فصل الحاء المهملة مع الراء
  وناقَةٌ حادِرَةُ العَيْنَيْنِ؛ إِذا امتلأَتَا نِقْياً، واسْتَوَتَا وحَسُنَتَا، قال الأَعْشَى:
  وعَسِيرٌ أَدْماءُ حادِرَةُ العَيْ ... نِ خَنُوفٌ عَيْرانَةٌ شِمْلالُ(١)
  وكلُّ رَيّانَ حَسَنِ الخَلْقِ: حادِرٌ.
  وعَيْنٌ حَدْرَاءُ: حَسَنَةٌ، وقد حَدَرَتْ.
  والحَدْرُ: النَّشْزُ الغَلِيظُ من الأَرض.
  ومِن المَجَاز: حَدَرَتْهُم السَّنَةُ تَحْدُرُهم: جاءَتْ بهم إِلى الحَضَر. قال الحُطَيْئَةُ:
  جاءَتْ به مِن بلادِ الطُّورِ تَحْدُرهُ ... حَصّاءُ لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصَا شَذَبَا
  وقال الأَزهريُّ: حَدَرَتْهم السَّنَةُ تَحْدُرُهم حَدْراً؛ إِذا حَطَّتْهُم، وجاءَت بهم حُدُوراً.
  وحُدْرَةٌ مِن غَنَمٍ: قِطْعَةٌ.
  وحَيْدَارُ الحَصَى: ما اسْتَدارَ منه. وحَيْدَرٌ، وحَيْدَرَةُ: اسْمَانِ.
  الحُوَيْدِرَة: اسمُ شاعِرٍ، ورُبَّما قالوا: الحادِرَةُ، وهو قُطْبَةُ بنُ الحُصَيْنِ(٢) الغَطَفَانيُّ. قال ابنُ بَرِّيٍّ: سُمِّيَ به لقولِ زَبّان بنِ سَيّارٍ فيه:
  كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْ ... نِ رَصْعَاءُ تُنْقِضُ في حائِرِ(٣)
  قال: والحادِرَةُ: الضَّخْمَةُ المَنْكِبْيَن والرَّصْعَاءُ المَمْسوحَةُ العَجيزَةِ؛ شَبَّهه بضِفْدعَةٍ تُصَوِّتُ في مُنْخَفَضِ الأَرضِ.
  رُوِيَ أَن حَسّانَ بنَ ثابِتٍ ¥ كان إِذا قيل له: أَنْشِدْنا قال: أُنْشِدُكم كَلِمَةَ الحُوَيْدِرَةِ؛ يَعْنِي قَصِيدَتَه التي أَوَّلُها:
  بَكَرتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً فَتَرَبَّعِ ... وغَدَتْ غُدُوَّ مُفَارِقٍ لم يَرْبَعِ
  قلتُ: ومِن هذه القَصِيدَة:
  فكأَنَّ فَاهَا بعد أَوّلِ رَقْدَةٍ ... ثَغَبٌ برَابيَةٍ لَذيذُ المَكْرَعِ
  بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ
  ورَغِيفٌ حادِرٌ: تامٌّ، وقيل: هو الغَلِيظُ الحُرُوفِ.
  ودواءٌ حادِرٌ: مُسْهِلٌ.
  ورَجلٌ حَدْرَدٌ(٤): مُسْتَعْجِلٌ.
  وتَحَدُّرُ الشيْءِ: إِقْبَالُه، وقد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً. قال الجَعْدِيّ:
  فلمّا ارْعَوَتْ في السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَها ... تَحَدُّرَ أَحْوَى يَرْكَبُ الدّوَّ مُظْلِمِ(٥)
  وحَدَرَ الحَجَرَ من الجَبل: دَحْرَجَه.
  ومِن المَجَاز: الدَّمْعُ يَحْدُرُ الكُحْلَ.
  والحدار، والحدرة: النازلة.
  وحدرَةُ الحِنّاءِ: مَحَلَّةٌ بمصرَ.
  وحَدُورَةُ: أَرضٌ لبني الحارِثِ بنِ كَعْب.
  وأَبو تَوَّزَةَ حُدَيْرٌ السُّلَميُّ، مولاهم، وأَبو الزّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بن كُرَيْبٍ الحِمْصِيُّ، وحُدَيْرٌ الأَسْلَميٌّ: تابِعِيُّون، ذَكَرهم ابنُ حِبّانَ في الثِّقات.
  وسُفْيَانُ بنُ عبدِ الله بنِ محمّدِ بنِ زِيَادِ بنِ حُدَيْرٍ الأَسَدِيُّ، حَدَّث عن زِيادٍ، كذا في تاريخ البخارِيّ.
  والحَيْدَرِيَّةُ: طائفةٌ مُجَرْدُون، وهم أَتباعُ الشيخِ حَيْدَرٍ الزواجِيِّ، الوَالِيِّ المولى المشهورِ، وقد ذَكَرْتُ هذه الطريقةَ مَبْنَاها في كتابي: إِتحاف الأَصفياءِ بسلاسل الأَولياءِ. وذكرَه ابن حِبّان في الثِّقات.
  وحُدَيْرَةُ، كجُهَيْنُةَ، فَرَسُ شُرَاحِيلَ بنِ عبدِ العُزَّى الكلْبِيّ.
(١) الضبط عن التهذيب واللسان.
(٢) في التكملة: قطبة بن أوس.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تنفض، أورده في اللسان بلفظ: تسنن وفي التكملة: تنقض.
(٤) عن اللسان وبالأصل «حدر» وفي التهذيب: حَدْرَة، وهو من الحدر: الإسراع في القراءة وفي كل عملٍ.
(٥) الأحوى: الليل. وارعوت: كفت.