تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سردر]:

صفحة 519 - الجزء 6

  إِذَا يَقُولُونَ ما أَشْفَى: أَقُولُ لَهُمْ:

  دُخانُ رِمْثٍ مِنَ التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي

  مِمَّا يَضُمُّ إِلى عُمْرَانَ حَاطِبُه ... من الجُنَيْبَةِ جَزْلاً غيرَ مَوْزُونِ

  الجُنَيْبَة: ثِنْيٌ من التَّسْرِيرِ وأَعْلَى التَّسْرِيرِ لغاضِرَة. وقيل التَّسْرِيرُ وَادِي بَيْضَاءَ بِنَجْد.

  وأَعْطَيْتُكَ سِرَّهُ، أَي خَالِصَهُ، وهو مَجَازٌ.

  ويُقَال: هو في سَرَارَةٍ من عَيْشِه، وهو مَجاز.

  قال الزمخشريّ: وإِذا حُكَّ بَعْضُ جَسَدِه، أَو⁣(⁣١) غَمَزَه فاسْتَلَذّ قيل: هُوَ يَسْتَارُّ⁣(⁣٢) إِلى ذلكَ، وإِنّي لأَسْتَارّ إِلى ما تَكْرَه: أَسْتَلِذُّه، وهو مَجاز.

  واسْتَسَرَّه: بالَغَ في إِخْفَائِهِ، قال:

  إِنَّ العُرُوقَ إِذَا اسْتَسَرَّ بِها النَّدَى ... أَشِرَ النَّبَاتُ بها وطَابَ المَزْرَعُ

  وقَوْلُه تَعَالَى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ}⁣(⁣٣) فَسَّرُوه بالصَّوْمِ والصَّلاةِ والزَّكَاة والغُسْل من الجَنابَةِ.

  وأَبُو سَرَّار، ككَتَّانِ، وأَبو السِّرَارِ، من كُنَاهُم.

  ويقال للرجُل: سِرْسِرْ إِذا أَمَرْتَه بِمَعَالِي الأُمُورِ.

  وقوله تعالى: {وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً}⁣(⁣٤) أَي خَمَّنُوا في أَنْفُسِهِم أَنْ يَحْصُلُوا من بَيْعِهِ بِضَاعَةً.

  وسِرَارُ بنُ مُجَشِّر، قد تقدم في ج ش ر.

  ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ مُعَاوِية بنِ سِرَارِ بنِ طَرِيف القُرْطُبِيّ، ككِتَابٍ، رَوَى عنه ابنُ الأَحْمَرِ وغيرُه، ذكره ابن بَشْكوال.

  * ومما يستدرك عليه:

  [سردر]: سَرْدَرا⁣(⁣٥) بالفتح: قَرْيَةٌ بِبُخارَى، منها: أَبُو عُبَيْدَة أُسَامَةُ بُن مُحَمَّد البُخَارِيّ السَّرْدَرِيّ.

  [سرمر]: وسُرْمار⁣(⁣٦) بالضّم، وقال الرشاطِيّ، عن أَبِي علِيٍّ الغَسّانِيّ عن أَبِي مُحَمَّدٍ الأَصِيلِيّ: بالفَتْحِ، وقيل: بالكَسْرِ: قَرْيَةٌ ببُخَارَى، مِنْهَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاق السُّرْمَارِيّ، حدَّث عن أَبي نُعَيْم وغيرِه.

  [سسنبر]: السِّيسَنْبرُ، بِكَسْرِ السِّينِ الأُولَى وفَتْح الثانية، وبينهما تَحْيتِيَّة، ساكنة وبعدَ النُّونِ السّاكِنَةِ مُوَحَّدَةٌ مفْتُوحَةٌ، أَهمله الجَوْهَرِيّ، وقال أَبو حنيفة: هُوَ الرَّيحَانَةُ التي يُقَالُ لَهَا، النَّمَّامُ، وقال: وقد جرى في كلام العرب، قال الأَعْشَى:

  لَنَا جُلَّسانٌ عِنْدَهَا وبَنَفْسَج ... وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَمَا

  [سطر]: السَّطْرُ: الصِّفُّ من الشَّيْءِ، كالكِتَابِ والشَّجَرِ والنَّخْلِ وغَيْرِه، أَي ما ذكر، وكان الظَّاهِرُ: وغَيْرُهَا، كما في الأُصولِ.

  ج أَسْطُرٌ وسُطُورٌ وأَسْطَارٌ، قال شيخُنَا: ظاهِرُه أَنّ أَسْطَاراً جمعُ سَطْرٍ المفتوح، وليس كذلك؛ لما قَرَّرْنَاهُ غير مَرَّةٍ أَنَّ فَعْلاً بالفتح لا يُجْمَعُ على أَفْعَال في غيرِ الأَلْفَاظِ الثَّلاثَةِ التي ذكرنَاها غير مَرّة، بل هو جَمْعٌ لسَطَرٍ المُحَرَّكِ، كأَسْبَابٍ وسَبَبٍ، فالأَوْلَى تَأْخِيرُه. قلْت: أَو تَقْدِيمُ قولِه: ويُحَرَّكُ، قبلَ ذِكْر الجُموعِ، كما فَعَلَه صاحِبُ المُحْكَم.

  وجج، أَي جَمْعُ الجَمْعِ، أَسَاطِيرُ، ذكر هذه الجُمُوعَ اللّحيانيّ، ما عدا سُطُور.

  ويُقَالُ: بَنَى سَطْراً مِنْ نَخْلٍ، وغَرَسَ سَطْراً، من شَجَر⁣(⁣٧)، أَي صَفًّا، وهو مَجَازٌ.

  والأَصْلُ في السَّطْرِ: الخَطُّ والكِتَابَةُ، قال الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ}⁣(⁣٨) أَي وَمَا تَكْتُبُ المَلَائِكَةُ وسَطَرَ يَسْطُرُ سَطْراً: كَتَبَ.

  ويُحَرَّكُ في الكُلِّ، وعَزاه في المِصْباحِ لبَنِي عِجْل، قال جرير:


(١) الأساس: أو غُمز فاستلذه.

(٢) الأساس: هو يستار ... وإني لأتسارّ ..» ونبه إلى عبارتي الأساس بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) سورة الطارق الآية ٩.

(٤) سورة يوسف الآية ١٩.

(٥) قيدها ياقوت في معجمه: سَرْدَرُ بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة مفتوحة وآخره راء.

(٦) في معجم البلدان: سُرمارَى بضم أوله وسكون ثانيه وبعد الألف راء.

(٧) في التهذيب: يقال: سطر من كُتب، وسطر من شجر مغروس.

(٨) الآية الأولى من سورة القلم.