تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثغر]:

صفحة 147 - الجزء 6

  واحدة». ضِدٌّ، قال شيخُنا: قد يُقال إِنه لا ضِدِّيَّةَ بين عامٍّ وخاصٍّ، فتَأَمَّلْ.

  وثَغَرَ فلاناً: كَسَرَ ثَغْرَه، عن ابن الأَعرابيِّ، فهو مَثْغُورٌ، وأَنشد لجَرِير:

  مَتَى أَلْقَ مَثْغُوراً على سُوءِ ثَغْرِه ... أَضَعْ فوقَ ما أَبْقَى الرِّيَاحِيُّ مِبْرَدَا

  والثُّغْرَةُ، بالضمّ: نُقْرَةُ النَّحْرِ، وفي المُحْكَم: والثُّغْرَةُ مِن النَّحْرِ الهَزْمَةُ التي بين التَّرْقُوَتَيْنِ، وقيل: التي في المَنْحَرِ، وقيل: هي مِن البَعِيرِ: هَزْمَةٌ يُنْحَرُ منها، وهي مِن الفَرَسِ: فَوْقَ الجُؤْجُؤِ، والجؤْجُؤُ مَا نَتَأَ مِن نَحْرِه بين أَعالِي الفَهْدَتَيْنِ.

  والثَّغْرُ: النّاحِيَةُ من الأَرض كالثُّغْرَةِ، يقال: ما بتلك الثُّغْرَةِ مثلُه.

  والثَّغْرُ: الطَّرِيقُ السَّهْلَةُ. قال الأَزهريُّ: وكلُّ طريقٍ يَلْتَحِبُهُ النَّاسُ بسُهُولَةٍ⁣(⁣١) فهي ثُغْرَةٌ؛ وذلك أَنّ سَالِكِيه يَثْغَرُون وَجْهَه، ويَجِدُون فيه شَرَكاً مَحْفُورَةً.

  وأَثْغَرَ الغُلامُ: أَلْقَى ثَغْرَه.

  وأَثْغَرَ أَيضاً: نَبَتَ ثَغْرُه؛ ضِدٌّ، كاثَّغَرَ وادَّغَرَ، على البدل.

  والأَصْلُ في اثَّغَرَ اثْتَغَرَ، قُلِبَتِ الثّاءُ تَاءً، ثم أُدْغِمَتْ، وإِنْ شِئتَ قلتَ: اثَّغَرَ، بجَعْل الحرفِ الأَصليِّ هو الظّاهر.

  قال أَبو زَيْد: إِذا سَقَطَتْ رَواضِعُ الصَّبِيِّ قيل: ثُغِرَ فهو مَثْغُورٌ، فإِذا نَبَتَتْ أَسنانُه بعد السُّقُوط قيل: اثَّغَرَ، بتشديدِ الثّاءِ، واتَّغَرَ، بتشديدِ التّاءِ، تقديرُه اثْتَغَرَ، وهو افْتَعَلَ مِن الثَّغْر، ومنهم مَن يَقْلِبُ تاءَ الافتعالِ ثاءً، ويُدْغِمُ فيها الثّاءَ الأَصليةَ، ومنهم مَن يَقْلِب الثّاءَ الأَصليَّةَ تاءً، ويُدْغِمُها في تاءِ الافتعال.

  وخَصَّ بعضُهم بالاثِّغارِ والاتِّغارِ البَهِيمَةَ، أَنشدَ ثعلبٌ في صِفة فَرَس:

  قارِحٌ قد فَرَّ عنه جانِبٌ ... ورَبَاعٌ جانِبٌ لم يَتَّغِرْ⁣(⁣٢)

