تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الراء

صفحة 562 - الجزء 6

  وقيل: بُرُودٌ يُخالِطُهَا حَرِيرٌ، ويقال: ثَوْبٌ مُسَيَّرٌ: وَشْيُه مثْلُ السُّيُورِ.

  ومُسَيَّرٌ: اسم جماعةٍ، منهم: أَبُو الزَّعْرَاءِ يَحْيَى بنُ الوَلِيدِ بنِ المُسَيَّر الطّائِيّ، عن مُحِلّ بنِ خِلِيفَة، وعنه ابنُ مَهْدِيّ وزيدُ بنُ الحُبَابِ.

  ومُسَيَّرُ القَرْعِ: حَلْوَاءُ، معروف.

  ومن المَجَاز: تَسَيَّرَ جِلْدُه، إِذا تَقَشَّرَ وصار شبْهَ السُّيُور.

  واسْتَارَ: امْتَارَ، قال الرّاجز:

  أَشْكُو إِلى الله العَزِيزِ الغَفَّارْ ... ثمَّ إِلَيْكَ اليومَ بُعْدَ المُسْتَارْ

  ويقال: المُسْتَارُ في هذا البَيتِ مُفْتَعَلٌ من السَّيْرِ.

  ويقال: اسْتَارَ بسِيرَتِه، إِذا اسْتَنَّ بسُنَّتِه وطِرِيقَتِه.

  وسَيَرٌ، كجَبَل، هكذا ضبطَه الصّاغانيّ وغيره، وضبطه ابنُ الأَثِير وغيرُه بفتح السين وتشديد الباءِ الموحَّدَةِ⁣(⁣١) المكسورة: ع

  وهو كَثِيبٌ بينَ بَدْرٍ والمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ قَسَمَ فيه النبيّ غَنَائِمَ بَدْرٍ، وسبق في س ب ر أَيضاً أَنّ سَبِّرَ كَثيبٌ بين بَدْرٍ والمدينةِ، كما ذكره الصاغانيّ هناك أَيضاً، فهما مَوضِعان، أَو أَحَدُهما تصحيفٌ عن الآخر، فتأَمّلْ.

  * ومما يستدرك عليه:

  تَسايَرَ عن وَجْهِه الغَضَبُ: سارَ وزَالَ، وهو مَجاز، وقد جاءَ ذلك في حدِيثِ حُذَيْفَة.

  وسايَرَهُ مُسَايَرَةً: جارَاه، وتَسَايَرَا.

  وبينهما مَسِيرَةُ يَوْمٍ.

  وسَيَّرَه من بَلَدِه: أَخْرَجَه وأَخْلاه. وسايَرَهُ: سارَ معه.

  وفلانٌ لا تُسَايِرُ خُيَلاهُ، إِذا كان كَذّابًا.

  وقولهم: سِرْ عَنْكَ، أَي تَغَافَلْ واحتَمِلْ، وفيه إِضْمارٌ، كأَنّه قال: سِرْ ودَعْ عنْكَ المِراءَ والشّكّ.

  وسَيَّرَ السّهمَ: جعل فيه خُطُوطاً.

  وعُقَابٌ مُسَيَّرةٌ: مُخطَّطَة.

  وثَعْلَبَةُ بنُ سَيّار، له ذِكْرٌ، وإِيّاه عنَى الشاعر - قال ابن بَرِّيّ هو المُفَضَّل النُّكْرِيّ -:

  وسائِلَة بثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ... وقد عَلِقَتْ بثَعْلَبَةَ العَلُوقُ

  جَعَلَه سَيْراً للضرورة، نقله الجَوْهَرِيّ في «ع ل ق» وسيأْتي.

  ومَنْزِلَةُ سَيّار: قَرْيَة بمصر، من حَوْفِ رَمْسِيسَ.

  ومَسِير الكوم، ومُنْيَة مَسِير، ومَحَلّة مَسِير: قُرَّى بالغربية من مصر.

  ومُسَيّر: قرية أُخرى بالأُشْمُونَيْنِ.

  والصّاحبُ فَلَكُ الدّين بن المَسيريّ وزَير الأَشْرَفِ، مشهورٌ.

  وعبد الرزّاق بن يعقوب المسيري، رَحَلَ وأَدركَ السِّلفِيّ.

  واستدرك صاحب النّاموس هنا سَارَة، قال: وتُشَدَّد راؤُه، وأَنه اسم سُرِّيَّة إِبراهِيمَ الخَلِيلِ أُمِّ إِسماعيلَ⁣(⁣٢)، @.

  قلت: وقد رَدّه شيخُنا من أَوجه ثَلَاثة، وكفانَا المُؤْنَةَ في ذلك، ولكنه لم يُنَبِّه أَنّ الصوابَ استدراكه في مادة س ور - كما فعله الصّاغانِيّ وغيره.

  ويستدرك عليه أَيضاً:

  سَيْسَر، كحَيْدَر، وهو جَدُّ أَبي الفَضْل أَحمدَ⁣(⁣٣) بنِ إِبراهِيمَ بن سَيْسَر البُوشَنْجِيّ حدّثَ ببغدادَ عن ابن عُيَيْنَةَ وأَنَسِ ابنِ عِياض، وعنه وَكِيعٌ القَاضِي.


(١) كذا، وفي النهاية: وتشديد الياء المكسورة. وتبعه صاحب اللسان، وفي معجم البلدان (سير) قال: والذي صح عندي في هذا الاسم من بعد الاجتهاد: سير بفتح سينه ويائه وتخفيفها.

(٢) كذا، وأم إسماعيل هي هاجر، أما سارة فهي أم إسحاق.

(٣) في اللباب (السيسري): محمد.