تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خسر]:

صفحة 343 - الجزء 6

  وخَسِرَ التَّاجِر في بَيْعِه خُسْرَاناً: وُضِعَ في تِجَارَتهِ أَوْ غُبِن، والأَوَّل هو الأَصْل.

  وفي البَصَائِر للمُصَنِّف: الخُسْرانُ في البَيْع: انتِقَاصُ رَأْسِ المَالِ، وقَوْلُه تَعالى: {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ}⁣(⁣١) قال الفَرَّاءُ: يَقُولُ: غَبِنُوهما. وقال غيره: أَي أَهلكوهما، وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخاسِرُ: الّذِي ذَهَبَ عقْلُه ومَالُه، أَي خَسِرَهما.

  والخَسْرُ، بالفَتح: النَّقْصُ، كالإِخْسَارِ، والخُسْرَانِ بالضَّمّ، مثل الفَرْق والفُرْقَانِ. خَسِرَ يَخْسَر خُسْرَاناً.

  وخَسَرْتُ الشَّيْءَ، بالفَتْح، وأَخْسَرْتُه: نَقَصْتُه. وخَسَرَ الوَزْنَ والكيْل خَسْراً، وأَخْسَره: نَقَصَه. ويقَال: كِلْتُه ووَزَنْتُه فأَخْسَرْتُه، أَي نَقَصْتُه. وهكَذا فَسَّر الزَّجّاجُ قَولَه تَعَالَى: {أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}⁣(⁣٢) أَي يَنْقُصُون في الكَيْل والوَزْنِ. قال: ويَجُوزُ في اللُّغَة: يَخْسَرُون⁣(⁣٣)، تَقُولُ: أَخْسَرْتُ المِيزَانَ وخَسَرْتُه. قال: ولا أَعْلَم أَحَداً قَرَأَ «يَخْسِرُون». قُلتُ: وهو قِرَاءَةُ بِلال بْنِ أَبِي بُرْدَة. وقال أَبو عَمْرو: الخَاسِر: الَّذِي يَنْقُص المِكْيَالَ والمِيزَانَ إِذَا أَعْطَى، ويَسْتَزِيدُ إِذَا أَخَذَ. وقال ابنُ الأَعرابِيّ: خَسَرَ إِذَا نَقَصَ مِيزَاناً أَو غَيْرَه. وعن أَبِي عُبَيْد: خَسَرْتُ المِيزَانَ وأَخْسَرْتُه أَي نَقَصْته. وقال اللَّيْث:

  الخاسِر: الّذي وُضِع في تِجارته، ومَصدرُه الخَسَارةُ والخُسرُ. وفي الكتاب العزيز: {تِلْكَ إِذاً} كَرَّةٌ خاسِرَةٌ⁣(⁣٤) أَي غَيْرُ نافِعَةٍ. وَصَفَقَ صَفْقَةً خاسِرَةً، أَي غيرَ مُرْبِحَةٍ، وأَنشد المُصَنّف في البَصَائِر:

  إِذا لم يكُنْ لامرِي نِعْمَةٌ ... لَدَيَّ ولا بَيْنَنَا آصِرَهْ

  ولا لِيَ في وُدِّهِ حاصِلٌ ... ولا نَفْعَ دُنْيَا ولا آخِرَهْ

  وأَفْنَيْتُ عُمْرِي على بابِه ... فتِلْك إِذاً صَفْقَةٌ خاسِرَهْ

  والخَنْسَرَى، هكذا بسُكُونِ النُون بَعْدَ الخَاءِ. وفي الأُصول الجَيِّدَة بالتَّحْتِيَّة السَّاكِنَة بدل النون⁣(⁣٥): الضَّلَالُ والهَلَاكُ. زَادَ ابنُ سِيدَه والياءُ فِيهِ زائدة.

  والخَيْسَرَى: الغَدْرُ واللُّؤمُ كالخَسَارِ والخَسَارَةِ، بفَتْحِهِما، والخَنَاسِيرِ، وهو الهلاكُ، ولا واحِد له. قال كَعْبُ بْنُ زُهَيْر:

  إِذا ما نُتجْنَا أَرْبَعاً عامَ كَفْأَة ... بَغَاهَا خَنَاسِيراً فأَهْلَكَ أَرْبَعَا

  يَقُولُ: إِنه شَقِيُّ الجَدِّ إِذا نُتجَت أَرْبَعٌ من إِبلِه أَربعَةَ أَوْلَادِ هَلَكَت من إِبلِه الكِبَار أَربَعٌ غَيْرُ هذِه، فيَكُونُ مَا هَلَك أَكْثَرَ مِمّا أَصابَ.

  وقال آخر:

  فإِنَّكَ لو أَشْبَهْتَ عَمِّي حَمَلْتَنِي ... ولكنَّه قد أَدْرَكَتْك الخَنَاسِرُ

  أَي أَدْرَكَتْك مَلَائمُ أُمِّكَ [وخُبْثُها]⁣(⁣٦).

  والخُسْرُوَانِيُّ⁣(⁣٧) بضمّ الأَوَّلِ والثالِث: شَرَابٌ. ونَوعٌ مِنَ الثِّيَابِ، كالخُسرَوِيّ. وقال الزَّمَخْشَرِيّ منْسُوبٌ إِلى خُسْرُو شَاه من الأَكاسرة.

  وخُسْرَاوِيَّة⁣(⁣٨) بالضّمّ: ة بواسِطَ، نقله الصَّاغانيّ.

  وخَسَّرَهُ تَخْسِيراً: أَهْلَكَه. ومن المَجَاز: خَسَّرَه سُوءُ عَمَلِه، أَي أَهْلَكَه.

  والخَاسِرَة⁣(⁣٩): الضِّعاف مِن النَّاسِ وصِغَارُهم. هكذا في النُّسخ، وصوابُه والخَناسِرُ، وكذا فيما بَعْده كما في أُمَّهات اللُّغَة، والخاسِرَةُ: أَهلُ الخِيَانَةِ والغَدْرِ واللُّؤْم.

  والخِنْسِير بالكَسْر فِنْعِيل، وجَزَمَ به أَبُو حَيَّان تبعاً لابن عُصْفُورٍ: اللَّئِيمُ الغادِر.

  والخَنْسَرُ، كجَعْفَر: والخَنْسَرِيُّ بياءِ النِّسْبَة: مَنْ هُوَ في مَوْضِعِ الخُسْرَانِ.


(١) سورة الزمر الآية ١٥ وسورة الشورى الآية ٤٥.

(٢) سورة «المطففين» الآية ٣.

(٣) ضبطت عن التهذيب واللسان.

(٤) سورة النازعات الآية ١٢.

(٥) في الصحاح واللسان: الخيسرى.

(٦) زيادة عن التكملة.

(٧) في القاموس بفتح الراء، ضبط قلم.

(٨) قيدها في معجم بتخفيف الياء، ضبط قلم. وفي التكملة بفتح الواو وسكون الياء أيضاً ضبط قلم.

(٩) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: والخناسرة.