تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دزر]:

صفحة 401 - الجزء 6

  وأَدرَرْتُ عليه الضَّرْبَ: تَابَعْتُه، وهو مَجاز.

  والدُّرْدُر، بالضّمّ: طَرَفُ اللِّسَان، وقيل: أَصْلُه. هكذا قاله بَعْضُهم في شرْح قَوْل الرَّاجِز:

  أُقْسِم إِن لم تَأْتِنا تَدَرْدَرُ ... ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ دُرْدُرُ

  والمعروف مَغْرِزُ السِّنّ، كما تَقَدَّمَ.

  ودَرَّت الدُّنْيا على أَهلِها: كَثُرَ خَيْرُها، وهو مَجاز، ورِزْق دَارٌّ، أَي دائِمٌ لا يَنْقَطِع. ويقال: دَرَّ بما عندَه، أَي أَخرَجه.

  والفارسيّة الدَّرِّيّة، بتشديد الراءِ والياءِ: اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس، منسوبة إِلى دَرْ، بفتح فسكون، اسم أَرض في شِيرازَ، أَو بمعنَى البابِ وأُرِيد به بابُ بَهْمَن بن اسفِنْدِيَار. وقيل: بَهْرَام بن يزْدجِرد. وقِيل: كِسْرى أَنُو شِرْوَان. وقد أَطال فيه شَيْخُ شُيُوخِ مشايخنا الشِّهَاب أَحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ العجَمِيّ، خاتِمَةُ المُحَدِّثين بمصر، في ذَيْله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ، وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلاً عنه وعن غيره، فليراجع في الشرْح.

  ودُرّانَةُ: من أَعلام النّساءِ، وكذلك دُرْدَانةُ. وأَبو دُرَّة بالضّمّ: قرية بمصر.

  [دزر]: الدَّزُرُ، أَهمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: هو الدَّفْعُ، يقال: دَزَرَه ودَسَره ودَفَعَه بمَعْنًى واحدٍ، كذا في التَّكْملَة.

  [دزمر]: دِزْمَارةُ، بالكَسْر⁣(⁣١)، أَهملَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيُّ والجماعة، وهو: ع، منه الشيخ الإِمام كَمَالُ الدّين أَبُو العَبّاس أَحمدُ بنُ كُشاشِب بْن عَلِيٍّ الفَقِيهُ الشّافِعِيّ الصوفيّ الدِّزْمَارِيّ. له «شَرْح التَّنْبِيه» و «كتاب الفروق» وتُوفِّيَ سنة ٦٤٣ في ١٧ ربيع الآخِر، هكذا ذكرَه ابنُ السُّبْكِيّ في [الطبقات] الكُبرَى وابْنُ قَاضِي شَهْبَةَ في تَرْجَمته.

  [دسر]: الدَّسْرُ: الطَّعْنُ والدَّفْعُ الشَّدِيدُ، يقال: دَسَرَهُ بالرُّمْح. وفي حديث عُمَر ¥: «فيُدسَر كما يُدْسَر الجَزُور»، أَي يُدْفَع ويُكَبُّ للقَتْل كما يُفعَل بالجَزُور عند النَّحْر. وفي حديث الحَجَّاج أَنه قال لسِنان بْنِ يَزِيدَ النَّخَعيّ لَعَنَهُ الله: «كيف قَتَلْتَ الحُسَيْن»؟ قال: «دَسَرْتُه بالرُّمح دَسْراً، وهبَرْتُه بالسَّيْفِ هَبْراً» أَي دَفَعْتُه دَفعاً عنِيفاً. فقال له الحجَّاج: «أَمَا والله لَا تَجْتَمِعَانِ في الجَنَّة أَبداً» وفي حَدِيث ابْنِ عَبّاس، وسُئل عن زَكَاة العَنْبَر فقال: «إِنّمَا هو شَيْءٌ دَسَرَه البَحْرُ»، أَي دَفَعَه مَوْجُ البَحْرِ وأَلقاه إِلى الشَّطّ فلا زَكَاةَ فيه.

  ومن المَجاز: الدَّسْر: الجِمَاعُ، يقال: دَسَرَها بأَيرِه، كذا في المُحْكَم، وهو مِدْسَرُ جِمَاعٍ كمِنْبر، أَي نَيَّاكٌ.

  وعن مُجَاهِد: الدَّسْر: إِصلاحُ السَّفِينَة بالدِّسَار، بالكَسْر، اسم للمِسْمَارِ، وبه فَسَّر بعضُهم قولَه تعالى: {ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ}⁣(⁣٢) وفي حَدِيث عَلِيّ: «رَفَعَهَا {بِغَيْرِ عَمَدٍ} يَدْعَمها، ولا دِسَارٍ يَنْتَظِمُها»⁣(⁣٣). والدَّسْر أَيضاً: إِدْخَالُ الدِّسارِ أَي المِسْمَارِ في شَيْءٍ بقُوَة، قاله الزَّجَّاجُ. يقال: دَسَرْت المِسْمَارَ أَدْسُرُه وأَدْسِرُه دَسْراً، وكلُّ ما سُمِّر فقد دُسِرَ.

  والدِّسَارُ أَيضاً: خَيْطٌ من لِيفٍ تُشَدُّ به أَلواحُهَا، وبه فَسَّرَ بَعْضٌ الآيةَ المَذْكُورَة. وجمعَ الفَرَّاءُ بين القَوْلَيْن فقال:

  الدُّسُر: مَسَامِيرُ السَّفِينَةِ وشُرُوطُها التي تُشَدُّ بها. وقال غيرُه:

  الدَّسْر: خَرْزُ السَّفِينَة، ج أَي جمع دِسَار دُسْرٌ، بضمّ فسكون، ودُسُرٌ، بضَمَّتَيْن مثل عُسْر وعُسُرٍ، وقيل:

  الدُّسُر، بضَمَّتَين، هي السُّفُن بعيْنها، تَدْسُرُ، أَي تَدْفع المَاءَ بصُدُورِهَا، الواحِدَةُ دَسْرَاءُ. ودَسَرَت السّفِينَةُ الماءَ بصَدْرها: عَانَدَتْه.

  والدَّوْسَرُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ الشَّدِيدُ المُجْتَمِعُ ذو هَامةٍ ومَنَاكِبَ، وهي بِهَاءٍ⁣(⁣٤). قال عدِيّ:

  ولقَدْ عَدَّيْتُ دَوْسَرَةً ... كعَلَاةِ القَيْنِ مِذْكَارَا

  والدَّوْسَر: نَبْتٌ يُجاوِز الزَّرْعَ في الطُّول، وله سُنْبل وحَبٌّ دَقِيق أَسْمَرُ، قاله أَبو حَنِيفَة. يقال إِن اسم حَبِّه الزَّنُّ يَخْتَلط بالبُرِّ، وسيأْتي في النُّون.


(١) في معجم البلدان: دزمار بكسر أوله وتشديد ثانيه قلعة حصينة من نواحي أذربجيان قرب تبريز.

(٢) سورة القمر الآية ١٣.

(٣) عن النهاية وبالأصل «ينظمها».

(٤) في اللسان والأنثى: دوسر ودوسرة.