تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 492 - الجزء 6

  الرّبيع، سَمِعَا عن أَبيهِما عن جَدّهما. ومن وَلَدِه سَبْرَةُ بنُ عَبْدِ العزيز بنِ الرَّبِيع، سَمِعَ أَباه. وعنه إِسحاق بن يَزِيد، ويعقوب بن محمّد، وأَخوه حَرْمَلَةُ بنُ عبد العزيز، حدَّث عن عَمِّه عَبْدِ المَلِك، وعنه الحُمَيْدِيّ، كذا في تاريخ البخاريّ. وذكر الحافِظُ في التَّبْصِير عَبْدَ الله بنَ عُمَر بنِ عَبْدِ العزيز، وحَدِيثُه في مُسنَد الإِمام أَحْمَد في المُتْعة.

  وأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ السَّبْرِيُّ. قال أَبو عُبَيْدٍ الآجريّ: سأَلتُ أَبا دَاوُودَ عن أَبي بَكْرٍ السَّبْرِيّ فقال: مُفْتِي أَهلِ المَدِينَةِ. قلْت: هو محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أَبي سَبْرَة بن أَبي رُهْم بن عبد العزيز بن أَبي قَيْس بن عَبْدودِّ بنِ نَصْر بن مالِك بن حِسْل بن عامرٍ، تَولَّى قَضاءَ مكَّة لزيادِ بن عبيد الله، وأَفتَى بالمدينة عن شَرِيكٍ وابن أَبي ذِئْبٍ، وعنه ابن جُرَيج وعبد الرَّزَّاق، ونزَلَ بغدَادَ ومات بها. وقال ابنُ مُعِينٍ: ليس حديثه بشيْءٍ، وله أَخٌ اسمه محمّد أَيضاً، وَلِيَ قضاءَ المدينةِ، عن هِشَامِ بن عُرْوَة، لا يُحتَجُّ به.

  وسِبْرِتُ، كزِبْرِج: د، بالمَغْرِبِ قُرْبَ أَطْرَابُلُسَ، وقد تقدّم للمصنِّف أَيضاً في الثَّاءِ الفَوْقِيَّة.

  وقال الصَّاغَانِيّ: سَبْرَةُ: من مُدُن إِفريقِيّةَ.

  والسَّابِريُّ: ثَوُبٌ رَقِيقٌ جَيِّدٌ قال ذُو الرُّمَّة:

  فجَاءَتْ بنَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه ... علَى عَصَوَيْها سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ

  وكُلُّ رَقِيق سَابِريٌّ. ومِنْهُ المثل: «عَرْضٌ سابِرِيٌّ» أَي رَقِيقٌ ليس بمُحَقَّق. يقوله: من يُعرَض عليه الشيْءُ عَرْضاً لا يُبَالَغُ فيه؛ لأَنَّه أَي السَّابِريّ من أَجْوَدِ الثِّيَاب يُرْغَبُ فِيهِ بأَدْنَى عَرْضِ. قال الشاعر:

  بمَنْزِلَةٍ لا يِشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُهَا ... وعَيشٍ كمِثْلِ⁣(⁣١) السَّابِرِيِّ رَقِيقِ

  وفي حَدِيث حَبِيبِ بنِ أَبي ثَابِتٍ: «رأَيْتُ علَى ابنِ عَبَّاس ثَوْباً سابِرِيّاً أَستَشِفُّ ما وَرَاءَه».

  كلُّ رقيق عندهم سَابِرِيٌّ، والأَصل فيه الدُّرُوع السَّابِرِيَّة منسوبة إِلى سابُورَ.

  والسَّابِريُّ: تَمْرٌ جَيِّدٌ طَيِّبٌ. يقال: أَجْوَدُ تَمْرِ الكُوفَةِ النِّرْسِيَانُ والسابِرِيُّ: والسَّابِرِيُّ: دِرْعٌ دقِيقَةُ النَّسْجِ في إِحْكام صَنْعةٍ، مَنْسُوبة إِلى الملك سابُورَ.

  وسابُورُ ذُو الأَكتافِ: مَلِك العَجَم، مُعرَّبُ شَاهْ بور، مَعَناه ابنُ السُّلطان.

  وسابُورُ: كُورَةٌ بفارِسَ، مدِينَتُها نَوْبَنْدَجانُ⁣(⁣٢)، قريبة من شِعْب بَوّانَ، بينها وبين أَرَّجَانَ سِتَّه وعشرون فَرْسخاً، وبينها وبين شِيرَازَ مِثلُ ذلك. وقد ذَكَرَها المُتَنَبِّي في شِعْره.

  وأَبُو العَبَّاس أَحمدُ بنُ عَبْدِ الله بْنِ سابورَ، الدَّقّاق بغدادِيّ، عن أَبي نُعَيم عُبَيدِ بن هِشَام الحَلَبيّ وغيره، وعبدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ سابورَ الشِّيرازِيُّ، محدِّثانِ، قال الذَّهَبِيّ: رَوَىَ لنا عنه الأَبَرقُوهِيّ الثَّلاثِيّاتِ حُضُوراً.

  والسُّبْرُورُ، بالضَّمّ: الفَقِيرُ الذي لا مالَ له، كالسُّبْروتِ، حكاه أَبُو علِيّ: وأَنشد:

  تُطْعِم المُعْتَفِينَ مِمَّا لَدَيْهَا ... مِنْ جَنَاهَا والعَائِلَ السُّبْرُورَا

  قال ابنُ سِيده: فإِذا صَحَّ هذا فتاءُ سُبْروتٍ زائِدةٌ.

  ومن المَجَاز: أَرضٌ سُبْرُورٌ: لَا نَباتَ بِهَا، وكذَلك سُبْرُوتٌ.

  والسِّبَارُ، ككِتَاب، والْمِسْبَارُ، كمِحْرَاب: ما يُسْبَرُ بِه الجُرْحُ ويُقَدَّرُ به غَوْرُه. قال الشاعر يَصِف جُرْحَها:

  تَرُدّ السِّبَارَ علَى السّابِرِ

  وفي التّهْذِيب: السِّبَار: فَتِيلَةٌ تُجْعَل في الجُرْح، وأَنشد:

  تَرُدُّ على السَّابِرِيّ⁣(⁣٣) السِّبَارَا

  ومن أَمثال الأَساس: «لولا المِسْبَار ما عُرِف غَورُ الجُرْح».

  والإِمامُ أَبو مُحَمَّد عبدُ المَلِك بنُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ مُحَمَّد بنِ الحُسَيْن بنِ محمّد بن فَضَالَةَ السِّبَارِيُّ البُخَارِيّ، إِلى سِبَارَى⁣(⁣٤)، بالكَسْر، قَرْية ببُخارَى، حَدَّثَ بتارِيخ


(١) في الصحاح: «كَمَسِّ».

(٢) هذا قول ابن الفقيه، وقال البشاري: مدينتها: شهرستان، وقال الإصطخري: مدينتها سابور.

(٣) عن التهذيب، وبالأصل «السبارى» وفي اللسان: «السابريّ».

(٤) في اللباب: «سبيري وأسبيري وسباري» وفي معجم البلدان فكالأصل.