تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ببر]

صفحة 43 - الجزء 6

  ولَا غَرْوَ أَنْ كانَ الأُعَيْرِجُ آرَهَا ... وما النّاسُ إِلَّا آيِرٌ ومَئِيرُ

  وإِيرٌ بالكسر: موضعٌ بالبادية، وفي التَّهْذِيب: إِيرٌ وهِيرٌ: موضِعٌ بالبادية، قال الشَّمّاخُ:

  على أَصلابِ أَحْقَبَ أَخْدَرِيٍّ ... مِن الَّلائِي تَضَمَّنَهُنَّ إِيرُ

  وإِيرُ بَنِي الحَجّاجِ: مِن مياه بَنِي نُمَيْر، وهو بالكسر، وأَمّا بالفتح فناحيةٌ مِن المدينة يَخْرُجُون إِليها للنُّزهة.

(فصل الباءِ) الموحدة مع الراءِ

  [بأر]: البِئْرُ، بالكسر: القَلِيبُ، م معروفٌ، أُنْثَى، ج آبْآرٌ، بهمز بعدَ الباءِ، مقلوبٌ، عن يعقوبَ، أَي فوزنُه أَعفالٌ. ومِن العرب مَن يقلِبُ الهمزةَ فيقول: آبارٌ، على أَصله. وهي في القِلَّة أَبْؤُرٌ وآبُرٌ، مثالُ آمُلٍ، مقلوب، وَزْنُه أَعْفُلٌ، عن الفَرّاءِ. وفي الكثرة بِئارٌ، بالكسر، وفي حديث عائشةَ: «اغْتَسِلِي مِن ثلاثةِ أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بعضاً»، والمرادُ به أَنّ مِيَاهَها تَجتمعُ في واحدةٍ كمياهِ القَنَاةِ.

  والبآرٌ ككَتّانٍ: حافِرُهَا، كذا في التَّهذِيب، والمشهورُ به أَبو نصر إِبراهيمُ بنُ الفَضْلِ بنِ إِبراهِيمَ الأَصبهانيُّ الحافظُ، ويقال: أَبَّارٌ، وهو مقلوبٌ، ولم يُسمَع على وَجْهِه.

  وأَبْأَرَ فلاناً: جَعَلَ له بِئْراً، نقلَه الزَّجّاج.

  وبَأَرَ بِئْراً كمَنَعَ يَبْأَرُهَا، وكذلك ابْتَأَرَ: حَفَرَ وعن أَبي زَيْد: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً: حَفَرْتُ بُؤْرَةً يُطْبَخُ فيها، وهي الآرةُ⁣(⁣١).

  وفي الحديث: «البِئْرُ جُبَارٌ»، قيل: هي العادِيَّةُ القديمةُ لا يُعْلَم لها حافرٌ ولا مالِكٌ، فيقعُ فيها الإِنسانُ أَو غيرُه فهو جُبَار، أَي هَدَرٌ، وقيل: هو الأَجِيرُ الذي يَنزلُ البِئْرَ فينقِّيها، أَو يُخرِجُ منها شيئاً وَقَع فيها فيموتُ.

  وبَأَرَ الشيْءَ بَأْراً، وابْتَأَره، كلاهما: خَبَأَه أَو ادَّخَره، ومنه قِيل للحُفْرة: البُؤْرَةُ. وابْتأَرَ الخَيرَ: وبَأَرَه: قَدَّمَه، أَو عَمِلَه مَسْتُوراً. وفي الحديث: «أَنّ رجلاً آتاه الله مالاً فلمْ يَبْتَئرِ خَيْراً»، أَي لم يُقَدِّم لنفسِه خَبِيئَةَ خيرٍ، ولم يَدَّخِرْ، وقال الأُمَوِيُّ في معناه: هو مِن الشَّيءِ يُخْبَأُ، كأَنَّه لم يُقَدِّم لنفسِه خَيْراً خَبَأَه لها.

  وقال أَبو عُبَيْد: في الابْتِئارِ لُغَتَانِ: ابتأَرتُ وائْتَبَرتُ ابْتِئاراً وائْتِبَاراً، وقال القُطاميّ.

  فإِنْ لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ ... فليس لسائرِ النّاسِ ائْتِبارُ

  يعني اصْطِنَاعَ الخيرِ وتَقديمَه.

  والبُؤْرَةُ بالضّمِّ: الحُفْرَةُ يُطبَخُ فيها، عن أَبي زَيْد وهي كالزُّبْيَةِ من الأَرْض، وقيل: هي مَوْقِدُ النّارِ وهي الآرَةُ⁣(⁣٢)، وجمعُه بُؤَرٌ.

  والبُؤرَةُ أَيضاً: الذَّخِيرَةُ يَدَّخِرُهَا الإِنسانُ كالبِئْرَةِ بالكَسْر، والبَئيرَةِ، على فَعِيلَةٍ. وفي الأَساس: «بأَر»: الفاسِقُ مَن ابْتَأَرَ، والفُوَيْسِقُ مَن ابْتَهَرَ، يقال⁣(⁣٣): ابْتَأَرَهَا: قال فَعَلْتُها وهو صادِقٌ، وابْتَهَرْتُها: قاله وهو كاذبٌ.

  [ببر] البَبْرُ بفتحٍ فسكونٍ: سَبُعٌ م معروفٌ، ج بُبُورٌ، مثل فَلْسٍ وفُلُوسٍ، وقيل: هو ضَرْبٌ مِن السِّباع.

  وفي الصّحاح: هو الفُرَانِقُ⁣(⁣٤) الذي يُعادِي الأَسَد، ومثله في المِصْبَاح، ففي قولِ المصنِّفِ: معروفٌ، مَحَلُّ تَأَمُّل.

  ولعَلَّه في الزَّمنِ الأَوّل، أَعجميُّ مُعَرَّبُ، وفي التَّهْذِيب: وأَحسبُه دَخِيلاً وليس مِن كلام العرب.

  ونَصْرُ بنُ بَبْرَوَيْهِ - كعَمْرَوَيْهِ - حَدَّثَ عن إِسحاقَ بنِ شاذَانَ، كذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ عن إِسحاقَ شاذانَ، وهو إِسحاقُ بن إِبراهيمَ، وشاذَانُ لَقَبُهُ، وهو نصرُ بنُ بَبْرَوَيْهِ الفارسيُّ، حَدَّث عنه ببغدادَ وأَخوه أَحمدُ بن بَبْرَوَيْهِ حَدَّثَ أَيضاً، وهكذا ضَبَطَه الحافظانِ: الذَّهَبيُّ وابنُ حَجَرٍ، وقرأْت في كتاب ابنِ أَبي الدّم: نَصْرُ بنُ بِبْرَوَيْهِ - بكسر الموحَّدَةِ


(١) في الصحاح واللسان: «الإِرَةُ».

(٢) كذا بالأصل «الآرة» وقد مرّت، وفي اللسان: «الإرة».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يقال له الخ كذا بخطه وعبارة الأساس: يقال: ابتأرت الجارية إذا قال فعلت بها وهو صادق، وابتهرتها إذا قال ذلك وهو كاذب اه وهي ظاهرة».

(٤) والفرانق كعلابط الاسد والذي ينذر قدامه، معرّب بروانك والذي يدل صاحب البريد على الطريق. كما في القاموس (فرانق).