذنَابَها نَشاطاً أَو لِتُرِيَ اللِّقَاحَ، وقد يجوز أَن يكون شَبَّهَهَا بالعَقَارِب لِحِدَّتِهَا وشِدَّةِ أَذْنَابِهَا، كما سيأْتي.

  وعن شَمِرٍ: شَمَذَ إِزَارَه: رَفَعَه إِلى رُكْبَتَيْهِ، يقال: اشْمِذْ إِزارَك، أَي أَرْفَعْهُ، ورَجَلٌ شَمَذَانٌ⁣(⁣١)، إِذا كان كذلك.

  ويقال: شَمَذَت النَّخْلُ إِذا أُبِّرَتْ، ونَخِيلٌ شَوَامِذُ، وأَنشد الأَصمعيّ لِلَبيدٍ:

  بَيْنَ الصَّفَا وخَلِيجِ العَيْنِ سَاكِنَةٌ ... غُلْبٌ شَوَامِذُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا الحَصَرُ

  وقال: حَصِرَ النَّبْتُ، إِذا كان في مَوْضِعٍ غَلِيظٍ ضَيِّق فلا يُسْرِع نَبَاتُه.

  وشَمَذَتِ المَرْأَةُ فَرْجَها، إِذا حَشَتْه بِخِرْقَةٍ خَشْيَةَ خرُوجِ رَحِمِهَا. وبينَ حَشَتْه وخَشْيَة الجِنَاسُ المُصَحَّف، قال الجُمَيح:

  تَشْمُذ بِالدِّرْعِ والخِمَارِ فلا ... تَخْرُجُ منْ جَوْفِ بَطْنِهَا الرَّحِمُ

  والمِشْمَذُ: بالكسر: العِمَامَةُ، كالمِشْوَذِ، عن الصاغَانيّ.

  والأَشْمَذَةُ واليَشْمَذَةُ، بفتحهما: السَّرِيعةُ الطَّيَرَانِ من الطُّيورِ، نقله الصاغانيُّ.

  وقيل الشَّامِذُ من الإِبلِ: الخَلِفَةُ قال أَبو زُبَيْدٍ يَصِف حِرْبَاءَ⁣(⁣٢):

  شَامِذاً تَتَّقِي المُبِسَّ عَلَى المُرْ ... يَةِ كَرْهاً بِالصِّرْفِ ذِي الطُّلَّاءِ

  يقول: النَّاقَةُ إِذا أُبِسّ بها اتَّقَت المُبِسَّ باللَّبَنِ، وهذه تَتَّقِيه بالدَّمِ، وهذا مَثَلٌ، والعَقْرَبُ شامِذٌ مِن حيثُ قيلَ لِمَا شَالَ مِنْ ذَنَبِها: شَوْلَةٌ.

  واليَشْمَذَانُ⁣(⁣٣)، هذا هو الأَصل، والشَّيْذَمَانُ مَقْلُوبُة، وهو الذِّئْبُ، سُمِّيَ به لِشُمُوذِهِ بِذَنبِه، عن ابن دُرَيد، وقال أَبو الجَرَّاحِ: مِن الكِبَاشِ ما يَشْتَمِذُ، ومنها ما يَغُلُّ، الاشْتِمَاذُ: أَن يَضْرِبَ الأَلْيَةَ حتَّى تَرْتَفِعَ فَيَسْفِدَ، والغَلُّ: أَنْ يَسْفِدَ مِن غَيْرِ أَن يَفْعَل ذلك.

  ويقال: الحَبَلَةُ في شَمَذَتِها، مُحَرَّكةً، والحَبَلَةُ، بالتَّحْرِيك: حَبْلُ الكَرْمَةِ قَبْلَ أَن يَبْلُغَ، وذلك أَنَّهم يُدْنُون إِلى الحَبَلةِ شجرةً تَرتفِع عليها.

  * ومما يستدرك عليه:

  أَشْمَذَانِ: موضعانِ أَو جَبَلانِ، قال رِزَاحٌ أَخو قَصَيِّ بنِ كِلابٍ⁣(⁣٤):

  جَمَعْنَا مِنَ السِّرِّ مِنْ أَشْمَذَيْنِ ... وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ جَمَعْنَا قَبِيلَا

  وفي معجم البكريّ: جَبَلانِ بين المدينةِ وخَيْبَرَ يَنزِلُه جُهَينةُ وأَشجَعُ⁣(⁣٥).

  وقالُوا للنَّحْلِ: شُمَّذٌ، لأَنَّهَا تَرْفَع أَذنَابَهَا، نقله شيخنا.

  وَرَجُل شَمَذَانٌ⁣(⁣٦)، مُحَرّكةً: يَرْفَعُ إِزَارَه إِلى رُكبَتَيْهِ، عن شَمِرٍ.

  [شمرذ]: الشَّمَرْذَى، أَهمله الجوهَرِيّ، وقال الصاغانيّ: هو كالشَّبَرْذَى في مَعَانِيها التي تَقَدَّم ذِكرُها، والميم لُغَةٌ أَيضاً في الشَّبَرْذَى التَّغْلِبِيّ، مِن رِجَالاتِ تَغْلِبَ، وناقَةٌ شَمَرْذَاةٌ وشَبَرْذَاةٌ: سَرِيعَةٌ ناجِيَة.

  والشَّمْرَذَة: السُّرْعَة، وقول الشاعر:

  لَقَدْ أُوقِدَتْ نَارُ الشَّمَرْذَى بأَرْؤُسٍ ... عِظَامِ اللُّحَي مُعْرَنْزِماتِ اللهَازِمِ⁣(⁣٧)

  قال: أَحْسبه نَبْتاً أَو شَجَراً، كذا في اللسان.

  * ومما يستدرك عليه هنا:

  [شمشذ]: الشمشَاذ، مُعَرَّب شمْشادَ، وهو شَجَرُ السَّرْوِ، ويُسَمَّى آزَادْ درَخْت.


(١) ضبطت عن التكملة.

(٢) في اللسان يصف حرباً.

(٣) في التهذيب (شذم): وقال الليث: الشِّيْمُذَانُ والشِّيْذُمان من أسماء الذئب. ونقلت العبارة عن ابن دريد وهي ليست في الجمهرة.

(٤) هو رزاح بن ربيعة العذري، أخو قصي بن كلاب لأمه.

(٥) هذه عبارة معجم البلدان، وانظر ما في معجم ما استعجم (الأشمذ).

(٦) هذا ضبط التكملة، بالتحريك.

(٧) عن اللسان، وبالأصل «معرنزفات» ونبه بهامش المطبوعة إلى صحة ما أثبتناه.