تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الدال المهملة مع الراء

صفحة 391 - الجزء 6

  ودُبَيْرٌ، كزُبَيْر: لَقَبُ كَعْبِ بن عَمْرِو بن قُعَيْن بن الحَارث بن ثَعْلَبَةَ بن دُودَانَ بن أَسَد الأَسَدِيِّ لأَنه دُبِرَ من حَمْل السِّلاح. وقال أَحمدُ بنُ الحباب الحِمْيَريّ النَّسّابة: حَمَلَ شيئاً فَدبَرَ ظَهْرَه.

  وفي الروض أَنه تَصْغِير أَدبَر، على التَّرْخِيم، ولا يَخْفَى أَنه بعَيْنه الذي تقدَّم ذِكْرُه، وأَنه أَبو قَبِيلَةٍ من أَسد، فلو صَرَّحَ بذلِك كان أَحسنَ، كما هو ظاهرٌ.

  والأُدَيْبِرُ، مُصَغَّراً: دُوَيْبَة، وقيل: ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ.

  ويقال: لَيْسَ هُوَ من شَرْجِ فُلان ولا دَبُّورِهِ، كتَنَّورِه⁣(⁣١) أَي من ضَرْبِه وزِيِّهِ وشَكْلِه.

  ودَبُّورِيَةُ: د، قُربَ طَبَرِيَّةَ⁣(⁣٢). وفي التَّكْمِلَة: من قُرَى طَبَرِيَّةَ، وهي بتَخْفِيف الياءِ التحتيّة.

  * ومما يُسْتَدْرك عليه:

  دَابِرُ القَوْمِ: آخِرُ مَنْ يَبْقَى منهم ويَجِيءُ في آخِرِهم، كالدَّابِرَة. وفي الحديث: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِياً في دابِرَتِه» أَي مَنْ يَبْقَى بعدَه.

  وعَقِبُ الرَّجُلِ: دابِرُه.

  ودَبَرَه: بَقِيَ بَعْدَه.

  ودابِرةُ الطّائر: الإِصْبَعُ الَّتي من وَراءِ رِجْله⁣(⁣٣)، وبها يَضرِب البازِي. يقال: ضَرَبَه الجارِحُ بدَابِرَتِه، والجوارِحُ بدَوابِرِها. والدّابِرة للدِّيك: أَسْفلُ من الصِّيصِيَة يَطَأُ بها.

  وجاءَ دَبَرِيًّا، أَي أَخيراً. والعِلْم قَبْلِيٌّ وليس بالدَّبَرِيّ.

  قال أَبو العَبَّاس: معناه أَنّ العالم المُتْقِنَ يُجِيبُك سَرِيعاً، والمُتَخَلِّف يقول: لي فيها نَظَرٌ. وتَبِعْتُ صاحِبي دَبَرِيًّا، إِذَا كنتَ معه فتَخَلَّفْت عنه ثم تَبِعْتَه وأَنتَ تَحْذَر أَن يَفُوتَك، كذا في المحكم.

  والمُدْبَرَة، بالفَتْح: الإِدْبَار. أَنشد ثَعْلبٌ:

  هذا يُصَادِيك إِقبَالاً بمَدْبَرَةٍ ... وذَا يُنَادِيك إِدْبَاراً بإِدْبارِ

  وأَمْسِ الدَّابِرُ: الذّاهِبُ الماضِي لا يَرْجِع أَبداً.

  وقالوا: مَضَى فلان أَمْسِ الدّابِرُ وأَمْسِ المُدْبِرُ، وهذا من التَّطوّع المُشَام للتَّوكيد، لأَن اليوم إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنَّه دَبَرَ، لكنه أَكَّده بقوله: الدَّابِر. قال الشاعر:

  وأَبِي الَّذِي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمْعَهمْ ... بصُهَابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدّابِرِ

  وقال ضَخْرُ بنُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيد السُّلَمِيّ:

  ولقدْ قَتَلْتكُمُ ثُنَاءَ ومَوْحَداً ... وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمِس المُدْبِرِ⁣(⁣٤)

  ورجل خاسِرٌ دَابِرٌ، إِتْبَاعٌ. ويقال: خاسِرٌ دامِرٌ، على البَدَل وإِن لم يَلْزم أَن يكون بَدَلاً، وسيأْتِي.

  وقال الأَصمَعِيّ: المُدابِرُ: المُوَلِّي المُعْرِض عن صاحِبِه.

  ويقال: قَبَحَ الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ.

  والدّلْوُ بَينَ قابِلٍ ودابِرٍ: بين مَنْ يُقْبِل بها إِلى البِئْر ومَنْ يُدْبِر بها إِلى الحَوْض.

  وما لَهُم من مُقْبَلٍ ولا مُدْبَرٍ، أَي من يَذْهَب⁣(⁣٥) في إِقبال ولا إِدبار.

  وأَمْرُ فُلانٍ إِلى إِقبالٍ وإِلى إِدبارٍ.

  وعنِ ابْنِ الأَعرابيّ: دَبَرَ: رَدَّ ودَبَرَ: تأَخَّر.

  وقالوا: إِذَا رأَيتَ الثُّريَّا يُدْبِر⁣(⁣٦) فشَهْرُ نَتَاجٍ وشَهْرُ مَطَرٍ⁣(⁣٧).

  وفلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ، أَي كَريم أَوّل مَجْدِهِ وآخِره، وهو مَجاز.

  ودَابَر رَحِمَه: قَطَعها.

  والمُدابَرُ من المَنازِل خِلافُ المُقَابَلِ.

  وأَدْبَرَ القَوْمُ، إِذا وَلَّى أَمرُهُم إِلى آخِرِه، فلم يَبْقَ منهم باقِيَةٌ.


(١) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٢) في معجم البلدان: بُليد قرب طبرية من أعمال الأردن.

(٣) في الأساس: هي الإصبع في مؤخر رجله.

(٤) هذه رواية أبي عبيدة «أمسِ المدبر» وصوبها ابن بري.

(٥) في الأساس: مذهب.

(٦) في اللسان: «تُدبر» ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى عبارته.

(٧) ضبطت في اللسان: شهرٌ نَتَاجٌ وشهرٌ مطرٌ. أي إذا بدأت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر ووقت إنتاج الإِبل.