تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زنخر]:

صفحة 478 - الجزء 6

  بأَيْدِي رِجالٍ لا هَوادَةَ بَيْنَهمْ ... يَسُوقُون للمَوْتِ الزُّوَيْرَ اليَلَنْدَدَا

  والزِّوَرِّ مثال خِدَبٍّ وهِجَفٍّ⁣(⁣١).

  والزَّوْرُ: الخَيَالُ يُرَى في النَّوْمِ.

  والزَّوْرُ: قُوَّةُ العَزِيمَةِ، والذي وَقعَ في المُحكَم والتَّهْذِيب: الزَّوْرُ: العَزِيمة، ولا يُحْتَاج إِلى ذِكْر القُوَّة فإِنها معنًى آخَرُ.

  والزَّوْرُ: الحَجَرُ الَّذِي يَظْهَر لِحَافِرِ البِئْرِ فيَعْجِزُ عن كَسْرِهِ فيَدَعُه ظاهِراً. وقال بعضُهم: الزَّوْرُ: صَخْرَةٌ، هكذا أَطلَقَ ولم يُفَسِّر.

  والزَّوْر: وَادٍ قُرْبَ السَّوَارِقِيَّة.

  ويَوْمُ الزَّوْرِ، وَيقال: يَوْمُ الزَّوْرَيْن، ويَومُ الزَّوِيرَيْنِ لبَكْرٍ على تَمِيم.

  قال أَبو عُبَيْدةَ: لأَنَّهُمْ أَخَذُوا بَعِيرَيْن. ونَصُّ أَبِي عُبَيْدَة: بَكْرَيْن مُجَلَّلَيْنِ فعَقَلُوهُما، أَي قَيَّدُوهما، وقالوا: هذانِ زَوْرَانَا⁣(⁣٢) أَي إِلهَانَا لَنْ نَفِرّ. ونصّ أَبِي عُبَيْدة: فلا نَفِرّ حتَّى يَفرَّا، وهُزِمَت تَمِيمٌ ذلِكَ اليَوْم، وأُخِذَ البَكْرَانِ فنُحِرَ أَحدُهما وتُرِكَ الآخَرُ يَضْرِب في شَوْلِهِم.

  وقال الأَغْلَبُ العِجْليّ يَعِيبُهم بجَعْل البَعِيرَينِ رَبَّيْن لهم:

  جاءوا بِزَوْرَيْهم⁣(⁣٣) وجِئْنَا بالأَصَمّ

  هكذا في دِيوان الأَغلَب.

  وقال أَبو عُبَيْدَة مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى: إِن البَيْت ليَحْيَى بن مَنْصُور وأَنشد قَبْلَه:

  كانتْ تَمِيمٌ مَعشراً ذَوِي كَرَمْ ... غَلْصَمَةً من الغَلاصِيمِ العُظَمْ

  ما جَبُنُوا ولا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ ... قدْ قابَلوا لو يَنْفُخُون في فَحَمْ

  جاءُوا بزَوْرَيْهم وجِئْنَا بالأَصَمّ ... شَيْخٍ لنَا كاللَّيْثِ مِنْ باقِي إِرَمْ⁣(⁣٤)

  الأَصمُّ: هو عَمْرو بن قَيْسِ بن مَسْعُودِ بنِ عَامِر، رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِل في ذلك اليومِ.

  والزُّورُ بالضَّمِّ: الكَذِبُ، لكَوْنه قَوْلاً مائِلاً عن الحَقّ.

  قال تعالى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}⁣(⁣٥) وبه فُسِّر أَيضاً الحَدِيث: «المُتَشَبِّع بما لم يُعْطَ كَلابِس ثَوْبَيْ زُورٍ». والزُّورُ: الشِّرْكُ بالله تَعَالَى، وقد عَدَلَت شَهَادَةُ الزُّورِ الشِّرْكَ بالله، كما جاءَ في الحَدِيث لقَوْله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ}⁣(⁣٦) ثم قال بعدَها: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}⁣(⁣٧) وبه فَسَّر الزَّجَّاج قولَه تَعالَى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}. وقيل: إِن المرادَ به في الآية مَجَالِسُ⁣(⁣٨) اليَهُودِ والنَّصَارَى عن الزَّجّاج أَيضاً، ونصُّ قوله: مَجالِس النّصارى.

  والزُّور: الرَّئِيسُ، قاله شَمِر، وأَنْشَد:

  إِذْ أُقْرِنَ الزُّورَانِ زُورٌ رَازِحُ ... رَارٌ وزُورٌ نِقْيُه طُلافِحُ

  وزَعِيمُ القَوْم: لُغَة في الزَّوْر، بالفَتْح، فلو قال هنا: ويُضَمّ، كان أَحْسَن. والسَّيّد والرَّئِيس والزَّعِيم بمَعْنًى.

  وقيل في تَفْسِير قولِه تَعالَى {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} إِنَّ المراد به مَجْلِسُ الغِنَاءِ، قاله الزَّجَّاجُ أَيضاً. ونَصُّه مَجَالِسُ الغِنَاءِ. وقال ثَعْلبٌ: الزُّور هنا: مَجالِسُ اللهْو. قال ابنُ سِيدَه: ولا أَدْرِي كَيْفَ هذَا إِلّا أَن يُرِيدَ بمجالِس اللهْوِ هُنَا الشِّرْكَ بالله. قال: والَّذي جاءَ في الرِّواية: الشِّرْك، وهو جامعٌ لأَعيادِ النَّصَارَى وغيرِها.

  ومن المَجَاز: ما لَكُمْ تَعْبُدُون الزُّورَ؟ وهو كُلُّ ما يُتَّخَذُ رَبًّا ويُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله تَعالَى، كالزُّونِ بالنُّون. وقال أَبو سَعِيد: الزُّون: الصَّنَم وسَيَأْتِي. وقال أَبو عُبَيْدة: كلّ ما عُبِد من دُونِ الله فهو زُورٌ.


(١) عبارة الصحاح: والزِوَرُّ مثال الهِجَفُّ: السير الشديد. قال القطامي:

يا ناق خُبي خبباً زِوَرَّا ... وقلبي منسمك المغبرّا

(٢) ضبطت في الصحاح واللسان بضم الزاي.

(٣) ضبطت في الصحاح واللسان بضم الزاي.

(٤) بعده في اللسان:

شيخ لنا معاود ضرب البُهَمْ

(٥) سورة الحج الآية ٣٠.

(٦) سورة الفرقان الآية ٦٨.

(٧) سورة الفرقان الآية ٧٢.

(٨) في القاموس: «أعياد» ومثله في اللسان.