تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بور]:

صفحة 117 - الجزء 6

  وقيل: هو الطَّرِيقُ، فارسيٌّ معرَّبٌ، قال الأَصمعيُّ:

  البُورِيَاءُ بالفارسيَّة، وهو بالعربيَّة بارِيٌّ وبُورِيٌّ وأَنشد للعَجّاج يصفُ كِنَاسَ الثَّورِ:

  كالخُصِّ إِذْ جَلَّلَه البارِيُّ

  قال: وكذلك البارِيَّةُ.

  وفي الحديث: أَنّه «كان لا يَرَى بَأْساً بالصّلاة على البُورِيِّ»، قالوا: هي الحَصِيرُ المَعْمُول بالقَصَب، ويقال فيه: باريَّةٌ وبُورِيَاءُ.

  ويقال: رجلٌ حائِرٌ بائِرٌ؛ يكونُ من الكَسَاد⁣(⁣١)، ويكونُ من الهَلَاك، وفي التَّهْذِيب: رجلٌ حائِرٌ بائرٌ، إِذا لم يَتَّجِهْ لشَيْءٍ، ضالٌّ تائِهٌ، وهو إِتباعٌ، وزاد في غيرِه:

  ولا يَأْتمِرُ رُشْداً، ولا يُطِيعُ مُرْشِداً، وقد جاء ذلك في حديثِ عُمَرَ ¥(⁣٢).

  وبارُ: ة بنَيْسَابُورَ، منها الحُسَيْنُ⁣(⁣٣) بنُ نَصْرٍ أَبو عليٍّ البارِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ حدَّث عن الفضل بنِ أَحمدَ الرّازِيِّ، وعنه أَبو بكر بنُ الحَسَنِ الحِيرِيُّ، وتُوُفِّي بعد سنة ثلاثينَ وثلاثمائة.

  وسُوقُ البارِ: د، باليَمن بين صَعْدَةَ وعَثَّرَ، وقيل: شرقيّ ثُوران⁣(⁣٤)، يسكُنها بنو رَازحٍ مِن خَوْلَانِ قُضَاعَةَ⁣(⁣٥).

  وبارِي، بسكون الياءِ: ة ببغدَادَ، من أَعمال كَلْوَاذَى، بها مُتَنَزَّهَاتٌ وبساتينُ.

  وبارَةُ: كُورةٌ بالشام من نواحِي حَلَبَ، ذاتُ بساتينَ، ويُسَمُّونَها زاوِيَةَ البارةِ.

  وبارةُ: إِقْلِيمٌ من أَعمالِ الجَزِيرَةِ الخضراءِ بالأَنْدَلُسِ، فيه جبالٌ شامخةٌ، والنِّسْبَةُ إِلى الكلِّ بارِيٌّ.

  ومن المَجَاز: ابتارَها، إِذا نَكَحَها، كآرهَا. وبُورَةُ، بالضَّمِّ: د، بمصرَ بينَ تِنِّيسَ ودِمياطَ، ليس له الآن أَثرٌ، منها السَّمَكُ البُورِيُّ المشهورُ ببلادِ مصرَ، ويُعْرفُ في اليمن بالسَّمَك العربيِّ.

  وبَنُو البُورِيِّ: فُقهاءُ كانوا بمصرَ والإِسكندريّةَ، منهم: هِبَةُ الله بنُ مَعَدٍّ أَبو القاسم القُرَشِيُّ، الدِّمْياطِيُّ، المدرِّسُ، عن أَبي الفَرَجِ بنِ الجَوزِيِّ، مات في حُدُود السِّتِّمِائَةِ، وابنُ أَخيه محمّدُ بنُ عبد العَزيزِ أَبو الكَرَمِ الرئيسُ، وغيرُهما مثلُ محمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حِصْنٍ⁣(⁣٦) البُورِيِّ، قال عبد الغنيِّ بنُ سعيد: حَدَّثونا عنه، وهو من القُدَماءِ.

  وبُورُ، بلا هاءٍ: د، بفارِسَ، ويقال فيه بالباءِ الأَعجميةِ أَيضاً.

  وأَبو بكرٍ بُورُ بنُ أَضْرَمَ المَرْوَزِيُّ شيخُ البُخارِيِّ، مشهورٌ بكُنْيَتِه، هكذا ذَكَرَه الحافظُ.

  وبُورُ بنُ محمّد، كَتَبَ عنه أَبو إِسحاقَ المُسْتَمْلِي.

  وبُورُ بنُ عَمّارٍ، جَدُّ أَبي الفضلِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ محمودٍ، البَلْخِيّانِ، أَخَذَ أَبو الفضلِ هذا عن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ طَرْخانَ وغيرِه، ذَكَرَه غنجار.

  وبُورُ بنُ هانئٍ من أَهل مَرْوَ، عن ابنِ المُبَارَكِ. وآخَرُونَ.

  وبُورَى، كشُورَى: ة قُرْبَ عُكْبَرَاءَ، وإِيّاها عنَى أَبو فِرَاس بقوله:

  ولا تَركْتُ المُدامَ بينَ قُرَى الكَ ... رْخِ فَبُورَى فالجَوْسَقِ الحَرِبِ⁣(⁣٧)

  منها أَبو البَرَكَاتِ محمّدُ بنُ أَبي المَعَالِي بنِ البُورانِيِّ، عن أَبي الحُسَيْن يُوسُفَ، وعنه الرَّشِيدُ محمّدُ بنُ أَبي القاسِمِ، ويقال فيه أَيضاً: ابنُ البُورِيِّ.

  وبُورِي كزُورِي - أَمْراً مِن زارَ - مِن الأَعلام، منهم: بُورِي بنُ السُّلْطانِ صلاحِ الدِّينِ يُوسُفَ، كان فاضلاً، وله ديوانُ شِعْر.


(١) اللسان: الكسل.

(٢) ولفظه كما في اللسان: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر إذا لم يتجه لشيء ..».

(٣) في اللباب ومعجم البلدان: الحسن.

(٤) في معجم البلدان «توراب»، وثوران وتوراب ليسا فيه.

(٥) عبارة: من خولان قضاعة جاءت بالأصل بعد عبارة: من أعمال كلواذي، وهو خطأ وقد نقلت إلى هنا بما يوافق معجم البلدان، فالنص منه.

(٦) اللباب ومعجم البلدان: حفص.

(٧) البيت في اللباب ونسبه إلى أبي نواس، وفيه الخرب بالخاء المعجمة، وانظر معجم البلدان.