تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 529 - الجزء 6

  ومُطَرِّفٌ وشُعْبَةُ ويُونُس بن أَبي إِسحاقَ، كذا في تاريخ البخاريّ.

  وعبدُ الله بنُ أَبِي السَّفَرِ، من أَتْبَاعِهِمْ، ذكره الحافظُ في التَّبْصِير، قال: واسم أَبِي السَّفرِ: سَعِيدٌ، قلْت: فهو ابنُ الذي سَبقَ ذِكْره، ولم يُنَبِّه عليه المصنِّف، فليُنَبَّه لذلك.

  وأَبو الأَسْفَرِ: روَى عن أَبِي⁣(⁣١) حَكِيمٍ، وفي التَّبْصِيرِ: عن ابن حَكِيم، عن عَلِيٍّ، ¥، في المَطَر، مَجْهُول لا يعرف.

  قلْت: على ما في نُسْخَتِنَا، يَحْتَمِلُ أَن يكونَ المرادُ بأَبي حَكِيمٍ عبدَ الله بن حَكِيم الكِنَانِيّ؛ فإِنّه يُكْنَى كذلك، وله صُحْبَة، وأَما ابنُ حَكِيم فكَثِيرُونَ، منهم: الصَّلْتُ بن حَكِيم، وزُرَيْقُ بنُ حَكِيم، وإِسماعِيلُ بنُ قَيْسِ بنِ حَكِيم، الذي رَوَى عن ابنِ مَسْعُود، فليُنْظَر ذلك.

  والنَّاقَةُ المُسْفِرَةُ الحُمْرَةِ: هي الَّتِي ارْتَفَعَتْ عن الصَّهْبَاءِ شَيْئاً قليلاً، نقله الصاغانيّ.

  والمُسَفَّرَةُ كمُعَظَّمَة: كُبَّةُ الغَزْلِ، نقله الصاغانيّ.

  وسافَرَ، فلانٌ إِلى بَلَدِ كذا سِفَاراً، بالكسر، ومُسَافَرَةً: مَضَى إِليه، وليس يُرَادُ به معنَى المُشَاركة، كعاقَبَ اللِّصَّ.

  وسافَر فلانٌ: ماتَ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:

  زَعَمَ ابنُ جُدْعانَ بنِ عَمْ ... رٍو أَنَّهُ يَوْماً مُدابرْ

  ومُسَافِرٌ سَفَراً بَعِي ... داً لا يَئُوبُ له مُسَافِرْ

  وانْسَفَرَ مُقَدَّمُ رَأْسِه من الشَّعرِ: انْحَسَرَ.

  وانْسَفَرَت الإِبِلُ أَي ذَهَبَتْ في الأَرضِ.

  والرّياحُ يُسَافِرُ بَعضُها بَعْضاً؛ لأَنّ الصَّبَا تَسْفِرُ، أَي تَكْشِطُ وتُفَرّقُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ، والجَنُوبُ تُلْحِمُه وتَضُمُّه.

  * وممّا يستدرك عليه:

  انْسَفَرَ الغَيْمُ: تَفَرّقَ.

  وسَفَتَ الرِّيحُ التُّرَابَ: ذَهَبَت به كُلَّ مَذْهَب. والمِسْفارُ: النَّاقَةُ القَوِيَّةُ.

  ومُسَافِرَة: البَقَرَةُ، هكذا سَمّاها زُهَيْرٌ في قولِه:

  كخَنْسَاءَ سَفْعَاءِ المِلاطَيْنِ حُرَّةٍ ... مُسَافِرَةٍ مَرْؤُومَةٍ أُمِّ فَرْقَدِ

  ولقيته سَفَراً، وفي سَفَرٍ، أَي عند اسْفِرارِ الشَّمْسِ، كذا حكى بالسّين، وقولُ أَبي صَخْر الهُذَليّ:

  لِلَيْلَى بذاتِ البَيْنِ دارٌ عَرَفْتُهَا ... وأُخْرَى بذاتِ الجَيْشِ آياتُهَا سَفْرُ

  قال السُّكَّرِيُّ: دَرَسَتْ، فصَارَتْ رُسُومُهَا أَغْفَالاً. وقال ابنُ جِنِّي: يَنبَغِي أَن يَكُونَ السَّفْرُ من قولِهِمْ سَفَرَ البَيْتَ: كنَسَه، فكأَنّه من كَنَسْتُ الكِتَابَةَ من الطِّرْسِ.

  ورَجُلٌ مِسْفَارٌ: كثيرُ الأَسْفارِ.

  وبَيْنِي وبينَه مَسَافِرُ بَعِيدَةٌ⁣(⁣٢).

  ومن سَجَعَاتِ الأَساس: رُبَّ رَجُل رَأَيْتُه مُسَفِّراً، ثم رأَيْتُه مُفَسِّراً. أَي مُجَلِّداً.

  وبَقِيَ عليه سَفَرٌ من نَهَار.

  وسَفَرَ شحْمُه: ذهبَ، وهو مَجاز.

  وسافَرَتْ عنه الحُمَّى. وسافَرَتِ الشمُس عن كَبِدِ السّمَاءِ، وهُوَ مِنّي سَفَرٌ، أَي بَعِيدٌ وكل ذلك مَجاز.

  والسِّفَارَةَ: أَن يَرْتَفِعَ⁣(⁣٣) شعرُه عن جَبْهَتِه، نقله الصّاغانيّ.

  وسَفَّارِين، كجَبّارِين: قريةٌ من أَعمال نابُلُس، منها شيخُنَا العلامة أَبو عبدِ الله محمدُ بنُ أَحمد بنِ سالِم الحَنْبَلِيّ الأَثَرِيّ، كتب إِليَّ مَروِيَّاتِه، وأَجازني بها.

  وأَسْفَرايِن، يأْتي في النون، ووَهِمَ من استدركه على المصنّف هنا.

  والمَسْفُور: من أَصابه جَهْدُ السَّفَرِ.

  والتَّسْفِيرَةُ: ما يُسَفَّر به، وجمعه التّسافِيرُ.

  ومُسَافِرُ بنُ أَبي عمر⁣(⁣٤)، من بَنِي أُمَيَّة بنِ عبدِ شَمْس.


(١) في القاموس: «ابن» وعلى هامشه عن نسخة أخرى: «أبي».

(٢) في الأساس: وبيني وبينه مُسافَرٌ بعيد.

(٣) عن التكملة، وبالأصل «أن تقع».

(٤) في جمهرة ابن حزم ص ١١٤: «عمرو».