تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أشر]:

صفحة 25 - الجزء 6

  وجَمْعُ أَشْرَانَ أَشْرَى وأَشارَى وأُشارَى، كسَكْرَانَ وسَكْرَى وَسُكَارَى، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ لمَيَّةَ بنِت ضِرار الضَّبِّيِّ تَرثِي أَخاها:

  وخلَّتْ وُعُولاً أُشارَى بها ... وقد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَهَا⁣(⁣١)

  ونَاقَةٌ مِئْشِيرٌ، وجَوادٌ مِئْشِيرٌ، يَستَوِي فيه المذكَّرُ والمؤنَّثُ، وكذلك رجلٌ مِئْشِيرٌ وامرأَةٌ مِئْشِيرٌ، أَي نَشِيطٌ.

  وأُشُرُ الأَسنانِ، بضَمَّتَين، وأُشَرُهَا بضمٍّ ففتحٍ: التَّحْزِيزُ الَّذِي فيها وهو تَحْدِيدُ أَطرافِها، يكونُ ذلك خِلْقَةً ومُسْتَعْمَلاً. ج أُشُورٌ، بالضّمِّ قال:

  لها بَشَرٌ صافٍ ووَجُهٌ مُقَسَّمٌ ... وغُرُّ ثَنَايَا لم تُفَلَّلْ أُشُورُهَا

  ويقال: بأَسنانِه أُشُرٌ وأُشَرٌ، مثالُ شُطُبِ السَّيْلِ⁣(⁣٢) وشُطَبِه، وقال جَميل:

  سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُورُه

  وأُشَرُ المِنْجَلِ كزُفَر: أَسنانُه واستعمله ثعلبٌ في وصفِ المِعْضادِ، فقال: المِعْضَادُ مثلُ المِنْجَلِ ليست له أُشَرٌ، وهما على التَّشْبِيه.

  وقد أَشَرَتْ المرأَةُ أَسنانَها تَأْشِرُهَا أَشْراً، وأَشَّرَتْها تَأْشِيراً: حَزَّزَتْهَا وحَرَّفتْ أَطرافَ أَسنانِها.

  والمُؤْتَشِرَهُ والمُسْتَأْشِرَةُ كلتاهما: التي تَدْعُو إِلى ذلك أَي أُشْرِ أَسنانِهَا، وفي الحديث: «لُعِنَتِ المَأْشُورَةُ والمُسْتأْشِرَةُ».

  قال أَبو عُبَيْد: الواشِرةُ: المرأَةُ التي تَشِرُ أَسنانَهَا؛ وذلك أَنها تُفَلِّجِها وتُحَدِّدها حتى يكونَ لها أُشُرٌ، والأُشُرُ: حِدَّةٌ ورِقَّةٌ في أَطرافِ الأَسنانِ، ومنه قيل: ثَغْرٌ مُؤَشَّرٌ، وإِنما يكون ذلك في أَسنانِ الأَحداثِ؛ تفعلُه المرأَةُ الكَبِيرَةُ تَتشَبَّه بأُولئك، ومنه المَثَلُ السّائرُ: «أَعْيَيْتِنِي بأُشُرٍ فكيف أَرجْوكِ⁣(⁣٣) بدُرْدُرٍ؛» وذلك أَنّ رجلاً كان له ابنٌ مِن امْرأَةٍ كَبِرَتْ، فأَخذَ ابنَه يُرْقِصُه ويقول:

  يَا حَبَّذَا دَرادِرُكْ

  فعَمدت المرأَةُ إِلى حَجَرٍ فهَتمتْ أَسنانَها، ثمّ تَعرَّضَتْ لزوجِهَا، فقال لها: «أَعْيَيْتِنِي بأُشُرٍ فكيفَ بدُرْدُر».

  والمُؤَشَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المُرَقَّقُ، وكلُّ مُرَقَّقٍ مُؤَشَّرٌ.

  والجُعَلُ مُؤَشَّرُ العَضُدَيْنِ، قال عَنْتَرةُ يصفُ جُعَلاً:

  كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً ... هَدُوجاً بينَ أَقْلِبَةٍ مِلاحِ

  وأَشَرَ الخَشَبَ بالمِئْشارِ أَشْراً، مهموزٌ: شَقَّه ونَشَره.

  والمُئْشارُ: ما أُشِرَ به. قال ابنُ السِّكِّيت: يقال: للمِئْشارِ الذِي يُقْطَع به الخَشَبُ: ميشارٌ، وجمعُه مَواشِيرُ؛ مِن وَشَرتُ أَشِرُ، ومِئْشارٌ جمعُه مآشيرُ، مِن أَشَرتُ آشِرُ. وفي حديثِ صاحِبِ الأُخْدُودِ: «فوَضَعَ المِئْشارَ على مَفْرِقِ رَأْسِه».

  المِئْشارُ - بالهمز - هو المِنْشَارُ، بالنُّون، وقد يُتْرَكُ الهَمْزُ؛ يقال: أَشَرْتُ الخَشَبَةَ أَشْراً، ووَشَرتُها وَشْراً، إِذا شَقَقْتَها، مثل نَشَرتُها نَشْراً، ويُجمع على مآشِيرَ ومَواشِيرَ، ومنه الحديث: «فقَطعوهم بالمآشِير»، أَي بالمَناشِير.

  والأُشِرَةُ بالضّمِّ⁣(⁣٤): المأْشُورَةُ.

  والتَأْشيرُ - هكذا في النُّسَخ وهو الصَّوابُ، وفي بعض الأُصول: والتأْشيرة -: ما تَعَضُّ به الجَرادةُ، ج التَّآشِيرُ، بالمَدِّ، نقلَه الصّغانيُّ.

  والآشِرُ: شَوْكُ ساقَيْهَا أَي الجَرادةِ كالتَّأْشِير. والآشِرُ والتَّأْشِيرُ: عُقْدَةٌ في رَأْسِ ذَنَبِها كالمِخْلَبَيْن، كالأُشْرَةِ، بالضّمِّ والمِئْشارِ، بالكَسْر، وهما الأُشْرتَانِ والمِئْشارانِ.

  وأَشِيرَةُ⁣(⁣٥)، كسَفِينَة: د. بالمَغْرِب وهو حِصنٌ عظيمٌ مِن عَمَلِ سَرَقُسْطَةَ منه: أَبو محمّد عبدُ الله بنُ محمّد بن


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أزهق الطعن أبطالها، أي صرعها وهو بالزاي، وغلط بعضهم فرواه بالراء كذا في اللسان».

(٢) في الصحاح: «شطب السيف» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: السيل، كذا بخطه والأنسب بالشاهد أن يكون: السيف، فإنه المصقول».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «لقطة أرجوك: ساقط من عبارة القاموس والصحاح في مادة درر، وهو الصواب بدليل حذفه في آخر عبارته».

(٤) كذا بالأصل، وفي القاموس: «والآشِرَةُ» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والأشرة بالضم ضبطه في النسخة المطبوعة كعاشرة وكذلك في ترجمة عاصم» ونبه بهامش القاموس إلى رواية الشارح.

(٥) في معجم البلدان: أَشِيرُ.