تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حتر]:

صفحة 238 - الجزء 6

  أَدْخَلَ الهاءَ قال هي للإِلحاق، ودَعْوَى أَنه ليس له مِثالٌ مِن الأُصُول مرْدُودَةٌ؛ لأَن الأُصولَ شائعةٌ، وغيرها⁣(⁣١)، وغايتُه أَن يكون كقَبَعْثَرَى، وحُكْمُهَا مثلُها، ومن العَجِيب أَن المصنِّف اعْتَنَى بمثل هذا الكلام، وتَعَقَّبَه في الحُبَارَى، وأَقَرّه هنا على ما هو عليه؛ غَفْلَةً وتَقْصيراً.

  والحَبَوْكَرُ: الضَّخْمُ المُجْتَمِعُ الخَلْق، يقال: جمَلٌ حَبَوْكَرٌ وحَبَوْكَرَى، عن الليْث، كالحُبَاكِرِيِّ، بالضمّ.

  والحَبَوْكَرُ: الرَّجلُ المُتَقَارِبُ الخَطْوِ القَضِيفُ، أَي النحِيفُ، ج حَبَاكِرُ.

  وحَبْكَرَه - أَي المالَ - حَبْكَرَةً: جَمَعَه وَرَدَّ أَطرافَ ما انْتَثَرَ⁣(⁣٢) منه، كدَمْكَلَه⁣(⁣٣)، وكَمْهَلَه، وحَبْحَبَه، وزَمْزَمَه، وصَرْصَرَه، وكَرْكَرَه، وكَبْكَبَه. كذا في النوَادِر.

  وفيه أَيضاً: يقال: تَحَبْكَرَ الرجلُ في طريقِه، إِذا تَحَيّرَ.

  والحَبَوْكَرَى: المَعْرَكَةُ بعد انقضاءِ الحَرْب، ولو قال: مَعْرَكَةُ الحربِ بعدَ انقضائها كان أَحسنَ.

  والحَبَوْكَرَى: الصَّبيُّ الصغيرُ.

  ومِن أَمثالهم: «وَقَعُوا في أُمِّ حَبَوْكَرٍ».

  ويقال: مَرَرْتُ على حَبَوْكَرَى مِن النّاس، أَي جماعاتٍ من أُمَم شَتَّى. كذا في اللسان، وفي التكْمِلَة: مِن أمْكُنٍ شَتَّى.

  [حتر]: الحَتْرُ: الإِحكامُ والشَّدُّ، كالإِحْتارِ وقد حَتَرَ الشيْءَ يَحْتِرُه: وأَحْتَرَه: أَحْكَمه. وحَتَرَ العُقْدَةَ: أَحْكَمَ عَقْدَها. وكلُّ شَدٍّ حَتْرٌ. وفي التهْذيب: أَحْتَرْت العُقْدَةَ إِحْتاراً، إِذا أَحْكَمْتَها، فهي مُحْتَرَةٌ، وبينهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ: قد اسْتُوثقَ منه. قال لَبيد:

  وبالسَّفْح من شَرْقِيِّ سَلْمَى مُحَارِبٌ ... شُجَاعٌ وذُو عَقْدٍ مِن القومِ مُحْتَرِ

  واستعاره أَبو كَبِير للدَّيْن، فقال:

  هابُوا لقَومِهم السَّلامَ كأَنَّهمْ ... لمّا أُصِيبُوا أَهْلُ دَيْنٍ مُحْتَرِ

  والحَتْرُ: تَحْدِيدُ النَّظَرِ. وقد حَتَرَه حَتْراً، إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِليه.

  والحَتْرُ: التَّقْتِيرُ في الإِنفاقِ، كالحُتُورِ، بالضمّ، يقال: حَتَرَ أَهْلَه حَتْراً وحُتُوراً: قتَّرَ عليهم النَّفَقَة، وضيَّقَ عليهم، ومَنَعَهم، قال الشَّنْفَرَى:

  وأُمِّ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهم ... إِذا حَتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ وأَقَلّتِ⁣(⁣٤)

  وأَنشدَه ابنُ بَرّيّ هكذا:

  إِذا أَطْعَمَتْهُم أَحْتَرَتْ وأَقَلّتِ⁣(⁣٥)

  والحَتْرُ: الأَكْلُ الشَّدِيدُ. وما حَتَرَ شيئاً؛ أَي ما أَكَلَ شيئاً.

  والحَتْرُ: الإِعطاءُ، أَو تَقْلِيلُه.

  والحَتْرُ: الإِطعامُ، كالإِحتارِ، يقال: حَتَرَ الرَّجلَ حَتْراً: أَعطاه، وأَطْعَمه، وقيل: قَلَّلَ عَطاءَه، أَو إِطعامَه. وحَتَرَ له شيئاً: أَعطاهَ يَسيراً، وما حتَرَه شيئاً؛ أَي ما أَعطاه قليلاً ولا كثيراً.

  وأَحْتَرَ الرجلُ: قَلَّ عَطَاؤُه. وأَحْتَرَ: قَلَّ خَيْرُه، حَكَاه أَبو زَيْد، وأَنشد:

  إِذا ما كُنْتَ مُلْتَمِساً أَيَامَي ... فَنكِّبْ كُلَّ مُحْتِرَةٍ صَنَاعِ

  أَي تَنَكَّبْ.

  ورَوَى الأَصمعيُّ عن أَبي زَيْدٍ: حَتَرْتُ له شيئاً. بغير أَلفٍ، فإِذا قال: أَقَلَّ الرجلُ وأَحْتَرَ، قاله بالأَلف.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وغيرها، كذال بخطه، وانظر ما معناه».

(٢) اللسان: انتشر.

(٣) اللسان: ودبكلته. بالباء.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: إذا حترتهم أنشده في اللسان بهذه الرواية شاهداً على الإعطاء، وهو ظاهر» ومثله في التهذيب.

(٥) رواية ابن بري، كما في اللسان جاءت شاهداً على قوله: وأحتر القوم فوّت عليهم طعامهم. وأحتر على نفسه وأهله أي ضيق عليهم ومنعهم. قال ابن بري: المشهور: وأم عيالٍ بالنصب والناصب له: شهدت، ويروى وأمِّ بالخفض على واو ربّ. وأراد بأم عيال تأبط شراً.