تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أصر]:

صفحة 27 - الجزء 6

  فلا كَفّارةَ لها»، قالوا: الإِصْرُ: أَنْ تَحْلِفَ بَطلاقٍ أَو عَتَاقٍ⁣(⁣١) أَو نَذْرٍ، وأَصلُ الإِصرِ الثِّقْلُ والشَّدُّ، لأَنها أَثقلُ الأَيمانِ وأَضيقُها مَخْرجاً؛ يَعْنِي أَنه يجبُ الوفاءُ بها ولا يُتعوَّضُ عنها بالكَفّارة.

  والإِصْرُ: ثَقْبُ الأُذُنِ، قال ابن الأَعرابيّ: هما إِصْرانِ.

  ج آصَارٌ، لا يُجاوِزونَه أَدْنَى العَددِ، وإِصْرانٌ، بالكسر، جمعُ إِصْرٍ بمعنى ثَقْبِ الأُذُنِ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  إِنّ الأُحَيْمِرَ حِينَ أَرْجُو رِفْدَه ... غَمْراً لأَقْطَعُ سَيِّئُ الإِصْرانِ

  الأَقْطَعُ: الأَصَمُّ: والإِصْرَانُ: جمعُ إِصْرٍ.

  والآصرَةُ: ما عَطفَكَ على الرَّجُلِ مِن الرَّحِمِ والقَرَابَة والمعروفِ والمِنَّة، ويقال: ما تَأْصِرُنِي على فُلان آصرَةٌ، أَي ما تَعْطِفُنِي عليه مِنَّةٌ ولا قَرَابَةٌ. ج أَواصِرُ، قال الحُطَيئة:

  عَطَفُوا عليّ بغَيْرِ آ ... صِرَةٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ

  أَي عَطَفُوا عليّ بغير عَهْدٍ أَو⁣(⁣٢) قَرَابةٍ. ومن سَجَعَات الأَساس: عَطَفَ عليَّ بغيرِ آصِرَة، ونَظَرَ في أَمرِي بِعَيْنٍ⁣(⁣٣) باصِرَة.

  والآصِرَةُ: حَبْلٌ صغيرٌ يُشَدُّ به أَسفلُ الخِبَاءِ إِلى وَتِدٍ، وأَنشد ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ:

  لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةٍ ... ولا أَتَصَبَّى آصِراتِ خَليلِ

  فَسَّرَه فقال: لا أَرْضَى مِن الوُدِّ بالضَّعيف، ولم يُفَسِّر الآصرة، وقال ابن سِيدَه: وعندي أَنّه إِنّمَا عَنَى بالآصِرَة الحَبْلَ الصَّغِيرَ الذي يُشَدُّ به أَسفَلُ الخِبَاءِ، فيقول: لا أَتعرَّض لتِلْك المواضِعِ أَبْتَغِي زَوجةَ خَلِيلِي ونحْو ذلك، وقد يجوزُ أَن يُعَرِّضَ به، لا أَتَعرَّضُ لمَن كان مِن قَرابة خَلِيلِي، كعَمَّتِه وخَالَتِه وما أَشبهَ ذلِكَ، كالإِصارِ والإِصارةِ بكَسْرِهما، والأُيْصَرِ والآصِرَةِ، وجمعُ الإِصارِ أُصُرٌ، وجمعٌ الأَيْصَر أَيَاصِرُ. والمَأْصَرُ، كمَجْلِسٍ ومَرْقَدٍ: المَحْبِسُ، مأْخوذٌ من آصِرَةِ العَهْدِ، إِنّما هو عَقْدٌ ليُحْبَسَ به، ويقال للشيْءِ تُعْقَدُ به الأَشياءُ: الإِصارُ، مِن هذا، وقد أَصَرَه يَأْصِرُه، إِذا حَبَسَه ج مآصِرُ، والعامَّةُ تقولُ مَعاصِرُ، بالعَيْن بَدَلَ الهَمْزِ.

  والإِصارُ، ككتابٍ: وَتِدُ الطُّنُبِ قَصِيرٌ، وفي الفُرُوق لابن السيِّد: الإِصارُ: وَتِدُ الخِبَاءِ، وجمعُه أُصُرٌ، على فُعُلٍ، وآصِرَةٍ.

  والإِصارُ: القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرَّجلِ، والسِّينُ فيه لغةٌ.

  والإِصار الزَّنْبِيلُ يُحْمَلُ فيه المَتَاعُ، على التَّشْبِيه بالمِحَشِّ. والإِصارُ: ما حَوَاه المِحَشُّ من الحَشِيش، قال الأَعْشَى:

  فهذا يُعِدُّ لهنَّ الخَلَى ... ويَجْمَعُ ذا بَينهنَّ الإِصَارَا

  والإِصار: كِساءٌ يُحْتَشُّ فيه، كالأَيْصَرِ، فيهما، وجمعُه أَياصِرُ، قال:

  تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشَّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ ... وكُنّا أُناساً يَعْلِفُونَ الأَيَاصِرَا⁣(⁣٤)

  والإِصَارُ والأَيْصَرُ: الحَشِيشُ المُجْتَمِعُ.

  وفي كتابِ أَبي زَيْدٍ: الأَيَاصِرُ: الأَكْسِيَةُ التي مَلَؤُوهَا مِن الكَلإِ وشَدُّوها، وَاحدُهَا أَيْصَرُ، وقال: حَشٌّ لا يُجَزُّ أَيْصَرُه، أَي مِن كَثْرَتِه. وقال الأَصمعيُّ: الأَيْصَرُ: كِسَاءٌ فيه حَشِيشٌ، يقال له: الأَيْصَرُ، ولا يُسَمَّى الكِسَاءُ أَيْصراً حين لا يكونُ فيه الحَشِيشُ، ولا يُسَمَّى ذلك الحَشِيشُ أَيْصَراً حتى يكونَ في ذلك الكِسَاءِ.

  ج أُصُرٌ، بضمّتين، وآصِرَةٌ.

  والأَصِيرُ: المُتَقَارِبُ، والمُلْتَفُّ من الشَّعَرِ، يقال: شَعَرٌ أَصِيرٌ، أَي ملتفٌّ مجتمعٌ كثيرُ الأَصلِ، قال الرّاعي:

  ثَبَتَتْ عَلى شَعَرٍ أَلَفَّ أَصِيرٍ⁣(⁣٥)


(١) في القاموس: «أو عِتْق» ومثله في التهذيب.

(٢) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٣) عن الأساس، وبالأصل «بغير» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية الأساس.

(٤) رواه بعضهم: الشعير عشية، كذا في اللسان.

(٥) ديوانه ص ١١٩ وصدره فيه:

ولأتركنّ بحاجبيك علامةً

ونبه إلى صدره بهامش المطبوعة المصرية.