تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حور]:

صفحة 314 - الجزء 6

  الكَاشْغَريّ: أَن المُرَادَ بالكَبْش الحَوَريّ هُنَا المَكْوِيّ كَيّةَ الحَوْرَاءِ، نِسْبَة عَلَى غَيْر قيَاس، وقيل سُمِّيَت لبَيَاضهَا، وقيل غَيْر ذلك.

  والحَوَر: خَشَبَةٌ يُقَالُ لَهَا البَيْضَاءُ، لبَياضهَا، ومَدَارُ هذَا التَّرْكيب على مَعْنَى البَيَاض، كما صَرَّح به الصَّاغَانيّ.

  والحَوَر: الكَوْكَبُ الثَّالث من بَنَات نَعْشٍ الصُّغرَى اللَّاصق بالنَّعْش⁣(⁣١)، وشُرحَ في ق ود فراجعْه فإِنَّه مَرَّ الكَلَامُ عليه مُسْتَوْفًى.

  والحَوَر: الأَديمُ المَصْبُوغُ بحُمْرَة. وقيل: الحَوَر: الجُلودُ البيضُ الرِّقَاق تُعمَل منها الأَسْفَاطُ.

  وقال أَبو حَنِيفة: هي الجُلُودُ الحُمْر التي لَيْسَت بقَرظيَّة، والجَمْع أَحْوارٌ. وقد حَوَّرَه.

  وخُفٌّ مُحَوَّرٌ، كمُعَظَّم: بطَانَتُه منْه، أَي من الحَوَر. قال الشاعر:

  فظَلَّ يَرْشَحُ مِسْكاً فَوْقَه عَلَقٌ ... كأَنَّمَا قُدَّ في أَثْوَابه الحَوَرُ

  والحَوَر: البَقَرُ لبَياضهَا، ج أَحْوَارٌ. كقَدَر وأَقْدَار، وأَنشد ثَعْلَب:

  للهِ دَرُّ مَنَازلٍ ومَنَازِلٍ ... أَنَّى يُلين⁣(⁣٢) بهاؤُلَا الأَحوارِ

  والحَوَر: نَبْتٌ، عن كُراع، ولم يُحلّه.

  والحَوَر: شَيْءٌ يُتَّخَذُ منَ الرَّصَاص المُحْرَق تَطْلِي به الْمَرْأَةُ وَجْهَهَا للزِّينَة.

  والأَحْوَرُ: كَوْكَبٌ أَوْ هُوَ النَّجْم الَّذي يُقَال لَه المُشْتَرِي.

  وعن أَبي عَمْرٍو: الأَحْوَرُ، العَقْلُ، وهو مَجَازٌ. وما يَعيشُ فُلانٌ بأَحْوَرَ، أَي ما يَعيشُ بعَقْل يَرْجِعُ إِلَيْه⁣(⁣٣). وفي الأَساس: بعَقْل صَافٍ كالطَّرْف الأَحْوَرِ النّاصِع البَيَاضِ والسَّوَاد. قال هُدْبَةُ ونَسَبَه ابْنُ سِيدَه لابْنِ أَحْمَر:

  وما أَنْسَ مِلأَشْيَاءِ لا أَنْسَ قَوْلَهَا ... لجارَتِهَا ما إِنْ يَعيشُ بأَحْوَرَا

  أَرادَ: مِنَ الأَشْيَاءِ.

  والأَحْوَرُ: ع باليَمَن.

  والأَحْوَرِيّ: الأَبيضُ النَّاعِمُ من أَهْلِ القُرَى. قال عُتَيْبَةُ بن مِرداسٍ المَعروف بابن⁣(⁣٤) فَسوَة:

  تَكُفُّ شَبَا الأَنْيَاب منها بمِشْفَرٍ ... خَرِيعٍ كسِبتِ الأَحْوَرِيّ المُحَضَّرِ

  والحَوَارِيَّاتُ: نِسَاءُ الأَمْصَارِ، هكَذا تُسَمِّيهن الأَعرابُ، لبَيَاضهنّ وتبَاعُدهِنّ عَنْ قَشَف الأَعْرَاب⁣(⁣٥) بنَظَافَتِهِنّ، قال:

  فقُلْتُ: إِنَّ الحَوَارِيَّاتِ مَعْطَبَةٌ ... إِذَا تَفَتَّلْنَ من تَحْت الجَلابيبِ

  يَعْنِي النِّسَاءَ.

  والحَوَارِيَات منَ النِّسَاءِ: النَّقِيَّاتُ الأَلْوَانِ والجُلُودِ، لبَيَاضهنّ، ومن هذا قيلَ لصَاحب الحُوَّارَى مُحَوِّر. وقال العَجَّاج:

  بأَعْيُنٍ مُحَوَّرَاتٍ حُورِ

  يَعْنِي الأَعْيُنَ النّقيّاتِ البَيَاضِ الشَّديدَاتِ سوَادِ الحَدَقِ.

  وفسّر الزَّمَخْشريّ في آل عمْرَان: الحَوَارِيَّات بالحَضَرِيّاتِ. وفي الأَساس بالبِيض، وكلَاهُمَا مُتَقَاربَان، كما لا يَخْفَى، ولا تَعْريضَ في كَلَام المُصَنِّف والجَوْهَريّ، كما زعمه بَعْضُ الشُّيوخ.

  والحَوَارِيُّ: النَّاصر، مُطْلَقاً، أَو المُبَالِغُ في النُّصْرَة، والوَزير، والخَليل، والخَالصُ. كما في التَّوْشيح، أَو نَاصرُ الأَنْبيَاءِ، $، هكَذَا خَصَّه بَعضُهم.

  والحَوَارِيُّ: القَصَّارُ، لتَحْوِيره، أَي لتَبْييضه.

  والحَوَارِيُّ: الحَمِيمُ والنَّاصحُ.


(١) وهي البنت الثالثة إذا حسبتَ من أول البنات وجعلتَ آخر الحساب أول كواكب النعش.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله يلين، كذا بخطه، والذي في اللسان «بلين».

(٣) هذا قول ابن السكيت، كما في التهذيب.

(٤) عن المؤتلف للآمدي ص ٣٢ وبالأصل: «بأبي فسوة» خطأ.

(٥) الأصل واللسان وفي التهذيب: الأعرابيات.