تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 499 - الجزء 6

  ومن المَجَاز: السَّجِيرُ: الخَلِيلُ الصَّفِيُّ المُخَالِط الصَّدِيقُ، من سَجَرَت النَّاقَةُ إِذا حَنَّت، لأَنَّ كل واحِدٍ منهما يَحِنّ إِلى صاحبه، كما في الأَساس والبصائر، ج سُجَرَاءُ، كأَمِيرٍ وأُمراءَ.

  والسّاجُورُ: خَشَبَةٌ تُعَلَّق. وقال الزَّمخشريّ. طَوْقٌ من حَدِيد. وقال بعضهم: السَّاجُور: القِلادةُ تُجْعَل⁣(⁣١) في عُنُق الكَلْب. وقد سَجَرَه، إِذا شَدَّهُ بِه، وكُلُّ مَسْجُورٍ في عُنُقِه ساجُورٌ، عن أَبي زَيْد، كسَوْجَرَه، حكاه ابنُ جِنِّي، فإِنه قال: كَلْبٌ مُسَوْجَرٌ، فإِن صَحَّ ذلك فشَاذٌّ نادِرٌ.

  وقال أَبو زيد. كَتبَ الحَجَّاجُ إِلى عامِلٍ له أَن ابْعَثْ إِليَّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً، أَي مُقَيَّداً مَغْلُولاً. قلْت: وزادَ الزمخشريّ: سَجَّرَه⁣(⁣٢) تَسْجِيراً. وقال: كَلْبٌ مَسْجُورٌ ومُسَجَّرٌ ومُسَوْجَرٌ. وقد سَجَرْتُه وسَجَّرْتُه وسَوْجَرْتُه، إِذا طوَّقْتَه السَّاجورَ.

  والسّاجُور: نَهرٌ بمَنْبجَ، ضِفَّتَاه بَسَاتِينُ، ويقال لهما: السَّوَاجِرُ، أَيضاً.

  والسِّجَارُ، ككِتَاب: ة، قُربَ بُخَارَى، وهي التي يقال لها: ججَار⁣(⁣٣)، بجِيمَين، وقد ذَكَرها المُصَنِّف هناك. ومنها أَبو شُعَيْب الوَلِيّ العَابِد المذكور، فكان يَنْبَغِي أَن يُنَبّه على ذلِك، لئلا يَغْتَرّ المُطَالِعُ بأَنَّهما اثْنَتَانِ.

  والسَّوْجَرُ: شَجَرُ، أَو هو شَجَرُ الخِلَاف، يمانِيَةٌ، أَو الصَّواب بالمهملَة، كما سيأْتي.

  والسَّجْوَرِيُّ، كجَوْهَرِيّ: الرَّجُل الخَفِيفُ، حكاه يَعْقُوب، وأَنْشَد:

  جَاءَ يَسُوقُ العَكَرَ الهُمْهُومَا ... السَّجْوَرِيُّ لارَعَى مُسِيمَا

  وصَادَفَ الغَضَنْفَرَ الشَّتِيمَا

  أَو السَّجْوَرِيُّ: الأَحْمَقُ، لخِفَّة عقْلِه.

  وعَيْنٌ سَجْراءُ: خَالَطَت بَيَاضَهَا حُمْرَةٌ أَو زُرْقَةٌ، وهي بَيِّنَةُ السُّجْرَةِ، بالضَّمِّ، والسَّجَرِ، بالتَّحْرِيك وفي التَّهْذِيب: السَّجَرُ والسُّجْرَةُ: حُمْرَةٌ في العَيْن في بَيَاضِها وقال بَعْضُهم: إِذا خالَطَت الحُمْرَةُ الزُّرقَةَ فهي أَيضاً سَجْرَاءُ. وقال أَبو العَبَّاس: اختلَفُوا في السَّجَر في العَيْن. فقال بَعْضُهُم: هي الحُمْرَة في سَوَادِ العَيْن. وقيل: البَيَاضُ الخَفِيفُ في سَوَادِ العَيْن. وقيل: هي كُدْرَةٌ في باطِنِ العَيْن من تَرْكِ الكُحْلِ.

  وفي صِفَةِ علِيٍّ ¥: «كان أَسْجَرَ العَيْنِ»، وأَصلُ السَّجَرِ والسُّجْرَةِ الكُدرَةُ. وفي المُحْكَمِ: السَّجَرُ والسُّجْرَة: أَن يُشْرَبَ سَوَادُ العَيْنِ حُمْرَةً. وقيل: أَن يَضْرِبَ سَوَادُهَا إِلى الحُمْرَة. وقيل: هي حُمْرَةٌ في بياض. وقيل: حُمْرَةٌ في زُرْقَة. وقيل: حُمْرَةٌ يَسيرةٌ تُمازِجُ السَّوَادَ. رَجلٌ أَسْجَرُ وامرأَةٌ سَجْرَاءُ، وكذلِك العَيْن.

  وشَعرٌ مُسَجَّرٌ ومُنْسَجِرٌ ومُسَوْجَرٌ: مُسْتَرْسِلٌ مُرْسَلٌ.

  وقالوا: شَعرٌ مُنْسَجِرٌ ومَسْجُورٌ: مُسْتَرسِلٌ: وشَعرٌ مُسَجَّرٌ: مُرَجَّلٌ.

  وسَجَرَ الشيءَ سَجْراً: أَرْسَلَه.

  والمُسَجَّرُ: الشَّعرُ المُرْسَل. قال الشَّاعر:

  إِذَا مَا انْثَنَى شَعْرُه المُنْسَجِرْ

  وقال آخَر:

  إِذَا ثُنِيَ⁣(⁣٤) فَرْعُها المُسَجَّرْ

  والأَسْجَرُ: الغَدِيرُ الحُرُّ الطِّينِ. قال الحُوَيْدِرَةُ:

  بِغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ

  ويقال: غَدِيرٌ أَسْجَرُ، إِذا كَان يَضْرب ماؤُه إِلى الحُمْرَة، وذلك إِذا كان حَدِيثَ عَهْدٍ بالسماءِ قبْل أَن يَصْفُوَ.

  والأَسْجَرُ: الأَسَدُ، إِمَّا للَوْنِه وإِمّا لحُمْرةِ عَيْنَيْه.

  وتَسْجِيرُ المَاءِ: تَفْجِيرُه حَيْثُ يريد، قاله أَبُو سَعِيد.

  وقال الزَّجّاج: قُرِئَ سُجِرَت وسُجِّرَتْ فسُجِرَت: مُلِئَت. وسُجِّرَت: فُجِّرَت وأَفْضَى بَعْضُها إِلى بعضٍ فصارت بحْراً واحِداً، نقله الصَّاغانِي.

  ومن المَجاز: المُسَاجَرَةُ: المُخَالَّةُ والمُصَادَقَة


(١) اللسان: «توضع» وفي الصحاح فكالأصل.

(٢) الأساس: سجّرت.

(٣) في معجم البلدان «جنجار».

(٤) التهذيب: تثنّى.