تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قذذ]:

صفحة 389 - الجزء 5

  ومن أَمثالهم «مَالَهُ أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ» أَي ماله شَيْءٌ، أَو مالَه مَالٌ ولا قَوْمٌ، وهذا عن اللِّحيانيّ، ويقال: «ما أَصَبْت منه أَقَذَّ ولا مَرِيشاً» أَي لم أُصِبْ منه شيئاً، وقال المَيْدَانِيُّ: أَي لم أَظفَرْ مِنه بِخَيْرٍ لا قليلٍ ولا كثيرٍ، وروى ابن هانئٍ عن أَبي مالك: ما أَصبْتُ منه أَفَذَّ ولا مَرِيشاً، بالفاءِ، من الفَذِّ والفَرْدِ، وقد تقدّم. وفي مجمع الأَمثال: «مَا تَرَكَ الله له شُفْراً ولا ظُفْراً ولا أَقَذَّ ولا مَرِيشاً».

  والمِقَذُّ، بالكسر: ما قُذَّ به الرِّيش. وهو مِثْل السِّكِّين ونحوِه، نقله الصاغانيُّ، كالمِقَذَّةِ.

  والمَقَذُّ، كمَرَدٍّ: ما بَيْنَ الأُذنَيْنِ مِن خَلْفٍ، يقال: إِنّه لَلئيمُ المَقَذَّيْنِ، إِذا كان هَجِينَ ذلكِ المَوْضِع، ويقال: إِنه لحَسَنُ المَقَذَّيْنِ، وليس للإِنسانِ إِلَّا مَقَذٌّ واحدٌ، ولكنهم ثَنَّوْا على نَحْوِ تَثنِيَتِهم رَامَتَيْنِ وصَاحَتَيْنِ.

  والمَقَذُّ: أَصْلُ الأُذنِ، والمَقَذُّ: القُصَاصُ⁣(⁣١). والمَقَذُّ: مُنْتَهَى مَنْبِتِ الشَّعرِ من مُؤَخَّرِ الرأْسِ، وقيل: هو مَجَزُّ الجَلَمِ مِن مُؤَخَّرِ الرأْسِ، ويقال: هو مَقْذوذُ القَفَا. وفي الأَساس: وقيل: المَقَذُّ: مَغْرِزُ الرَّأْسِ في العُنقِ، وحَقِيقَةُ المَقَذِّ: المَقْطَع، فإِمّا أَن يَكون مُنْتَهَى شَعرِ [الرأْس]⁣(⁣٢) عند القَفا أَو مُنْتَهَى الرأَسِ وهو المَغْرِزُ.

  والمَقَذُّ: ع نُسِبَ إِليه الخَمْرُ، والصوابُ أَنه بالدال المُهْمَلَة، وقد تقدَّم.

  والقُذَاذَة، بالضمّ: ما قُطِعَ من أَطْرَافِ الذَّهَب وغيرِه، والجُذَاذَة: ما قُطِع من أَطرافِ الفِضَّةِ، وجَمعه القُذَاذَاتُ والجُذَاذَاتُ، وقيل: القُذَاذَة من كلّ شيءٍ: ما قُطِع منه.

  والمُقَذَّذُ، كمُعَظَّمٍ: المُزَيَّن، كالمَقْذوذِ، يقال: رَجُلٌ مُقَذَّذُ الشَّعرِ ومَقْذُوذُه، أَي مُزَيَّن، وقيل: كلُّ ما زُيِّن فقد قُذِّذَ تَقْذِيذاً.

  والمُقَذَّذُ: المُقَصَّصُ الشَّعرِ حَوَالَيِ القُصَاصِ كُلِّه، ورجُلٌ مَقْذُوذٌ، مثْلُ ذلك. والمُقَذَّذ من الرجال: الرَّجُلُ المُزَلَّمُ الخَفيفُ الهَيْئَةِ، وكذلك المرأَةُ إِذا لم تَكُنْ بالطَّوِيلَة، وامرأَةٌ مُزَلَّمَةٌ، ورجُلٌ مُقَذَّذٌ، إِذا كان ثَوْبُه نَظِيفاً يُشْبِه بعضُه بَعْضاً، كلُّ شيءٍ حَسَنٌ منه وكُلُّ ما سُوِّيَ وأُلْطِفَ فقد قُذَّ.

  والمُقَذَّذَةُ، بالهَاءِ: الأُذُن المُدَوَّرَةُ كأَنَّهَا بُرِيَتْ بَرْياً، كالمَقْذُوذَة.

  وعن ابنِ الأَعرابِيّ: تَقَذْقَذَ في الجَبَلِ. إِذا صَعِدَ فيه، وقال غيره: تَقَذْقَذَ في الرَّكِيَّةِ، إِذا وَقَعَ فَهَلَكَ، وتَقَطْقَطَ مثلُه.

  وتَقَذْقَذَ الرَّجُلُ: رَكِبَ رأْسَه في الأَرض وَحْدَه.

  ويقال: ما يَدَعُ شَاذَّةً ولا قَاذَّةً وفي التهذيبِ: شَاذًّا ولا قَاذًّا، وذلك في القِتَال، أَي شُجَاعٌ يَقْتُلُ مَنْ رَآهُ، وعبارةُ الأَزْهرِيّ: لا يَلقاه أَحَدٌ إِلَّا قَتَلَهُ⁣(⁣٣).

  والقُذَّانُ، بالضمّ: البَياضُ في الفَوْدَيْنِ، أَي جَانِبَيِ الرأْسِ، مِن الشَّيْبِ. والقُذَّانُ أَيضاً: البياضُ في جَنَاحَيِ الطائرِ، على التشبيهِ.

  والقُذَاذَاتُ: ما سَقَطَ مِن قَذِّ الرِّيِشِ ونَحْوِهِ، ولا يَخْفَى أَن هذا مَفْهُومٌ مِن قوله آنفاً: ما قُطِعَ من أَطرافِ الذَّهبِ وغيرِه، فذِكْرُه ثانياً تَطويلٌ مُخِلٌّ لقاعدتِه، كما لا يَخْفَى.

  * ومما يستدرك عليه:

  «تَتبعُونَ⁣(⁣٤) آثارَهُمْ حَذْوَ القُذَّةِ بالقُذَّةِ»، يعني كما تُقَدَّرُ كُلُّ واحِدَةٍ منهن⁣(⁣٥) على [قدر]⁣(⁣٦) صاحِبتها وتُقْطَع، وقال ابنُ الأَثير: يُضْرَب مثلاً للشيئَين يَستوِيانِ ولا يَتفاوتانِ.

  وتَقَذَّذَ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا.

  والقِذَّانُ: المُتَفرِّق، ويقال: إِنه لَمقذُوذُ القَفَا.

  وعن ابنِ دُرَيْدٍ: رجلٌ مَقذوذٌ، إِذا كان يُصْلِح نَفْسَه وَيقُوم عليها.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله القصاص هو بتثليث القاف والضم أعلى كما ذكره الشارح في مادة قصص. قال المجد: وقصاص الشعر حيث تنتهي نبتته من مقدمه أو مؤخره».

(٢) زيادة عن أساس البلاغة.

(٣) العبارة في اللسان، ولم ترد في التهذيب.

(٤) في اللسان: وفي الحديث أنه ص قال: أنتم، يعني أمته، أشبه الأمم ببني إسرائيل، تتبعون ...» وبرواية أخرى في النهاية.

(٥) في النهاية: منهما.

(٦) زيادة عن النهاية.