تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وجأ]:

صفحة 273 - الجزء 1

  وفي الأَساس: ومن المجاز: وَثَأَ الوَتِدَ: شَعَّثَه، والمِيثَأَةُ: المِيتَدَةُ.

  [وجأَ]: وَجَأَهُ باليَدِ والسِّكِّين، كوضَعَه وَجْأً مقصور: ضَرَبَه، ووَجَأَ في عُنقه، كذلك، كَتَوجَّأَهُ بِيَدِه ووجَأْتُ عُنُقَه: ضَرَبْتُه. وفي حديثِ أَبي راشدٍ: كنتُ في مَنَائِخِ⁣(⁣١) أَهلي فنَزَا منها بَعِيرٌ فَوَجأْتُه بِحَديدة. يقال: وجَأْتُه بالسِّكين: ضَرَبْتُه بها. وفي حديث أَبي هريرة «مَنْ قَتَلَ نَفْسَه بِحَدِيدة فحَدِيدتُه في يَدِه يَتَوَجَّأُ بها في بَطْنِه في نارِ جَهَنَّم».

  ووَجَأَ المَرْأَةَ: جَامَعَهَا وهو مَجاز، كذا في الأَساس ووَجَأَ التَّيْسَ وَجْأً بالفتح، وفي بعض النسخ: بالقصر، وَوِجَاءً ككِتاب وَوُجِئَ هو، بالضم فهو مَوْجُوءٌ وَوَجِيءٌ على فَعِيل إِذا دَقَّ عُرُوقَ خُصْيَيْهِ⁣(⁣٢) بين حَجَرَيْنِ دَقًّا شديداً ولم يُخْرِجْهُمَا أَي مع سلامَتهما أَو هو رَضُّهُمَا حتى تَنْفَضِخا، فيكون شَبيهاً بالخِصاءِ. وذِكْرُ التَّيْسِ مِثالٌ، فمِثْلُه غيرُه من فُحولِ النَّعَمِ بَلْ وغَيْرِهَا، والحَجَرُ كذلك. وفي اللسان: الوَجْأُ أَن تُرَضَّ أُنْثَيَا الفَحْلِ رَضًّا شديداً يُذْهِبُ شَهْوَة الجِماع ويُنَزَّل⁣(⁣٣) في قَطْعِهِ مَنْزِلَة الخَصْيِ. وقيل: هو أَن تُوجَأَ العُرُوق والخُصْيَتَانِ بحالهما، وقيل: الوَجْءُ المصدَرُ والوِجَاءُ، الاسْمُ. وفي حَدِيث الصَّوْمِ «إِنّه لَه وِجَاءٌ» ممدودٌ. فإِن أَخرجهما من غير أَنْ يَرُضَّهُما فهو الخِصَاءُ [تقول] منه: وَجَأْتُ الكَبْشَ. وفي الحديث «ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ» أَي خَصِيَّيْنِ، ومنهم من يَرْويه مُوجَأَيْنِ، بوزن مُكْرَمَيْنِ، وهو خَطَأٌ، ومنهم من يرويه مَوْجِيَّيْنِ، بغير همز على التخفيف، ويكون مِنْ وَجَيْتُه وَجْياً فهو مَوْجِيٌّ، قال أَبو زيد: يُقال للفَحْلِ إِذا رُضَّتْ أُنْثَيَاه: قد وُجِئَ وَجْأً⁣(⁣٤)، فأَراد أَنه يَقْطَعُ النِّكاحَ، ورُوى وَجاً، كعَصاً، يريد التَّعَب والحَفَى⁣(⁣٥) وذلك بَعيدٌ إِلَّا أَن يُرادَ فيه معنى الفُتُور، لأَن من وُجِئَ فَتَر عن المَشْيِ، فشَبَّه الصَّوْمَ في باب النِّكاح بالتعب في باب المشي، وفي الحديث «فلْيَأْخُذُ سَبْعَ تَمَراتٍ مِن عَجْوَةِ المَدينة، فَلْيَجَأْهُنَّ» أَي فَلْيَدُقَّهُنَّ. ومنه سُمِّيَت الوَجِيئَة. وفي الأَساس أَنه مَجاز، وهي أَي الوَجِيئَةُ تَمْرُ أَو جَرادٌ يُدَقُّ وَيُلَتُّ وفي بعض النسخ: ثم يُلَتُّ، كما في لسان العرب بِسَمْنٍ أَو زَيْتٍ فَيُؤْكَلُ، وقيل: هي تَمْرٌ يُبَلُّ بِلَبَنٍ أَو سَمْنٍ ثم يُدَقُّ حتى يَلْتَئِمَ. وفي الحديث أَنه عادَ سَعْداً فَوَصَفَ له الوَجِيئَةُ: التَّمْر يُدَقُّ حتى يَخْرُجَ نَواه ثُم يُبَلُّ بلَبَنٍ أَو بِسَمْنٍ حتى يَتَّدِنَ ويَلْزَم بَعْضُه بَعْضاً ثم يُؤْكَل، قال كُراع: ويقال الوَجِيَّة، بغير همزٍ قال ابنُ سيده: إِن كان هذا على تَخفيفِ الهمز فلا فائدَة فيه، لأَن هذا مُطَّرِد في كُلِّ فَعِيلةٍ كانت لامُه هَمْزَةً، وان كان وَصْفاً أَو بَدَلاً فليس هذا بابه.

