تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الراء

صفحة 205 - الجزء 6

  الأَعْمَى، كُنْيَتُه أَبو الأَشْهَب، من أَكبر قُرّاءِ البَصْرَةِ، قَرَأَ على أَبي رجَاءٍ العُطَارديِّ، وهو مِن رجال الصَّحِيحَيْن: الجُفْرِيُّ بالضمّ؛ لأَنه وُلِدَ عامَ الجُفْرَةِ، وهو عامُ سبعينَ، أَو إِحدَى وسبعينَ، وتُوُفِّيَ سنة ١٦٥.

  والجَفِيرُ: جَعْبَةٌ من جُلُودٍ لا خَشبَ فيها، أَو من خَشَبٍ لا جُلُودَ، وفي بعض الأُصول الجيِّدة: لا جِلْد فيها، وهي من جُلُودٍ مَشْقُوقَة في جنْبها، يُفْعل ذلك بها ليَدْخُلَها الرَّيحُ، فلا يأْتكلُ الرَّيشُ. وقال الأَحمرُ: الجَفِيرُ والجَعْبَةُ: الكِنَانَةُ⁣(⁣١). وقال اللَّيْث: الجَفِيرُ: شِبْهُ الكِنَانَةِ إِلّا أَنه أَوْسعُ منها، يُجْعل فيها⁣(⁣٢) نُشّابٌ كثيرٌ. وفي الحديث: «مَن اتَّخَذَ قَوْساً عربيَّةً وجَفِيرها نَفى الله عنه الفَقْر».

  والجَفيرُ: ع بناحية ضَرِيَّةَ بنجْد، كثير الضِّباع، لغطَفانَ. وقيل: هو بالحاءِ المهملَة⁣(⁣٣)، وسيأْتي، ولعلَّ الصّوابَ بالمهملة؛ ولذا سَقَطَ في كثير من النُّسَخ المُعْتمدة.

  وجُفَيْر كزُبَيْر: ة بالبحْريْن ذاتُ بَسَاتينَ ورِياض ومياهٍ ومنازِهَ، وقد تَرافَقْتُ بجماعةٍ من أَهلها، في سَفريِ من اليَمن إِلى مكَّة، وهم يُسمُّونها الجفيرةَ، قالوا: وهي قريبةٌ من اللذكي⁣(⁣٤).

  والجُفُورُ، بالضمّ: مصدرُ جَفَر يَجْفُرُ⁣(⁣٥)، وهو انقطاعُ الفَحْل عن الضِّراب وامتناعُه، كالاجْتِفَار، والإِجْفار، والتَّجْفِير. يقال: جفَر الفَحْلُ، إِذا انقطَع عن الضَراب.

  وقَلَّ ماؤُه؛ وذلك إِذا أَكْثر الضِّراب حتى حسَرَ، وانقطعَ، وعَدَل عنه. ويقال في الكَبْش: رَبَضَ، ولا يقال: جَفَرَ.

  والفحلُ جافرٌ، قال ذُو الرُّمَّة:

  وقد عارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ كأَنَّه ... قَرِيعُ هِجَانٍ عارض الشَّوْلَ جافِرُ

  وأَجْفَر الشيْءُ: غاب عنكَ.

  وأَجْفَر الرجلُ عن المرأَة إِذا انقَطعَ عن الجِماع، كاجْتَفَر، وَجفرَ، وجَفَّرَ، قاله ابن الأَعرابيّ، وإِذا ذَلَّ قِيل: اجتفر⁣(⁣٦)، وسيأْتي، وأَنشد:

  وتُجْفِرُوا عن نِساءٍ قد تحِلُّ لكمْ ... وفي الرُّديْنيِّ والهِنْدِيِّ تَجْفِيرُ

  أَي أَن فيهما مِن أَلَم الجِراحِ ما يُجْفِرُ الرجلَ عن المرأَة.

  وأَجْفَر صاحِبَه: قَطعَه عنه وتَركَ زيارتَه. قال الفَرّاءُ: كنت آتِيكم فقد أَجْفَرْتُكم، أَي تَركتُ زِيارتكم وقطَعْتُها.

  ويقال: أَجْفَرْتُ ما كنتُ فيه، أَي تَرَكْتُه.

  وجَفَر: اتَّسعَ. وَجَفَرَ: انْتَفَخ. وجَفَرَ جَنْباه: اتَّسَعَا.

  وجَفَر مِن المرَض: خرَجَ، وذلك إِذا بَرَأَ.

  والجَوْفرُ: الجوْهرُ وزناً ومعنًى.

  والجَيْفَرُ: الأَسدُ الشديدُ، لانتفاخِه عند الغَضَب.

  وجيْفَرُ بنُ الجُلَنْدَي الأَزْدِيُّ: ملكُ عُمَانَ ورئيسُها. أَسْلَمَ هو وأَخُوه عبدُ الله⁣(⁣٧)، على يَدِ سيِّدِنا عَمْرو بن العاص بن وائلٍ السَّهْميِّ، ¥، لمّا وَجَّهه رسولُ الله إِليهما وهما على عُمَانَ، ولا رؤيةَ لهما، ولم يَذْكُرِ الذَّهبِيُّ أَخاه عبدَ الله في التَّجْرِيد، ولا ابنُ فَهْدِ، مع جَمْعِهما في كتابيْهما مَن شَذَّ ونَدَر، فلْيُنْظَرْ في كتب السِّيَرِ.

  وضُميْرَةُ بنتُ جَيْفَرٍ: صَحابِيَّةٌ، ولم يذكرها الذَّهَبِيُّ، ولا ابنُ فَهْد، فلْينْظَرْ.

  وطَعامٌ مَجْفَرٌ ومَجْفَرةٌ، بفتحِهما، عن اللِّحْيانِيّ: يَقْطَعُ عن الجِمَاعِ، ومنه قولُهم: الصَّوْمُ مَجْفَرَةٌ، وقد وَرَد في الحديث أَنه قال لعُثْمَان بن مَظْعُونٍ: «عليكَ بالصَّوْم؛ فإِنه مَجْفَرةٌ»؛ أَي مَقْطَعَةٌ للنِّكاحِ، وفي الحديث أَيضاً: «صُومُوا ووَفِّرُوا أَشْعَارَكم⁣(⁣٨) فإِنها مَجْفَرَةٌ»، قال أَبو عُبَيْد: يعْنِي مَقْطَعاً للنِّكاح ونَقْصاً للماءِ. وفي حديث عليٍّ ¥: «أَنه رأَى رجلاً في الشمس، فقال: قُمْ عنها فإِنها مَجْفَرةٌ»؛ أَي


(١) في التهذيب: الجفير والجشير معاً: الكنانة وهي الجعبة.

(٢) التهذيب: فيه.

(٣) ورد في معجم البلدان «حفير» بالحاء المهملة.

(٤) كذا، ولم نعثر بها.

(٥) في اللسان «يجفُرُ بالضم» وفي موضع آخر: جفر يجفِرُ.

(٦) عن التهذيب، وبالأصل «احتفر».

(٧) في جمهرة ابن حزم ص ٣٨٤ «عبّاد» وفي مجموعة الوثائق لحميد الله «عبد» وانظر فيه تخريج كتابه ص إليهما.

(٨) بهامش اللسان: قوله: وفروا أشعاركم، يعني شعر العانة وفي رواية فإِنه - أَي الصوم - مجفِر، بصيغة اسم الفاعل من أجفر، وهذا أمر لمن لا يجد أهبة النكاح من معشر الشباب، كذا بهامش النهاية».