  قلتُ: البيتُ للمَرّارِ العَدَوِيِّ. وقال شَمِرٌ: الاثّغارُ يكونُ في النَّبات والسُّقُوط، ومِن النَّبَات حديثُ الضَّحّاكِ: «أَنّهُ وُلِدَ وهُو مثَّغِرٌ»، ومِن السُّقُوط حديثُ إِبراهِيمَ: «كانُوا يُحِبُّون أَن يُعَلِّموا الصَّبِيَّ الصَّلاةَ إِذا اثَّغَرَ»، أَي سَقَطَتْ أَسنانُه. قال شَمِرٌ: هو عندي في الحديثِ بمعنى السُّقُوط؛ يَدُلُّ على ذلك ما رَواه ابنُ المُبَارَكِ بإِسناده عن إِبراهِيمَ:

  «إِذا ثُغِرَ»، وثُغِرَ لا يكون إِلّا بمعنى السُّقُوط. ورُوِيَ عن جابر: «ليس في سِنِّ الصَّبِيِّ شيءٌ إِذا لم يَثَّغِرْ، ومعناه عنده⁣(⁣٣) النَّبَات بعد السُّقُوط. وحُكِيَ عن الأَصمعيِّ أَنه قال: إِذا وَقَعَ مُقَدَّمُ الفَمِ مِن الصَّبِيِّ قيل: اتَّغَرَ، بالتّاءِ. وقال شَمِرٌ: الاتِّغارُ: سُقُوطُ الأَسنانِ، قال: ومِن النَّاس مَن لا يَتَّغِرُ؛ منهم: عبدُ الصَّمَدِ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الله بنِ عَبّاس، دَخَلَ قَبْرَه بأَسنانِ الصِّبا، وما نَغَضَ⁣(⁣٤) له سِنٌّ قَطّ حتى فارقَ الدُّنيا، مع ما بَلَغَ مِن العُمر.

  وثُغِرَ، كعُنِيَ: دُقَّ فَمُه، كأُثْغِرَ، فهو مَثْغُورٌ ومُثْغَرٌ.

  وثُغِرَ الغُلامُ ثَغْراً، إِذا سَقَطَت أَسنانُه أَو رَوَاضِعُه.

  وحُكِيَ عن الأَصمعيِّ: فإِذا قُلِعَ مِن الرَّجل بعد ما يُسِنّ قيل: قد ثُغِرَ، بالثّاءِ، فهو مَثْغُورٌ، وسَبَقَ إِنشادُ قولِ جَرِير.

  ومِن المَجَازِ: أَمْسَوْا ثُغُوراً، أَي مُتَفَرِّقِين، ضُيَّعاً، نقلَه الصَّاغانِيُّ: الواحِدُ ثَغْرٌ، بفتحٍ فسكون.

  وثَغُورٌ كصَبُورٍ: حِصْنٌ باليَمَنِ لِحِمْيَرَ، نقلَه الصَّاغَانِيُّ.

  وثُغْرَةُ، كصُبْرَة: ناحِيَةٌ مِن أَعْرَاضِ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ على ساكِنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلام، عن الصّاغانيِّ.

  * وممّا يُستدرَك عليه:

  عن الهُجَيْمِيِّ: ثَغَرْتُ سِنَّه: نَزَعْتُهَا.

  والمَثْغَرُ: المَنْفَذُ، قال أَبو زُبَيْدٍ يصفُ أَنيابَ الأَسَد:

  شِبَالاً وأَشْبَاهَ الزُّجَاجِ مَغَاوِلاً ... مُطِلْنَ ولم يَلْقَيْنَ في الرَّأْسِ مَثْغَرَا


(١) في التهذيب: يلتحبه الناس لسهولته حتى تخدد، فهو ثغرة.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: قوله: فرّ عنه، كذا في اللسان، شاهداً على ما ذكره الشارح، ثم أنشده ثانياً بلفظ: مرّ منه جانب».

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «عندي» يعني شمر، وفي المطبوعة الكويتية: «عند» تحريف.

(٤) بالأصل «نغص» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: نغص، كذا بخطه وفي اللسان: نغض، من النغض وهو التحرك، وليحرر».