[مسأ]:
  الهيئة وهو أَي الإِناء مَلْآنُ وهي أَي الأُنثى مَلْأَى على فَعْلَى، كما في الصحاح ومَلْآنةٌ بهاء ج مِلَاءٌ ككرامٍ، كذا في النسخ وأَملَاءُ، كما في اللسان(١)، والعامة تقول إِناءُ مَلاً مَاءً، والصواب ملآنُ ماءً، قال أَبو حاتم: حُبٌّ مَلْآنُ، وقِرْبَةٌ مَلْأَى، وحِبَابٌ مِلَاء، قال: وإِن شئتَ خفَّفْت الهمزةَ فقلت في المُذكّر مَلَانُ، وفي المُؤَنَّث مَلَا، ودَلْوٌ مَلاً، ومنه قوله:
  وحَبَّذَا دَلْوُكِ إِذْ جَاءَتْ مَلَا
  أَراد مَلْأَى، ويقال مَلأْتُه مَلْأً بوزن مَلْعاً فإِن خَفَّفْتَ قُلت مَلاً، وقد امتلأَ الإِناءُ امتلاءً. وامْتَلَأَ(٢) وتَمَلَّأ بمعنًى.
  والمُلَاءَةُ ممدوداً والمُلَاءُ كغُراب والمُلْأَة كمُتْعَة بضمِّهن: الزُّكَام يُصيب من الامْتِلاءِ أَي امتلاءِ المَعِدة، وقد مُلِئَ كعُنِيَ مبنيًّا للمفعول ومَلُؤَ مِثال كَرُمَ وأَمْلأَه الله تعالى إِمْلَاءً، أَي أَزكمه فهو مَمْلُوءٌ. كذا في النسخ وفي بعضها فهو مَلْآنُ ومَمْلُوءٌ وهذا خِلاف القياس يُحْمَل على مُلِئَ، فهو حينئذ نادِرٌ لأَن القياس في مفعولٍ الرباعيِّ مُفْعَل كمُكْرَم، وفي الأَساس: ومن المجاز: به مُلْأَةٌ، وهو ثِقَلٌ يأْخُذ بالرأْس وزُكْمَةٌ(٣) من امتلاء المعدة. ومُلِئَ الرجلُ وهو مَملوءٌ. انتهى. وقال الليث: المُلَاءُ(٤): ثِقَلٌ يأخذُ في الرأْس كالزُّكامِ من امتلاءِ المَعِدة، وقد تَمَلَّأ من الطعام والشَّرابِ تَمَلُّؤاً، وتمَلَّأ غَيْظاً. وشِبَعاً وامتلأَ(٥). قلت: وهو من المجاز. وقال ابن السكّيت: تمَلَّأتُ مِن الطعام تَمَلُّؤاً، وتَمَلَّيْتُ العَيْشَ تَمَلِّياً، إِذا عِشْتَ مَلِيّاً، أَي طويلاً.
  والمَلأُ، كجَبَلٍ: التَّشَاوُرُ يقال: ما كان هذا الأَمرُ عن مَلإٍ مِنَّا، أَي تَشاوُرٍ واجتماعٍ(٦)، وفي حديث عُمَر ¥ حين طُعِن: أَكان هذا عَن مَلإٍ منكم؟ أَي عن مُشاوَرَةٍ من أَشرافكم وجَماعتِكم. فهو مجازٌ، صَرَّح به الزمخشريّ وغيرُه والمَلأُ: الأَشْرَافُ أَي مِن القوم ووُجُوههم ورُؤَساؤُهم ومُقَدَّمُوهم الذين يُرْجَع إِلى قَوْلِهم والعِلْيَةُ بالكسر، ذكره أَبو عُبيدَ(٧) في غَرِيبه، وهو كعطفِ تفسيرٍ لِما قَبْلَه، والجمع أَمْلَاءٌ، وفي الحديث. هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟» يريد الملائكةَ المُقَرَّبِينَ، ويروى أَن النبيّ ÷ سَمع رَجُلاً من الأَنصار وقد رَجعوا مِن غَزْوَةِ بَدْرٍ يَقُول: ما قَتَلْنَا إِلَّا عَجائِزَ صُلْعاً. فقال #: «أُولئك المَلأُ مِن قُرَيْشٍ لو حَضَرْتَ فِعَالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ» أَي أَشرافُ قُريشٍ. والمَلأُ: الجَمَاعَةُ أَي مطلقاً، ولو ذكره عند التشاوُرِ كان أَوْلَى للمناسبة والملأُ: الطَّمَعُ والظَّنُّ. والجمع أَمْلَاءٌ، أَي جَماعاتٌ، عن ابن الأَعرابيّ، وبه فسّر قول الشاعر:
  وَتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبِحَ أُمُّنَا ... عَذْرَاءَ لَا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ
  وبه فُسِّرَ أَيضاً قولُ الجُهنِيِّ الآتي ذِكْرُه:
  فَقُلْنَا أَحْسِني مَلأ جُهَيْنَا
  أَي أَحْسِني ظَنًّا، وقال أَبو الحسن: ليس المَلأُ من باب رَهْطٍ، وإِن كانَا اسمَيْنِ للجَمْعِ، لأَن رَهْطاً لا واحِدَ له من لفظه، ثم قال: والملأُ إِنَّما هم القَوْمُ ذَوُو الشَّارَة، والتَّجَمُّعُ(٨) للإِدارة، ففارق بابَ رَهْطٍ لذلك، والمَلأُ على هذا صِفَةٌ غالبةٌ. والمَلأُ الخُلُقُ، وفي التهذيب: الخُلُقُ المَلِيءُ بما يُحْتَاج إِليه، وما أَحْسَن مَلأَ بَني فُلانٍ، أَي أَخلاقَهم وعِشْرَتَهم، قال الجُهَنِيُّ:
  تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنَا ... فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأَ جُهَيْنَا
  أَي أَحْسِني أَخلاقاً يا جُهَيْنَة، والجمع أَمْلَاءٌ، وفيه وُجُوهٌ أُخَرُ، ذُكِر منها وَجْهٌ، وسيأْتي وجهٌ آخَرُ، وفي حديث أَبي قَتادة: لمَّا ازدحمَ الناسُ على المِيضَأَةِ في بعضِ الغَزَواتِ قال لهم رسولُ الله ÷: أَحْسِنوا المَلأَ فكُلُّكُمْ سَيَرْوَى»، قال ابنُ الأَثير: وأَكثر قُرَّاءِ الحديث يَقْرؤُونَها «أَحْسِنُوا
(١) في اللسان كالأصل وفيه: إناء ملآن والأنثى ملأى وملآنة، والجمع مِلاءٌ.
(٢) اللسان: وامتلأ.
(٣) عن الأساس، وبالأصل ركهة. وقد أشار في هامش المطبوعة المصرية إلى ترجيح صواب ما جاء في الأساس.
(٤) اللسان: الملأة.
(٥) في هامش المطبوعة الكويتية: «نص الليث في اللسان وقف عند قوله غيظاً أما الأساس ففيه - ولم يذكر الليث - وامتلأ غيظاً وتملّأ شبعاً.
(٦) في الأساس: أي ممالأة ومشاورة.
(٧) بالأصل واللسان «أبو عبيدة» وهو أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي صاحب الغريب.
(٨) كذا ضبطت بالضم بالأصل والقاموس. وفي نسخة من اللسان لم تضبط، وفي نسخة دار المعارف ضبطت صواباً على أنها عطف «التجمع» بالكسر.