تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دعثر]:

صفحة 404 - الجزء 6

  وتَنْحِيقُها: أَن يُوطَأَ عَسَقُها حتى يَسْتَرخِيَ، فذلك دَوَاؤُها، ج مَداعِيرُ.

  والدُّعْرُورُ، بالضّمّ: اللَّئيمُ العائبُ أَصحابَه، نقله الصَّاغانِيُّ.

  والمُدَعَّر، كمُعَظَّم: لَوْنُ الفِيلِ، عن ابْنِ الأَعرابيّ.

  وقال ثَعْلَب: المُدَعَّر: كُلُّ لَونٍ قَبِيحٍ من جميع الحَيَوان. أَنشد الأَصمَعِيّ:

  كَسَا عامِراً ثَوْبَ المَذَلَّةِ رَبُّهُ ... كمَا كُسِيَ الخِنْزيرُ لَوْناً مُدَعَّرَا⁣(⁣١)

  ويقال: تَدَعَّرَ وَجْهُه، إِذا تَبَقَّع بُقَعاً سَمِجَة مُتَغَيِّرة، من ذلِك.

  وفي خُلُقِه دَعَارَّةٌ، مُشَدَّدَةَ الرَّاءِ، وكذلك زَعَارَّة، أَي سُوءٌ.

  يقال: دَعِرَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ ومَنَعَ، دَعَارَةً. فَجَرَ ومَجَرَ، وفيه دَعَارَةٌ ودَعَرةٌ، الأَخِيرُ مُحَرَّكةٌ⁣(⁣٢).

  وعُودٌ دَاعِرٌ ودَعِرٌ، الأَخِيرُ قاله شَمِرٌ وغيرُه: نَخِرٌ رَدِيءٌ، إِذا وُضِعَ على النارِ لم يَستَوْقِدْ ودَخِنَ. هكذا فَسَّرَه شَمِرٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  رَجُلٌ دُعَرٌ، كصُرَدٍ، ودُعَرَةٌ: خائِنٌ يَعِيب أَصحابَه. قال الجَعْدِيّ:

  فلَا أُلْفِيَنْ دُعَراً دَارِباً ... قَدِيمَ العَدَاوَةِ والنَّيْربِ

  ويُخْبِرُكُم أَنَّه ناصِحٌ ... وفي نُصْحِه ذَنَبُ العَقْربِ

  وقيل: الدُّعَر: الّذي لا خَيْرَ فيه. والدّاعِر: المُؤذِي الفاجِر، قاله ابنُ شُمَيْل، ومثله في التَّوْشِيح. ويُجمَع على دُعَّارٍ. وفي حَدِيث عَدِيّ: «فأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّيءٍ» أَرادَ بهم قُطَّاعَ الطَّرِيق. وقال أَبُو المِنْهَال: سَأَلْتُ أَبَا زَيْدٍ عَنْ شَيْءٍ، فقال: مَا لَكَ ولِهذَا؟ هو كَلَام المَدَاعِيرِ.

  ورَجلٌ دُعَرَةٌ كهُمَزَة: به عَيْبٌ.

  ومن سَجَعات الأَساس. فُلانٌ دَاعِرٌ، في كُلِّ فِتْنَةٍ ناعِرٌ⁣(⁣٣).

  [دعثر]: الدَّعْثَرُ: الأَحْمَقُ.

  والدَّعْثَرَةُ، بِهاءٍ: الهَدْمُ، والكسْرُ وقد دَعْثَرَ الحَوْضَ وغَيْرَه: هَدَمَه. ودَعْثَرَه: صَرَعه وكَسَرَه. وفي الحديث: «لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُم سِرًّا، إِنَّه لَيُدْرِكُ الفارسَ فَيُدَعْثِرُه» أَي يصْرعُه ويُهْلِكه، يَعْنِي إِذا صارَ رجُلاً. قال ابنُ الأَثير: والمُرَاد النَّهْيُ عن الغِيلَة، فإِنّ الوَلَدَ إِذا فَسَدَ لَبَنُه فَسَدَ مِزَاجُه فلا يُطَاعِن قِرنَه، بل يَهِي ويَنْكَسِرُ عنه، وسَبَبُه الغَيْل.

  والدُّعْثُور، بالضَّمّ: حَوْضٌ لم يُتَنَوَّق في صَنْعَتِه ولم يُوَسَّع، أَو هو المُتَهَدِّم المُتَثَلِّم⁣(⁣٤)، وكذلك المَنْزل، جَمْعه دَعاثِيرُ ودَعَاثِرُ. قال:

  أَكُلَّ يوم لَكِ حَوْضٌ مَمْدُورْ ... إِنَّ حِياضَ النَّهَلِ الدَّعاثِيرْ

  يقول: أَكُلَّ يوم تَكْسِرين حَوْضَك حتّى يُصْلَح.

  والدَّعاثِيرُ: ما تَهَدَّم من الحِيَاض، والجَوَابِي⁣(⁣٥) والمَراكِي إِذا تَكَسَّرَ منها شَيْءٌ فهو دُعْثُور.

  وقال أَبو عَدْنَان: الدُّعْثُورُ يُحْفَر حَفْراً ولا يُبْنَى، إِنما يَحْفِره صاحِبُ الأَوّل⁣(⁣٦) يَوْمَ وِرْدِه. وقال العَجَّاج:

  مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصْبَحَت دَعَاثِرَا

  وقال آخر:

  أَجَلْ جَيْرِ أَنْ كانتْ أُبِيحَتْ دَعَاثِرُهْ

  قيل: أَراد دَعَاثِير فحذف للضَّرُورة.


(١) ذكره صاحب اللسان في دغر، وعبارته هناك: ولون مدغر قبيح نبه عليه بهامش المطبوعة المصرية.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الأخير محركة هكذا بخطه، والأَولى أن يقول: الأخيرة محركة أو الأخير محرك كما هو ظاهر».

(٣) بالأصل «من كل شيء فاعر» وما أثبت عن الأساس ونبه إلى عبارتها بهامش المطبوعة المصرية.

(٤) في اللسان: المهدّم، وفي موضع آخر: الدعثور: الحوض المثلّم.

(٥) بالأصل «الجوايا» وما أثبت عن اللسان وقد نبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٦) كذا بالأصل، وفي التهذيب: صاحب الإبل.