  والوَجِيئَة: البَقَرَةُ، عن ابن الأَعرابي.

  وَمَاءٌ وَجْءٌ وَوَجَأٌ محركة وَوَجَاءٌ بالمد، الأَخير عن الفراء، أَي لَا خَيْرَ عِنْدَهُ.

  وَأَوْجَأَ عنه: دَفَعَ ونَحَّى⁣(⁣٦)، وأَوْجَأَ: جَاءَ فِي طَلَبِ حَاجَتِه أَوْ صَيْدٍ فَلَمْ يُصِبْه كأَوْجَى، وسيأْتي في المعتلّ وأَوْجَأَت الرَّكِيَّةُ كأَوْجَتْ: انْقَطَع مَاؤُها أَو لم يكن فيها ماءٌ.

  وَوَجَّأَها تَوْجِيئاً: وَجَدَهَا وَجْأَةً.

  واتَّجَأَ التَّمْرُ من باب الافتعال أَي اكْتَنَزَ وخُزِنَ.

  وفي الأَساس: ومن المجاز: وَجَأَ التَّمْرَ فاتَّجَأَ: دَقَّه حتى تَلَزَّج.

  [ودأَ]: وَدَأَهَ، كودَعَه أَي سوَّاه، ووَدَأَ بهم: غَشِيَهُمْ بالإسَاءَة. والشَّتْمِ، وفي التهذيب: وَدَأَ الفَرَسُ يَدَأُ، بوزن وَدَعَ يَدَعُ إِذا أَدْلَى كَوَدَي يَدِي، عن الكسائي، وقال أَبو الهيثم: وهذا وَهَمٌ، ليس في وَدَى الفَرَسُ إِذا أَدْلَى هَمْزٌ.

  وَدَأْنِي مثل دَعْنِي وزْناً ومعنًى، نقله الفرَّاءُ عن بعض بني نَبْهَانَ من طَيِّئ سَماعاً، وقيل: إِنها لُغَيَّة.

  والوَدَأُ مُحرَّكَةً: الهَلَاكُ مهموزٌ مقصورٌ، وقد وَدِئَ، كفَرِح.

  وتَوَدَّأتْ عليه الأَرْضُ أَي اسْتَوَتْ عليه مثل ما تَستَوِي على المَيتِ، قال الشاعر:


(١) في المطبوعتين المصرية والكويتية «منائح» بالحاء، وقد أثبتنا ما وافق النهاية واللسان.

(٢) اللسان: «خصيتيه».

(٣) اللسان: ويتنزل.

(٤) اللسان: وجاء.

(٥) عن اللسان، وبالأصل «الجفاء».

(٦) اللسان: أوجأ عنه: دفعه ونحاه.