تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الراء

صفحة 36 - الجزء 7

  قال: بُجْحاً: مُعْجَبَات بمكانهِنّ، والأَصْلُ بُجُحٌ، بضمّتَيْن. قلْت: وقال البُرَيْقُ:

  فحَطَّ الشَّعْرَ من أَكنافِ شَعْرٍ ... ولم يَتْرُكْ بِذِي سَلْعٍ حَمَارَا⁣(⁣١)

  وفَسَّرُوه أَنّه جَبَل لبَنِي سُلَيْم.

  والشَّعْرَانُ بالفَتْح: رِمْثٌ أَخْضَرُ، وقيل: ضَرْبٌ من الحَمْضِ أَغْبَرُ، وفي التَّكْمِلَة: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر يَضْرِبُ إِلى الغُبْرَةِ. وقال الدِّينَوَرِيّ: الشَّعْرانُ: حَمْضٌ تَرْعاه الأَرانِبُ، وتَجْثِمُ فيه، فيُقَال: أَرْنَبٌ شَعْرَانِيَّة، قال: وهو كالأُشْتَانَةِ⁣(⁣٢) الضَّخْمَة، وله عِيدَانٌ دِقاقٌ نَرَاه من بَعِيدٍ أَسْوَدَ، أَنشدَ بعضُ الرُّوَاة:

  مُنْهَتِكُ⁣(⁣٣) الشَّعْرَانِ نَصّاخُ العَذَبْ

  والعَذَبُ: نَبْتٌ.

  وشَعْرَانُ: جَبَلٌ قُرْبَ المَوْصِلِ وقال الصّاغانيّ: من نَوَاحِي شَهْرَزُورَ، من أَعْمَرِ الجِبَالِ بالفَوَاكِه والطُّيُور، سُمِّيَ بذلك لكَثْرَةِ شَجَرِه⁣(⁣٤)، قال الطِّرِمّاحُ:

  شُمُّ الأَعَالِي شائِكٌ حَوْلَهَا ... شَعْرَانُ مُبْيَضٌّ ذُرَا هامِها

  أَرادَ شُمٌّ أَعالِيهَا.

  وشُعْرَانُ، كعُثْمَانَ، ابنُ عَبْدِ الله الحَضْرَمِيّ، ذكره ابنُ يُونُسَ، وقال: بَلَغَنيِ أَنّ له رِوَايَةً، ولمْ أَظْفَرْ بها، تُوُفِّي سنة ٢٠٥.

  وشُعَارَى، ككُسَالَى: جَبَلٌ، ومَاءٌ باليَمَامَةِ، ذكرَهُمَا الصّاغانيّ⁣(⁣٥).

  والشَّعَرِيّاتُ، محرّكةً: فِرَاخُ الرَّخَمِ.

  والشَّعُورُ، كصَبُورٍ: فَرَسٌ للحَبَطَاتِ حَبَطاتِ تَمِيمٍ، وفيها يقولُ بعضُهم:

  فإِنّي لَنْ يُفارِقَنِي مُشِيحٌ ... تَرِيعٌ بين أَعْوَجَ والشَّعُورِ

  والشُّعَيْراءُ، كالحُمَيْرَاءِ: شَجَرٌ، بلغة هُذَيْل، قاله الصّاغانِيّ.

  والشُّعَيْرَاءُ: ابنَةُ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ. هي أُمُّ قَبِيلَةٍ وَلَدَتْ لبَكْرِ بنِ مُرٍّ، أَخي تَمِيمِ بنِ مُرّ، فهم بنو الشُّعَيْرَاءِ. أَو الشُّعَيْرَاءُ: لقَبُ ابنِهَا بَكْرِ بنِ مُرٍّ، أَخي تَمِيمِ بنِ مُرٍّ.

  وذُو المِشْعَارِ: مالِكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدَانِيّ، هكذا ضبَطَه شُرّاحُ الشِّفَاءِ، وقال ابنُ التِّلِمْسَانِيّ: بشين معجمة ومهملة، وغين معجمة ومهملة. وفي الرَّوْضِ الأَنُفِ أَنّ كُنْيَةَ ذِي المِشْعَارِ أَبو ثَوْرِ الخارِفِيّ، بالخاءِ المعجمة والراءِ، نسبة لخَارِفٍ، وهو مالِكُ بنُ عبد الله، أَبو قَبِيلة من هَمْدانَ، صَحابيّ، وقال السُّهَيْلِيّ: هو من بَنِي خارِفٍ أَو من يَامِ بنِ أَصْبَى⁣(⁣٦) وكلاهما من هَمْدان.

  وذو الْمِشْعارِ: حَمْزَةُ بنُ أَيْفَعَ بن رَبِيبِ بن شَرَاحِيل بنِ ناعِط النّاعِطِيّ الهَمْدانِيُّ، كانَ شَرِيفاً في قومِه، هاجَرَ من اليمنِ زَمَنَ أَميرِ المُؤمِنين عُمَرَ بنِ الخَطّابِ، ¥، إِلى بلادِ الشّامِ، ومعه أَربعةُ آلافِ عَبْدٍ، فأَعْتَقَهُم كُلَّهُم، فانْتَسَبُوا بالولاءِ في هَمْدانَ القَبِيلَةِ المشهورةِ.

  والمُتَشاعِرُ: مَنْ يُرِى [من]⁣(⁣٧) نَفْسِه أَنّه شاعِر وليس بشاعِرٍ، وقيل: هو الذي يَتَعَاطَى قولَ الشِّعْرِ، وقد تقدّم في بيان طَبَقَاتِ الشُّعَراءِ، وأَشَرْنا إِليه هناك، وإِعادَتُه هنا كالتَّكْرارِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  قولك للرَّجُلِ: استَشْعِرْ خَشْيَةَ اللهِ، أَي اجَعَلْه شِعَار قَلْبِك.

  واستَشْعَرَ فُلانٌ الخَوْفَ، إِذا أَضمَرَه، وهو مَجاز.

  وأَشْعَرَه الهَمَّ، وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً، أَي غَشِيَه به، ويقالُ: أَشْعَرَه الحُبُّ مَرَضاً، وهو مَجاز.

  واسْتَشْعَرَ خَوْفاً.


(١) صدره في معجم البلدان:

يحط العصم من أكناف شعر

وضبطت فيه بكسر الشين في شعر.

(٢) في التكملة: وهو الأشنانة.

(٣) التكملة: مُنبتك.

(٤) في معجم البلدان: لكثرة نباته.

(٥) ومثله ورد في معجم البلدان عن الحفصي.

(٦) عن جمهرة ابن حزم وبالأصل «أصغر» وانظر تمام نسبه في أسد الغابة.

(٧) سقطت من الأصل وأثبتت من القاموس.