[ثرر]:
  كما لا يَخْفَى. قلتُ: وما أَنْكَرَه شيخُنَا فقد ذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان عن بعضِ العرب، والمصنِّفُ مِن عادَتِه أَنه لم يَزَلْ يَتَتَبَّعُ النَّوادِرَ والغَرَائِبَ؛ لأَنه البحرُ المُحِيطُ الجامعُ للعجائب.
  والثَّرَّةُ أَيضاً: المرأَةُ الكثيرةُ(١) الكلامِ، كالثّارَّةِ والثَّرْثَارَةِ، يقال: رجلٌ ثَرْثَارٌ، إِذا كان مُتَشَدِّقاً كثيرَ الكلامِ.
  والثَّرُّ: التَّفْرِيقُ والتَبْدِيدُ، يقال: ثَرَّ الشَّيْءَ مِن يَدِه يَثُرُّه ثَرّاً: بَدَّدَه، كالثَّرْثَرَةِ، حَكَاه ابنُ دُرَيْدٍ ولم يَخُصَّ اليَدَ، ونَصُّ ابنُ دُرَيْد(٢): ثَرَرْتُ الشَّيْءَ أَثُرُّه ثَرّاً، إِذا بَدَدْتَه. قال الصاغانيُّ: وأَحْجِ به أَن يكونَ تَصْحِيفَ نَدَّيْتَه، وأَما ثَرْثَرْتُه: بَدَّدْتُه فصَحِيحٌ.
  والثَّرُّ: الواسِعُ. يقال: عَيْنٌ ثَرّ، أَي واسِعٌ(٣) وكذلك إِحْلِيلٌ ثَرٌّ.
  والثَّرُّ: المِكْثارُ المُتَشَدِّقُ، يُقال: رجلٌ ثَرٌّ، أَي كثيرُ الكلامِ.
  والثَّرُّ مِن السّحابِ: الكَثِيرُ الماءِ، يقال: سحابٌ ثَرٌّ، وثَرَّتِ السَّحَابَةُ مَاءَها تَثُرُّه(٤) ثَرّاً.
  ومِن المَجَاز: الثَّرْثَارُ بالفتح: المِهْذَارُ المُتَشَدِّقُ. ورُوِيَ عن النّبيِّ ﷺ أَنه قال: «أَبْغَضُكُم إِليَّ الثَرْثَارُونَ المُتَفَيْهِقُون» وهم الذين يُكثِرُون الكلامَ تكلُّفاً خُرُوجاً عن الحقّ.
  والثَّرْثارُ أيضاً: الصَّيّاحُ، عن اللِّحْيَانيّ.
  والثَّرْثَارُ: نَهْرٌ بعَيْنِه، وقال المبرّد في أَوّل الكامل: سُمِّيَ به لكثرةِ مائِه، قال الأَخطل مِن قصيدةٍ أَوّلُها.
  لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ ... على جانبِ الثَّرثْارِ راغِيَةَ البَكْرِ
  أَو الثَّرْثَارُ: وادٍ كبيرٌ بالجزيرة يَمدُّ إِذا كثرت الأَمطارُ، وأَمّا في الصَّيف فليس فيه إِلّا مناقِعُ، ومياهٌ جامدة(٥)، وعيونٌ قليلةٌ مِلحةٌ، وهو في البَرِّيَّة ينحدرُ بين سِنْجارَ وتَكْرِيتَ، وكانت عليه قُرًى كثيرةٌ عامرةٌ قد خَرِبت الآن، وإِيّاه عَنَى الأَخطلُ في قوله وقد جَمَعَه:
  وأَحْمَى علينا ابْنَا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ ... مُشَاشَ المَراضِ اعْتَادَهَا مِن ثَرَاثِرِ
  وفي أَنساب البلاذريِّ: الثَّرْثارُ: نهرٌ يَنْزِعُ مِن هِرْماس نَصِيبِينَ، ويُفَرِّغُ في دِجْلَةَ بين الكُحَيْلِ ورَأْسِ الإِبَّلِ، وله يومٌ معروفٌ، قال الأَخطل:
  لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ ... إِلى جانب الثَّرْثارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ
  والإِثْرَارَةُ، بالكسر: الأَنبِرْ بَارِيسُ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّريكَ، عن أَبي حَنِيفَةَ، نَقلاً عن بعض الأَعراب.
  والثُّرْثُورُ الكبيرُ والصّغيرُ: نَهْرانِ بإِرْمِينِيَّةَ(٦)، نقلَه الصّاغانيُّ.
  وثَرَّرَ بالمكان تَثْرِيراً: نَدَّاه. والذي في الأُصول المعتَمَدة: ثَرَّرْتُ المكانَ مثل ثَرَّيُتُه، أَي نَدَّيْتُه.
  والثَّرْثَرَةُ: كثْرةُ الكلامِ وتَرْدِيدُه في تَخْلِيطٍ، وقد ثَرْثَرَ الرجلُ، فهو ثَرْثَارٌ، مِهْذارٌ.
  والثَّرْثَرَةُ: الإِكثارُ من الأَكلِ وتَخْلِيطُه.
  رجلٌ ثَرْثَار، وامرأَةٌ ثَرْثَارَةٌ(٧)، وقومٌ ثَرْثَارُون، وقد تقدَّم ذِكْرُ الحديثِ الذي وردتْ فيه هذه اللَّفظة.
  ومن المَجاز: فَرَسٌ ثَرٌّ ومُنْثَرٌّ، أَي سَرِيعُ الرَّكْضِ؛ تَشْبِيهاً بالعَيْن الثَّر(٨)، كما في الأساس.
  * وممّا يُستدرَك عليه:
  عَيْنٌ ثَرَّةٌ: كثيرةُ الدُّموعِ. قال ابنُ سِيدَه: ولم يُسْمَع فيها ثَرْثَارةٌ، وأَنشدَ ابنُ دُرَيد:
  يا مَنْ لِعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ ... يَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ(٩)
(١) في القاموس: الكثيرة في الكلام.
(٢) الجمهرة ١/ ٤٤.
(٣) كذا بالأصل: عين ثرٌّ أي واسع. والصواب: عين ثرّة أي واسعة. ولم ترد بهذا المعنى في التهذيب أو اللسان أو الصحاح والتكملة والأساس؟
(٤) عن الأساس، وبالأصل: تثرّ.
(٥) في معجم البلدان: حامية.
(٦) في معجم البلدان: نهران بأرّان أو أرمينية.
(٧) عن التهذيب، وبالأصل: رجل ثرثر.
(٨) كذا بالأصل «الثَّرّ» والصواب «الثَرَّة» ولم ترد هذه العبارة في الأساس.
(٩) يحفشها: يستخرج كل ما فيها.