تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حثر]:

صفحة 240 - الجزء 6

  الأَزهريُّ: وأَنا واقِفٌ في هذا الحَرْفِ. وبعضُهُم يقول: حثِيرَةٌ، وسيأْتي.

  والحُتْرَةُ: مَوْضِعُ قَصِّ الشَّارب.

  والحَتْرَةُ، بالفتح: الرَّضْعَةُ الواحدةُ.

  ومِن ذلك: المَحْتُورُ، وهو الذي يَرْضَعُ شيئاً قليلاً للجَدْب، وقِلَّةِ اللَّبَنِ، فيَقْنَعُ بحَتْرَة أَو حَتْرَتَيْن.

  والمُحَتِّرُ: المُقَتِّرُ على عِيَالِه في الرِّزق، هكذا في النُّسَخ بالتشديد⁣(⁣١)، وكأَنَّه لمُنَاسَبَةِ مَا بَعْدَه. والصَّوابُ: والمُحْتِرُ، أَي كمُحْسِنٍ، وهو الذي يُفَوِّتُ على القوم طعامَهم.

  ومَا حَتَرْتُ اليومَ شيئاً: ما ذُقْتُ أَو ما أَكَلْتُ، كما تَقَدَّم.

  وقد حَتَّرَ لهم تَحْتِيراً: اتَّخَذَ لهم حَتِيرَةً، أَي وَكِيرَةً، ويقال: حَتِّرْ لنا، أَي وَكِّرْ لنا.

  وحَتَّرَ البيتَ تَحْتِيراً: جَعَلَ لَهُ حِتْراً، بالكسر. أَو حُتْرَةً.

  وأَبو عبدِ الله الحُتْرِيّ - بالضمّ - رَوَى عنه محمّد بنُ عبدِ الملِكِ الوَزِيرُ. قاله ابن ماكُولا.

  [حثر]: حَثِرَ الجِلْدُ، كفَرِحَ: بَثِرَ وتَحَبَّبَ، قال الرَّاجز:

  رَأَتْه شَيْخاً حَثِرَ المَلامِحِ

  المَلامحُ⁣(⁣٢): ما حَوْلَ الفَمِ.

  وحَثِرَتِ العَيْنُ تَحْثَرُ: خَرَجَ في أَجْفَانِهَا حَبٌّ حُمْرٌ كالبَثَرَات، هكذا في نُسختنا، وفي نُسخة شيخِنا: حَمْرَاءُ، قال: ولعلَّ الصّوابَ أَحمرُ⁣(⁣٣)، كما عَبَّر به الجوهريُّ، إِلَّا أَن يُرادَ بالحَبّ جمعُ حبَّةٍ؛ فيكون اسم جِنْسٍ جَمْعِيًّا يجوزُ فيه التذكيرُ والتأْنيثُ، أَو غَلُظَتْ أَجفانُها مِن رَمَدٍ. ونَصُّ عِبارَة المُحْكَم: مِن رَمَص.

  وحَثِرَ الشَّيْءُ: غَلُظَ وضَخُمَ وخَشُنَ.

  وحَثِرَ العَسَلُ حَثَراً: تَحَبَّبَ ليَفْسُدَ، وهو عَسَلٌ حاثِرٌ وحَثرٌ. وحَثِرَ الدِّبْسُ: خَثُرَ وتَحَبَّبَ.

  وحَثِرَ الشيْءُ حثَراً، فهو حَثِرٌ وحَثْرٌ: اتَّسَعَ.

  والحَثَرُ، محرَّكَةً: العَكَرُ مِن الحَدِيد.

  والحَثَرُ: البَرِيرُ، وهو ثَمَرُ الأَراكِ، وكذلك العَقَشُ والجَهَاضُ والكَبَاثُ والمَرْدُ⁣(⁣٤).

  والحَثَرُ مِن العِنَب: ما لا يُونِعُ، مِثلُه في التَّكْمِلَة، وفي بعض الأُصول الجَيِّدة ما لم يُونع، وهو حامِضٌ صُلْبٌ لم يُشْكِلْ ولم يَتَمَوَّه، حَكاه بنُ شُمَيْل.

  والحَثَرُ: حَبُّ العُنْقُودِ إِذا تَبَيَّنَ، وهذه عن أَبي حنيفةَ.

  والحَثَرُ: نَوْعٌ مِن الجِبَأَةِ؛ كأَنَّه تُرَابٌ مجموعٌ، فإِذا قُلِعَ وأُزيلَ رَأَيتَ الرَّمْلَ تحتَهَا، كذا في النُّسَخ، والصَّواب: تحتَه، وفي التَّكْمِلَة: حولَهَا⁣(⁣٥)، والضمير عنده راجعٌ إِلى الحَثَرَة في أَوَّل الكلام. الواحدةُ حَثَرَةٌ. قد خالَف هنا اصطلاحَه: وهي بهاءٍ، فلْيُتَفَطَّنْ.

  وحُثَارَةُ التِّبْن، بالضمّ: حُثَالَتُه، أَي حُطَامُه، وهو لغةٌ فيه. قال ابن سِيدَه: وليس بثَبتٍ. والحَوْثَرَةُ: حَشَفَةُ الإِنسان، أَي رَأْسُ ذَكَرِه.

  والحَثِيرَةُ: الوَكِيرَةُ، أَوْرَدَه الأَزهريُّ في ح ت ر، وتقدَّم الكلام عليه، قال: وبعضُهم يقول: حَثِيرَة.

  وبَنُو حَوْثَرَةَ: بَطْنٌ مِن عَبْدِ القَيْس، وهو رَبيعةُ بنُ عَوف بن عَمْرو بن بكْر بن عَوف بن أَنْمار بن وَدِيعةَ⁣(⁣٦) بن لُكَيْز بن أَفْصَى بن عبدِ القَيْسِ، ويقال لهم: الحَوَاثِرُ، وهم الذين ذَكَرَهم المُتَلمِّسُ بقوله:

  لن يَرْحَضَ السَّوْآتِ عن أَحْسابِكمْ ... نَعَمُ الحَوَاثرِ إِذ تُساقُ لمَعْبَدِ

  قال ابن بَرِّيٍّ: ومَعْبَدٌ هو أَخو طَرَفَةَ، وكان عَمْرُو بنُ هِنْد لمّا قَتَلَ طَرفَةَ وَدَاهُ بنَعَمٍ أَصابَهَا مِن الحَوَاثِرِ، وسِيقَتْ إِلى مَعْبَد. قلتُ: قاتِلُ طَرَفَةَ هو أَبو رِيشَةَ الحَوْثَرِيُّ كما صَرَّحَ به أَئِمَّةُ السِّيَرِ، فلْيُنْظَرْ هذا مع قول ابن بَرِّيٍّ. قال ابنُ


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: والمُحْتِرُ.

(٢) ملامح الإنسان ما حول فم الانسان مثل الملاغم، ووردت في الصحاح: الملامج بالجيم.

(٣) ومثله في التهذيب واللسان.

(٤) في التكملة: والجهاض والجَهَاد والغَيْلة والكباث والعُنَّاب والمَرْد.

(٥) ومثلها في التهذيب واللسان.

(٦) انظر جمهرة أنساب العرب ص ٢٩٥.