تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جظر]:

صفحة 198 - الجزء 6

  والمِجْشَرُ كمِنْبَرٍ: حَوْضٌ لا يُسْقَى فيه، كأَنه لجَشَرِه، أَي وَسَخِه وقَذَرِه.

  وجَشَّرَ الإِناءَ تَجْشِيراً: فَرَّغَه كجَفَّرَه.

  وقولُ الجوهَرِيِّ الجَشْرُ⁣(⁣١): وَسَخُ الوَطْبِ من اللَّبَن، ويقال: وَطْبٌ جَشِرٌ، ككَتِف، أَي وَسِخٌ، تصحيفٌ، والصَّوابُ، على ما ذَهَبَ إِليه الصَّاغانيُّ، بالحاءِ المهملَة.

  قال شيخُنا: كأَنَّه قَلَّدَ في ذلك حمزَةَ الأَصبهانيَّ في أَمثاله؛ لأَنه رُوِيَ هكذا بالحاءِ المهملَة، وقد تَعَقَّبَه المَيْدَانِيُّ وغيرُه من أَئِمَّةِ اللُّغَة والأَمثال، وقالوا: الصَّوَابُ أَنه بالجيم، كما صَوَّبَه في التَّهْذِيب وصَحَّحَ كلَام الصّحاح، فلا التفاتَ لدَعْوَى المصنِّف أَنه تصحيف.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  جَشِرَ البَعِيرُ - كفَرِحَ - جَشَراً، بالتَّحريك: أَصابَه سُعالٌ.

  وفي حديث ابن مَسْعُود: «يا مَعْشَرَ الجُشّارِ، لا تَغْتَرُّوا بصلاتِكم»، وهو جمعُ جاشِرٍ: الذي يَجْشُرُ الخَيْلَ والإِبلَ إِلى المَرْعَى، فيأْوِي هناك.

  وإِبلٌ جُشَّرٌ: تَذهبُ حيث شاءَتْ، وكذلك الحُمُرُ، قال:

  وآخَرُونَ كالحَمِيرِ الجُشَّرِ

  وقومٌ جُشَّرٌ: عُزّابٌ في إِبلهم.

  وجَشَرَ الفَحْلُ، مثلُ جَفَرَ، وجَسَرَ، وحَسَرَ، وفَدَرَ، بمعنىً واحدٍ.

  والجَشَرُ، محرَّكَةً: حُثالةُ النّاسِ.

  ومكانٌ جَشِرٌ: كثيرُ الجَشَرِ، وهو ما يُلْقِيه البَحْرُ من الأَوساخِ والرِّمَمِ.

  والجَشَرَةُ: القِشْرَةُ السُّفْلَى التي على حَبَّةِ الحِنْطَةِ.

  ورجلٌ مَجْشُورٌ: أَبَحٌّ.

  ورجلٌ مَجْشُورٌ: مَزْكُومٌ.

  وجَنْبٌ جاشِرٌ: مُنْتَفِخٌ.

  وتَجَشَّرَ بَطْنُه: انْتَفَخَ، وأَنشدَ ثعلبٌ:

  فقامَ وثّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمُهْ ... لم يَتَجشَّرْ مِن طعامٍ يُبْشِمُهْ

  وجَشَرٌ، محرَّكةَ: جَبَلٌ في ديار بَنِي عامِرٍ، ثم لبَنِي عُقَيْل، من الدِّيار المُجَاوِرَةِ لِبَنِي الحارثِ بنِ كَعْب.

  وأَبو مُجَشِّرٍ، كمُحَدِّث: كُنْيَةُ عاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ، على الصَّوَاب، كما قالَه ابنُ ناصِر، وشَذّ الدُّولابِيُّ، فَضَبَطَه بالمُهْمِلَتَيْن، قالَه الحافِظُ.

  [جظر]: المُجْظَئِرُّ، أَهملَه الجوهريُّ، وقال الصَّاغانيُّ: هو المُعِدُّ شَرَّه، كأَنّه مُنْتَصِبٌ، يقال: ما لَكَ مُجْظَئِرّاً، كذا في التَّكْمِلَة⁣(⁣٢).

  [جعر]: الجَعْرُ، بفتح فسكون: ما يَبِسَ من العَذِرَةَ⁣(⁣٣) في المَجْعَرِ، أَي الدُّبُر، أَو خَرَجَ يابِساً، قالَه ابن الأَثِير، أَو الجَعْرُ: نَجْوُ كلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ من السِّباع. ج جُعُورٌ، بالضمّ كالجاعِرَةِ، وهي مثلُ الرَّوْثِ من الفَرَس.

  ورجلٌ مِجْعارٌ، إِذا كان كذلك.

  والجَعْرُ: يُبْسُ الطَّبِيعَةِ.

  ورجلٌ مِجْعَارٌ: كَثُرَ يُبْسُ طَبِيعَتِه. وفي حديث عُمَرَ: «إِنّي مِجْعَارُ البَطْنِ»: أَي يابِسُ الطَّبِيعَةِ.

  وجَعَرَ الضَّبُعُ والكَلْبُ والسِّنَّوْرُ، كمَنَعَ: خَرِئَ، كانْجَعَرَ.

  والجَعْرَاءُ كحَمْرَاءَ: الاسْتُ، كالجِعِرَّى، حَكَاه كُرَاعٍ وقال: لا نَظِيرَ لها إِلّا الجِعِبَّى، والزِّمِكَّى، والزِّمِجَّى، والعِبِدَّى، والقِمِصَّى، والجِرِشَّى.

  والجَعْرَاءُ: لَقَبُ قومٍ من العربِ، وأَنشدَ ابن دُرَيْد لدُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ:⁣(⁣٤)

  أَلَا أَبْلِغْ بنِي جُشَمَ بنِ بَكْرٍ ... بما فَعَلَتْ بِيَ الجَعْرَاءُ وَحْدِي

  انتهى. وقيل: هو لَقَبُ بَلْعَنْبَرِ، أَي بَنِي العَنْبَرِ من تَمِيم، يُعَيِّرُون بذلك. قال:


(١) هذا ضبط القاموس، وضبطت: «الجشر» في الصحاح واللسان بالتحريك.

(٢) كذا بالأصل، وهي بتمامها عبارة اللسان، واقتصر في التكملة على: المعد شرّه كالمنتصب.

(٣) اللسان والنهاية «الثفل».

(٤) الجمهرة ٢/ ٧٩.