تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شغفر]:

صفحة 42 - الجزء 7

  أَو هي القَانِعَةُ من النّكاحِ بأَيْسَرِه، وهي نَقِيضُ القَعِرَة⁣(⁣١) والقَعِيرَة.

  وشَفَرَهَا شَفْراً: ضَرَبَ شُفْرَها في النّكاحِ.

  وشَفِرَت، كفَرِحَ، شَفَارَةً: قَرُبَتْ شَهْوَتُها أَو أَنْزَلَتْ.

  ومن المَجاز: يُقَال: ما بالدّارِ شَفْرَةٌ، كحَمْزَة، وشَفْرٌ، بغير هاءٍ، وشُفْرٌ، بالضّمّ، أَي أَحَدٌ.

  وقال الأَزْهَرِيّ: بفتح الشين، قال شَمِرٌ: ولا يَجُوز شُفْرٌ بضمّها، فالذي في المُحْكَمِ والتَّهْذِيب والأَساسِ وغيرها من الأُمَّهَات: شُفْرٌ وشَفْر، وأَما شَفْرَةٌ فَرَوَاه الفَرّاءُ، ونقله الصّاغانيّ.

  وقال اللِّحْيَانيّ: ما بالدّار شُفْرٌ، بالضّمّ، لغة في الفَتْح، وقد جاءَ بغيرِ حَرْفِ النفْي، قال ذو الرُّمَّةِ:

  تَمُرّ لنا الأَيّامُ ما لَمَحَتْ لنَا ... بَصِيرَةُ عَيْنٍ مِنْ سَوانَا عَلَى شَفْرِ⁣(⁣٢)

  أَي تَمُرْ بنا، أَي ما نَظَرَتْ عَيْنٌ منّا إِلى إِنسان سِوانا، ويُرْوَى «إِلى سَفْرِ»، يريد المُسَافِرِينَ، وأَنشد شَمِرٌ:

  رَأَتْ إِخْوَتِي بَعْدَ الجَمِيع تَفَرَّقُوا ... فَلَمْ يَبْقَ إِلّا واحِدٌ منهم شَفْرُ

  والمِشْفَرُ، بالكسر، للبَعِيرِ، كالشَّفَةِ لَكَ، ويفتح، وفي الصّحَاح: والمِشْفَرُ من البَعِيرِ كالجَحْفَلَةِ من الفَرَسِ، ج مَشَافِرُ، وقد يُسْتَعْمَلُ في النّاس على الاستعارة، وكذا في الفَرَسِ، كما صَحّ به الجَوْهَرِيُّ حيث قال: ومَشافِرُ الفَرَسِ⁣(⁣٣) مُسْتَعَارَةٌ منه.

  وقال اللِّحْيَانِيّ: إِنّه لَعَظِيمُ المَشَافِرِ، يقال ذلك في النّاسِ والإِبِلِ، قال: وهو من الواحِدِ الذي فُرِّق فجُعِلَ كلُّ واحدٍ منه مِشْفَراً، ثم جُمِعَ، قال الفَرَزْدَقُ:

  فلو كُنْتَ ضَبِّيّاً عَرَفْتَ قَرابَتِي ... ولكِنَّ زِنْجِيًّا عَظِيمَ المَشَافِرِ

  وقال أَبو عُبَيْد: إِنّمَا قيل: مَشَافِرُ الحَبَشِ⁣(⁣٤) تَشْبِيهاً بمشافِرِ الإِبِلِ.

  والمِشْفَرُ: المَنْعَةُ والقُوَّةُ.

  والمِشْفَرُ: الشِّدَّةُ والهَلَاكُ، وبه يُفَسَّر ما قاله المَيْدَانِيّ: «تَرَكْتُه على مِشْفِرِ الأَسَدِ»، أَي عُرْضَةً للهَلاكِ، وهذا قد استدركه شيخُنَا.

  والمِشْفَرُ: القِطْعَةُ من الأَرْضِ.

  والمِشْفَرُ: القِطْعَةُ من الرَّمْلِ، وكلاهما على التّشْبِيه.

  ووفي المَثَل: «أَراكَ بَشَرٌ ما أَحَارَ مِشْفَرٌ»، أَي أَغْناكَ الظّاهِرُ عن سُؤالِ البَاطِنِ، وأَصلُه في البعيرِ، وذلك لأَنَّكَ إِذا رَأَيْتَ بَشَرَه سَمِيناً كانَ أَو هَزِيلاً اسْتَدْلَلْتَ به على كَيْفِيَّةِ أَكْلِه.

  والشَّفِيرُ، كأَمِيرٍ: حَدُّ مِشْفَرِ البَعِيرِ.

  والشَّفِيرُ من الوادِي: حَرْفُه وجانِبُه ومنه شَفِيرُ جَهَنّمَ، أَعاذَنَا الله تعالى منها.

  وقيل: الشَّفِيرُ: نَاحِيَةُ الوَادِي من أَعْلَاه، كشُفْرِه، بالضَّمّ، وشَفِيرُ كُلِّ شَيْءٍ: حَرْفُهُ، وحَرْفُ كُلِّ شَيْءٍ شُفْرُه، وشَفِيرُه، كالوادِي ونحوِه.

  والشَّنْفَرَى:، مفتوحٌ مَقْصُورٌ: اسمُ شاعِرٍ من الأَزْدِ، وهو فَنْعَلَى⁣(⁣٥)، وكان من العَدّائِينَ، وفي المَثَلِ: «أَعْدَى مِنَ الشَّنْفَرَى» وسيأْتي للمصَنّف في شنفر، وقد سَقَطَ من بعض النُّسَخِ من قوله «والشَّنْفَرَى» إِلى قوله «فَنْعَلَى».

  وشَفَّرَ المَالُ تَشْفِيراً: قَلَّ وذَهَبَ عن ابن الأَعْرَابيّ، وأَنشدَ لشاعِرٍ يَذكُر نِسْوَةً:

  مُولَعاتٌ بَهاتِ هَاتِ فإِنْ شَفَّ ... رَ مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلَاعَا

  قلْت: هو إِسماعِيلُ بن عَمّار؛ ومنه شَفَّرَت الشَّمْسُ تَشْفِيراً، إِذا دَنَتْ للغُرُوبِ تشْبِيهاً بالذي قَلَّ مالُه وذَهَبَ⁣(⁣٦).


(١) امرأة قعرة كفرحة: بعيدة الشهوة. قاموس.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تمرّ لنا، هكذا في التكملة، وفي اللسان: تمرّ بنا، وقوله: على شفر، الذي في التكملة: إلى شفر، وهو المناسب لقوله بعد: إلى إنسان» وفي التهذيب: إلى شفر.

(٣) في الصحاح: ومشافر الحبشيّ.

(٤) عن التهذيب، وبالأصل «الجيش».

(٥) قوله: «والشنفرى اسم شاعر من الأزد فنعلى» سقطت هذه العبارة من القاموس المطبوع الذي بين يدي.

(٦) التهذيب: وقال الشاعر يذكر نساءً بالنهم والطلب.