تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حدبر]:

صفحة 258 - الجزء 6

  وإِذا أَرَدْتَ بأَرْضِ عُكْلٍ نائِلاً ... فاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ

  وذَكَرَ ابنُ حَبِيب عن ابن الكَلْبِيّ مثلَ ذلك، وفيه زيادةٌ بعد قوله: عُكْلِيٌّ: مِن بَنِي عَوْفِ بنِ عبدِ مَنَاةَ بن أُدِّ بن طابخَةَ. وفيه: فحَكَمَ لعبدِ المُطَّلِبِ.

  قلْتُ: وهو غيرُ ابنِ حُذَارٍ الأَسَدِيِّ، حَكَمِ العرب الآتِي ذِكْرُه. قال الصَّاغانِيُّ: وإِيّاه عَنَى الذُّبْيَانِيُّ بقوله:

  رَهْطُ ابْنِ كُوزٍ مُحْقِبِي أَدْرَاعِهِم ... فيها ورَهْطُ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ⁣(⁣١)

  وذُو حُذَارٍ مِن أَلْهانَ بنِ مالكِ بن زيدِ بنِ أَوْسَلَةَ بنِ ربيعةَ بنِ الخيارِ اخِي هَمْدان بنِ مالكٍ.

  وحَبِيبَةُ بنتُ عبدِ العُزَّى بنِ حُذَارٍ، شاعرةٌ تُوصَفُ بالكَرَمِ، وهي من بَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ذُبْيَان.

  ورَبِيعَةُ بنُ حُذَارٍ الأَسَدِيُّ مِن بَني أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ، ثم بَنِي سعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُودانَ - وحُذَارٌ هو ابنُ مُرَّةَ بنِ الحارثِ بنِ سعدِ بنِ ثَعلبةَ بنِ دُودَانَ، والمشهورُ بالنِّسْبة إِليها: قَبِيصَةُ بنُ جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ مالكِ بنِ عُمَيْرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ الأَسَدِيُّ الحُذَارِيُّ من التّابِعِين، ذَكَرَه السّمْعَانِيُّ، وذَكَرَ ابنُ الكَلْبِيِّ قَيْسَ بنَ الرَّبِيعِ الأَسَدِيَّ الكُوفِيَّ مِن وَلَدِ عميرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ -: حَكَمُ العَرَبِ وقاضِيها في الجاهليَّة، ويُقَال له أَيضاً: حَكَمُ بَنِي⁣(⁣٢) أَسَدٍ، وفيه يقولُ الأَعْشَى:

  وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَين مَحَلُّه ... فاعْمِدْ لبيتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ

  أَو هو حِذَارٌ ككِتَابٍ، وهكذا كان يَرْوِي الأَصمعيُّ قولَ الذُّبيانِيِّ.

  ويقال: أَنا حَذِيرُكَ منه، أَي مُحَذِّرُكَ منه، أُحَذِّركَه: قال الأَصمعيّ: لم اسمع هذا الحَرْفَ لغَيْر اللَّيْث؛ وكانه جاءَ به على لفْظِ: نَذيرُكَ وعَذِيرُكَ. وعن النَّضْر: الحِذْرِيَةُ، كالهِبْرِيَةُ. القِطعةُ الغليظةُ من الأَرض⁣(⁣٣). وقال أَبو الخَيْرَةِ: أعلى الجَبَلِ إِذا كان صُلْباً غليظاً مُسْتَوِياً فهو حِذْرِيَةٌ.

  والحِذْرِيَةُ: حَرَّةٌ لبني سُلَيْمٍ، وهما حَرّتانِ، وهذه إِحداهما.

  والحِذْرِيَةُ: الأَرضُ الخَشِنَةُ، والأَكَمَةُ الغليظةُ، كالحِذْرِيَاءِ.

  والحِذْرِيَةُ: عِفْرِيَةُ الدِّيكِ، وَزْناً ومعنًى، يقال: نَفَشَ الدِّيكِ حِذْرِيَتَه.

  ج حَذَارِي⁣(⁣٤) وحَذَارٍ.

  وحُذُرَّى، كغُلُبِّى صِيغَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِن الحَذَر، وهي اسمٌ حَكَاهَا سِيبَويْهِ، ومعناه الباطِلُ، نقلَه الصَّاغانيُّ.

  وحُذْرَانُ وحُذَيْرٌ، كعُثْمَانَ وزُبَيْرٍ: عَلَمانِ، وكذلك مُحَذِّرٌ، كمحدِّث.

  والحِذَارِيَاتُ، وفي بعض النُّسَخ زيادة: بالضمِّ: القومُ الذين يُحَذِّرُون، أَي يُخَوِّفُون، ولو قال: المَنْذُورون⁣(⁣٥)، كما عَبَّر به غيرُه لكان أَحسنَ.

  واحْذَأَرَّ الرجلُ: غَضِبَ فاحْرَنْفَشَ وتَقَبَّضَ، وفي بعض النُّسَخ: وتَغَيَّظَ، والأُولَى هي الموافِقَةُ لما في الأُصول.

  ومِن أَسماءِ الفِعْل قولُك: حَذَرَكَ زيداً، وحَذَارَيْكَ⁣(⁣٦) زَيْداً؛ إِذَا كنْتَ تُحَذِّرُه منه. وحَكَى اللِّحْيَانيُّ: حَذَارِكَ، بكسر الراءِ. وقيل: معنَى التَّثْنِيَةِ أَنه يُريدُ: لِيَكُنْ منكَ حَذَرٌ بعدَ حَذَرٍ.

  وأَبو حَذَرٍ، محرَّكَةً: كُنْيَةُ الحِرْباءِ لتَقَلُّبِه كثيراً.

  وأَبو مَحْذُورَةَ: سَمُرَةُ بنُ مِعْيَرٍ ويقال: أَوْسُ بنُ مِعْيَرِ بنِ لَوْذَان⁣(⁣٧) أَحَدُ بَنِي جُمَحَ؛ مُؤَذِّنُ النبيِّ ، له صُحْبَةٌ وروايةٌ.


(١) في التكملة: «محقبي» بدل «محتبي» وقال: هكذا رواه الأصمعي محقبي، وروى غيره: محقبو.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بني أسد، في اللسان: ابن أسد.

(٣) في التهذيب عن النضر: الأرض الغليظة من القُفّ الخشنة.

(٤) كذا بالقاموس والتهذيب بكسر الراء، وضبطت في الصحاح واللسان بفتح الراء.

(٥) كذا بالأصل، وصوبها محقق المطبوعة الكويتية: «المنْذِرُون».

(٦) في اللسان: «وحَذَارَك» وقبلها فيه: حذاريك، قال: جعلوه بدلا من اللفظ بالفعل.

(٧) عن أسد الغابة وبالأصل «لوزان» تحريف.