تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سنبر]:

صفحة 548 - الجزء 6

  والسَّنْدَرَةُ: شَجَرةٌ للقِسِيِّ والنَّبْلِ تُعْمَل منها، ومنه قولهم: سَهْمٌ سَنْدَريٌّ، وقَوْسٌ سَنْدَرِيَّةٌ.

  وقيل: السَّنْدَرَةُ: امرأَةٌ كانَتْ تَبِيعُ القَمْحَ، وتُوفِي الكَيْلَ، وبهذا القولِ جَزَم أَقوامٌ.

  وقال بعضُهُم: اسمُ رَجُلٍ كان يفعل كذلك.

  قال أَبو العَبّاسِ أَحمدُ بن يَحْيَى:

  لم تختلف الرُّواةُ أَنّ هذه الأَبيات لعَلِيّ ¥:

  أَنا الّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كلَيْثِ غَاباتٍ غَلِيظِ القَصَرَهْ

  أَكِيلُكُمْ بالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ

  والمعنَى: أَنّي أَكِيلُكُم كَيْلاً وافِياً والسَّنْدَرِيّ: الجَرِيءُ المُتَشَبِّعُ.

  والسَّنْدَرِيّ: الشَّدِيدُ من كُلِّ شَيْءٍ.

  والسَّنْدَرِيّ: الطَّوِيلُ، كالسَّرَنْدَى في لُغَة هُذَيْل.

  والسَّنْدَرِيّ: الأَسَدُ، لجَرَاءَتِه.

  والسَّنْدَرِيُّ: ضَرْب من السِّهَامِ والنِّصَالِ منسوبٌ إِلى السَّنْدَرَة، وهي شَجَرَةٌ.

  وقِيلَ: السَّنْدَرِيُّ: الأَبْيَضُ من النِّصالِ.

  والسَّنْدَرِيّ بنُ يَزِيدَ الكِلابِيّ، شاعِرٌ، كان مع عَلْقَمَةَ بنِ عُلَاثَةَ، وكان لَبِيدٌ مع عامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ، فدُعِيَ لَبِيد إِلى مهاجاتِه، فَأَبَى، وقال:

  لِكَيْلَا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتِي ... وأَجْعَلَ أَقْوَاماً عُمُوماً عَمَاعِمَا

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ وغيره: السَّنْدَرِيّ: هو مِكْيَالٌ كبيرٌ ضَخْمٌ مثْل القَنْقَل، والجُرَاف، وبه فَسَّروا قولَ سَيِّدنا عليّ، أَي أَقْتُلُكُم قَتْلاً واسعاً كثيراً ذَرِيعاً، وَجَمَع القُتَيْبِيّ بينهما فقال: يحتمل أَن يكون مِكْيَالاً اتُّخِذَ من السَّنْدَرَةِ، وهي الشَّجرة التي تُعْمَل منها القِسِيّ والسِّهام.

  والسَّنْدَرِيّ: الضَّخْمُ العَيْنَيْنِ.

  والسَّنْدَرِيّ: الجَيِّدُ، والرَّدِئُ، ضِدٌّ.

  والسَّنْدَرِيّ: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ، قال أَعرابيٌّ: تَعَالَوْا نَصِيدها زُرَيْقَاءَ سَنْدَرِيَّة، يُرِيدُ طائِراً خالِصَ الزُّرْقَة.

  والسَّنْدَرِيّ: الأَزْرَقُ من الأَسِنّة يقال: سِنَانٌ سَنْدَرِيٌّ، إِذا كان أَزْرَقَ حَدِيداً.

  والسَّنْدَرِيُّ: المُسْتَعْجِلُ من الرّجال في أَمورِه، الجادُّ فيها.

  والسَّنْدَرِيُّ: المُوتَرَةُ المُحْكَمَةُ من القِسِيِّ، قال الهُذَلِيّ، وهو أَبو جُنْدَب⁣(⁣١):

  إِذا أَدْرَكَتْ أُولاتُهم أُخْرَياتِهِم ... حَنَوْتُ لهم بالسَّنْدَرِيّ المُوَتَّرِ

  منسوبٌ إِلى السَّنْدَرَةِ، أَعني الشَّجَرَةَ التي عُمِل منها هذا القَوْس.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  السَّنْدَرَةُ: الجَراءَةُ.

  ورجُلٌ سِنَدْرٌ، كسِبَحْلٍ: جَرِيءٌ في أَمْرِه لا يَفْرَقُ من شَيْءٍ.

  والسَّنْدَرَةُ: الحِدَّةُ في الأُمورِ والمَضَاءُ.

  وفي نوادِرِ الأَعراب: السَّنادِرَةُ والسَّبَادِنَةُ⁣(⁣٢): الفُرَّاغُ، وأَصحابُ اللهْوِ والتَّبَطُّلِ، وأَنشد:

  إِذا دَعَوْتَنِي فقُلْ يا سَنْدَرِي ... للقَوْمِ أَسْمَاءٌ ومالِي مِنْ سَمِي

  قلت: وذَكره المصنِّفُ في س ب د ر، وقد تقدّم، والصوابُ ذكره هنا.

  واستدرك شيخنا:

  سَنْدَر: مَوْلَى رسول الله ، ذَكَرَه أَهلُ السِّيَر. قلت: هو أَبو عبدِ الله مولَى زِنْباعٍ الجُذَامِيّ، أَعتقه النّبيّ .

  وفاته: سَنْدَر أَبو الأَسْوَدِ، رَوَى عنه أَبو الخَيْر اليَزَنِيّ حدِيثاً واحداً من طريقِ ابنِ لَهِيعَة.

  وبنو سَنْدَر: قوم من العَلَوِيِّين.


(١) اللسان: أبو الجندب؛ بألف ولام.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: السبادنه، كذا بخطه، وعبارة القاموس في مادة سبد: والسبندى: الطويل والجريء من كل شيء، والنمر، والجمع: سباند وسباندة أو هي الفرّاع وأصحاب اللهو والتبطل. قال الشارح هناك: كالسبادرة كما سيأتي اه».