تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زنتر]:

صفحة 475 - الجزء 6

  والزُّنْبُور: الجَحْشُ المُطِيقُ للحَمْلِ والزُّنْبُور: الغَارَةُ العَظِيمَة⁣(⁣١)، جمْعه زَنَابِرُ. وقال جُبَيْهَاءُ⁣(⁣٢):

  فأَقْنَعَ كَفَّيْهِ وأَجْنَحَ صَدْرَهُ ... بجَرْعٍ كأَثْبَاجِ الزَّبَابِ الزَّنَابِرِ⁣(⁣٣)

  والزُّنْبُور: شَجَرَةٌ عظيمةٌ كالدُّلْبِ، ولا عَرْض لهَا، وَرَقُها مِثْلُ وَرَقِ الجَوْزِ في مَنْظَرِه ورِيحِه، ولها نَوْرٌ مثْلُ نَوْرِ العُشَر أَبيضُ مُشْرَبٌ، ولها حَمْلٌ مِثلُ الزَّيتون سَواءً، فإِذا نَضِجَ اشتَدّ سَوادُه وحَلَا جِدًّا يأكله النّاسُ كالرُّطَبِ، ولها عَجَمَةٌ كعَجَمَة الغُبَيْرَاءِ، وهي تَصْبُغُ الفَمَ كما يَصْبُغُ⁣(⁣٤) الفِرْصَادُ، تُغْرَس غَرْساً.

  وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: من غَرِيب شَجَر البَرِّ الزَّنَابِير، واحِدُها زنبور⁣(⁣٥)، وهو ضَرْب من التِّين. وأَهْلُ الحَضَر يُسَمُّونه الحُلْوانِيّ، كالزِّنْبِيرِ والزِّنْبارِ، فيهما، أَي في الشَّجَرِ والتِّين مَكْسُورَتَيْن.

  ويقال: أَرضٌ مَزْبَرَة⁣(⁣٦)، أَي كَثيرةُ الزَّنابِير كأَنهم رَدُّوه إِلى ثلاثَةِ أَحْرُف وحَذَفُوا الزِّيادَات، ثمّ بَنَوْا عَلَيْه، كما قالوا أَرض مَثْعَلَة ومَعْقَرة، أَي ذَاتُ ثَعالِبَ وعَقَارِبَ.

  والزَّنْبَرُ، كجَعْفَر: الأَسدُ.

  والزُّنْبُر، كقُنْفُذ: الصَّغِيرُ الخَفِيف من الغِلْمان.

  ويقال: أَخذَه بزَنَوْبَره، أَي بجَمِيعِه، كزَوْبَرِه، وقد تَقَدَّم في زَبَر أَنَّ قوله بزَبَوْبَرِه تصحيف عن هذا.

  وتَزَنْبَر علينا: تَكَبَّر وقَطَّب.

  والزَّنْبَرِيُّ: الثَّقِيلُ من الرِّجالِ قال:

  كالزَّنْبَرِيِّ يُقَادُ بالأَجْلالِ

  والزَّنْبَرِيُّ: الضَّخْمُ من السُّفُن، يقال: سفِينَةُ زَنْبَرِيَّة، أَي ضَخْمة، وهكذا في مُخْتَصَر العَيْن.

  * ومما يستدرك عليه:

  زَنَابِيرُ: أَرضٌ باليَمَن، قيل: هي المَعْنِيَّة في قَوْلِ ابنِ مُقْبل⁣(⁣٧).

  وزَنْبَرٌ: من أَسْمَاءِ الرِّجال.

  وزَنْبَرَةُ بِنْتُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ الحَارِث بنِ هِشَامٍ المخزوميّ.

  والزَّنَابِيرُ قُرْبَ جُرَشَ.

  والزَّنْبَرِيّ في قُضاعَةَ وفي طَيِّئ. كذا قاله الحافِظ.

  قلْت: أَما الذي في قُضاعَةَ فهو كَعْب بنُ عَامِر بن نَهْد بنِ لَيْث بن سُود بن أَسْلم، ولَقَبُه زَنْبرةُ. والذي في طَيّئ فهو زَنْبَرَة بن الكُهَيْف بنِ الكَهْف بن مُرّ بن عَمْرو بن الغَوْث بن طَيّئ.

  [زنتر]: الزَّنْتَرَةُ، أَهمله الجَوْهَريّ، وقال ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٨): هو الضِّيقُ والعُسْرَ. يقال: وَقَعُوا في زَنْتَرةٍ من أَمْرِهم.

  وتَزَنْتَرَ: تَبَخْتَر، وقد سَبق للمُصَنِّف أَيضاً في زَبْتَر.

  ورِفَاعَةُ بنُ زَنْتَرٍ⁣(⁣٩)، كجَعْفَرٍ: صَحابِيٌّ، قال شيخُنَا: هذا الَّلفْظ منه إِلى قوله وأَحمد بن سَعِيد الزَّنْتَرِيّ قدْر سَطْرٍ وُجِدَ في نُسخَة من أُصُول المصنّف، وعلى لَفْظِ رفاعة دائِرةٌ، كذا.

  وعلى الزَّنْتَرِيّ الذي هو وَصْف سعِيدٍ دائِرةٌ أُخْرَى كذلك، وكلاهَما بالحُمْرة، وعلى ما بينهما ضَرْب بخَطِّ المصَنّف. وفي نُسْخَةٍ أُخْرَى بعد قوله: والضَّخْم من السُّفن، وضُبِط بالمُوَحَّدة.

  وقال الشيخ عبد الباسط البَلْقِينيّ: اعلم أَنَّ ما بين الصِّفْرين يعني الدَّائرَتَين السابقتين مُلْحَق في خطّ المصنّف


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الغارة العظيمة، هكذا في نسخ المتن، والذي في اللسان والتكملة: الفأرة بالفاء ولعله الصواب».

(٢) عن اللسان (دار المعارف - مصر) وبالأصل: «جبيها».

(٣) أثباج جمع ثبج، والثبج من كل شيء وسطه ومعظمه، وما بين الكاهل إلى الظهر.

(٤) اللسان: يصبغه.

(٥) في اللسان: واحدتها: زِنْبِيرَةٌ وزِنْبارةٌ وزِنْبُورةٌ.

(٦) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «مُزَنْبِرَة» وفي اللسان فكالأصل.

(٧) يريد قوله:

«تهدي زنانير أرواح المصيف لها»

وقد ورد في مادة «زنر» وانظر معجم البلدان (زنانير).

(٨) الجمهرة ٢/ ٣١٥.

(٩) في أسد الغابة: «زنبر».