تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الراء

صفحة 63 - الجزء 7

  ويقال: اشْتَارَت الإِبِلُ، إِذا لبِسَهَا شَيْءٌ من السِّمَنِ، وسَمِنَتْ بعْضَ السِّمَنِ.

  ويُقَال: أَخَذَت الدّابَّةُ مِشْوَارَهَا ومَشَارَتَهَا، إِذَا سَمِنَتْ وحَسُنَتْ هَيْئَتُهَا.

  وقال أَبو عَمرو: المُسْتَشِيرُ: السَّمِينُ.

  واسْتَشارَ البَعِيرُ، مثْلُ اشْتَارَ، أَي سَمِنَ، وكذلك المُسْتَشِيطُ.

  والخَيْلُ شِيَارٌ، أَي سِمَانٌ حِسَان الهَيْئَةِ، يقال: فَرَسٌ شَيِّرٌ، وخَيْلٌ شِيَارٌ، مثْل جَيِّدٍ وجِيَادٍ.

  ويقال: جاءَت الإِبِلُ شِيَاراً، أَي سِمَاناً حِساناً، وقال عَمْرُو بنُ مَعْدِي كَرِبَ:

  أَعَبَّاسُ لوْ كانَتْ شِيَاراً جِيَادُنَا ... بتَثْلِيثَ ما نَاصَبْتَ بَعْدِي الأَحَامِسَا

  وشَارَهَا يَشُورُهَا شَوْراً، بالفَتْح، وشِوَاراً⁣(⁣١) ككِتَابٍ، وشَوَّرَهَا تَشْوِيراً، وأَشارَهَا - عن ثعلب، قال: وهي قليلة -: كلُّ ذلك رَاضَهَا أَو رَكِبَهَا عند العَرْض على مُشْتَرِيهَا، وقيلَ: عَرَضَها للبَيْعِ، أَو بَلاهَا، أَي اخْتَبَرها يَنْظُرُ ما عندَهَا، وقيلَ: قَلَّبَهَا، وكذا الأَمَةُ، يقال: شُرْتُ الدّابَّةَ والأَمَةَ أَشُورُهُمَا شَوْراً، إِذا قَلَّبْتَهما، وكذلك شَوَّرْتُهما وأَشَرْتُهُمَا، وهي قَليلَةٌ.

  والتَّشْوِيرُ: أَن تَشُورَ الدَّابَّةَ تَنْظُرُ كيف مِشْوارُها، أَي كيف سِيرَتُها.

  وشُرْتُ الدّابَّةَ شَوْراً: عرَضْتهَا على البَيْعِ، أَقْبلْت بها وأَدْبَرْت، وفي حديث أَبي بكر: «أَنّه رَكِبَ فَرَساً لِيَشُورَهُ» أَي يَعْرِضَه، يقال: شارَ الدّابَّةَ يَشُورُهَا، إِذا عَرَضَها لتُبَاعَ، وحديث أَبي طَلْحَةَ: «أَنّه كان يَشُورُ نَفْسَه بينَ يَديْ رسُولِ اللهِ »، أَي يَسْعَى⁣(⁣٢) ويَخِفُّ، يُظْهِرُ بذلك قُوَّتَه.

  ويقال: شُرْتُ الدَّابَّةَ، إِذَا أَجْرَيْتَهَا لتَعْرِفَ قُوَّتَهَا. واسْتَشارَ الفَحْلُ النّاقَةَ، إِذا كَرَفَهَا فَنَظَرَ إِليها أَلَاقِحٌ هي أَمْ لا، كاشْتارَهَا، قاله أَبو عُبَيْد⁣(⁣٣)، قال الرّاجزُ:

  إِذا اسْتَشَارَ العَائِطَ الأَبِيَّا

  واسْتَشارَ فُلانٌ: لَبِسَ شَارَةً، أَي لِبَاساً حَسَناً.

  وقال أَبو زَيْدٍ: اسْتَشَار أمْرُهُ إِذا تبَيَّنَ واستَنَارَ.

  والمُسْتَشِيرُ: مَنْ يَعْرِفُ الحَائِلَ مِن غَيْرِهَا، وهو مَجَاز، وفي التَّهْذِيبِ الفَحْلُ الذي يَعْرِف الحائِلَ مِن غَيْرِها، عن الأُمَوِيّ، قال:

  أَفَزَّ عَنْهَا⁣(⁣٤) كُلَّ مُسْتَشِير ... وكلَّ بَكْرٍ دَاعِرٍ مِئْشِيرِ

  مِئْشِير: مِفْعِيل من الأَشَرِ.

  والشّوارُ، مُثَلَّثةً، الضَّمُّ عن ثعلب: مَتاعُ البَيْتِ، وكذَلك الشَّوارُ والشِّوارُ، لمَتَاعِ الرّحْلِ بالحاءِ، كما في الصّحاح.

  والشَّوَارُ، بالفَتْح: ذَكَرُ الرَّجُلِ، وخُصْياهُ واسْتُه، وفي الدُّعاءِ: أَبْدَى الله شَوَارَهُ، أَي عَوْرَتَه، وقيل: يَعنِي مَذاكِيره.

  والشَّوَارُ: فَرْجُ الرّجُلِ والمَرْأَةِ، كما في الصّحاح.

  ومنه قيل: شَوَّرَ بِهِ، كأَنَّه أَبْدَى عَوْرَتَه.

  وقيل: شَوَّرَ بِهِ: فَعَلَ به فِعْلاً يُسْتَحْيَا مِنْهُ، فتَشَوَّرَ هو، حَكَاهَا يَعْقُوبُ وثَعْلَبٌ.

  قال يعقوب: ضَرِطَ أَعرابيٌّ فتَشَوَّرَ، فأَشَارَ بإِبْهامِه نَحْوَ اسْتِه وقال: إِنّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً. وكَرِهَها بعضُهم وقال: ليْسَتْ بعَرَبِيّة.

  وقال اللِّحْيانِيّ: شَوَّرْتُ الرّجُلَ وبالرَّجُلِ، فتَشَوَّرَ، إِذا خَجَّلْتَه فخَجِلَ، وقد تَشَوَّر الرَّجُلُ.

  وشَوَّرَ إِليهِ بِيَدِه: أَوْمَأَ، كأَشَارَ، عن ابن السِّكِّيتِ، ويَكُونُ ذلك بالكَفِّ والعَيْنِ والحاجِبِ، أَنشد ثَعْلَبٌ:

  نُسِرُّ الهوى إِلّا إِشارَةَ حاجِبٍ ... هُناكَ، وإِلّا أَنْ تُشِيرَ الأَصَابِعُ


(١) عن القاموس، وبالأصل «وشورا» وما أثبتناه يوافق اللسان وتنظير الشارح «ككتاب».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أي يسعى، عبارة اللسان: أي يعرضها على القتل، والقتل في سبيل الله بيع النفس، وقيل: يشور نفسه أي يسعى الخ».

(٣) لفظ أبي عبيد كما في اللسان: كرف الفحل الناقة وشافها واستشارها بمعنى واحد.

(٤) في التهذيب: «أقرَعْتُها» وفي الصحاح واللسان فكالأصل.