تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صير]:

صفحة 117 - الجزء 7

  وصِرْتُ إِلى فُلانٍ مَصِيراً، كقوله تعالى: {وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ}⁣(⁣١) قال الجَوْهَرِيّ: وهو شاذٌّ، والقياسُ مَصَارٌ، مثْل مَعَاشٍ.

  وصَيَّرْتُه أَنا كذا، أَي جَعَلْتُه.

  والمَصِيرُ: المَوْضِعُ الذي تَصِيرُ إِليه المِيَاهُ.

  والصِّيرُ بالكسرِ: الماءُ يَحْضُرُهُ الناسُ⁣(⁣٢).

  وصارَهُ الناسُ: حَضَرُوهُ، ومنه قَول الأَعْشَى:

  بما قد تَرَبَّعَ رَوْضَ القَطَا ... وَرَوْضَ التَّنَاضِبِ حتى تَصِيرَا

  أَي حتّى تَحْضُرَ المِيَاهَ، وفي حديثِ: عَرْضِ النّبيّ نَفْسَه على القَبَائِل: «فقال المُثَنَّى بنُ حارِثَةَ: إِنّا نَزَلْنَا بين صَيْرَيْنِ: اليَمَامَةِ والسَّمَامَةِ، فقال رسولُ الله : وما هذانِ الصَّيْرَانِ؟ قال: مِيَاهُ العَرَبِ وأَنهارُ كِسْرَى» ويروى: «بين صَيْرَتَيْنِ» وهي فَعْلَةٌ منه⁣(⁣٣).

  قال أَبو العَمَيْثَل: صارَ الرجلُ يَصِيرُ، إِذَا حضَرَ الماءَ، فهو صائِرٌ.

  والصِّيرُ: مُنْتَهَى الأَمْرِ وعاقِبَتُه وما يَصِيرُ إِليه، ويُفْتَحُ، كالصَّيُّورِ، كتَنُّور، وهو لغة في الصَّيُّورَةِ، بزيادة الهاءِ، وهو فَيْعُول من صار، وهو آخِرُ الشيْءِ ومُنْتَهَاه وما يَئُولُ إِليه، كالمَصِيرَةِ.

  والصِّيرُ: النّاحِيَةُ مِن الأَمْرِ، وطَرَفُه، وأَنا على صِيرٍ من أَمْرِ كذا، أَي على ناحِيَةٍ⁣(⁣٤) منه.

  والصِّيرُ: شَقُّ البابِ وخَرْقُه، ورُوِيَ أَنَّ رجلاً اطَّلَعَ من صِيرِ بابِ النبِيِّ ، وفيه الحديث: «من اطَّلَع مِن صِيرِ بابٍ ففُقِئَتْ عَيْنُه فهي هَدَرٌ»، قال أَبو عُبَيْد: لم يُسْمَع هذا الحرْفُ إِلّا في هذا الحديثِ. و يُرْوَى أَنّ رَجُلاً مَرَّ بعَبْدِ الله بن سالِم ومعه صِيرٌ، فلَعِقَ منه⁣(⁣٥)، ثم سَأَل: كيف تُبَاع؟

  وتفسيرُه في الحَدِيثِ أَنّه الصَّحْنَاةُ نَفْسُه أَو شِبْهُهَا، قال ابن دُرَيْد: أَحْسَبه سرْيَانِيّاً، قال جرير يَهْجُو قوماً:

  كانُوا إِذا جَعَلُوا في صِيرِهِمْ بَصَلاً ... ثمّ اشْتَوَوْا كَنَعْداً من مالِح جَدَفُوا

  هكذا أَنشده الجوْهَرِيّ، قال الصّاغانيّ والرّواية:

  واسْتَوْسَقُوا مالِحاً من كَنْعَدٍ جَدفُوا

  والصِّيرُ: السُّمَيْكاتُ المَمْلُوحَةُ التي تُعْمَلُ* منها الصَّحْناةُ، عن كُرَاع وفي حديثِ المَعَافِريّ: «لعلَّ الصِّيرَ أَحَبُّ إِليكَ من هذا».

  والصِّيرُ: أُسْقُفُّ اليَهْودِ، نقله الصاغانيّ.

  والصِّيرُ: جَبَلٌ بأَجَأَ ببِلادِ طَيِّئٍ فيه كُهوف شِبْهُ البُيوتِ، وبه فَسّر ابنُ الأَثير الحديثَ أَنّه قال لعلِيّ: «أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذا قُلْتَهُنَّ، وعَلَيْكَ مِثْلُ صِيرٍ غُفرَ لَكَ» ويروَى «صُور» بالواو.

  والصِّيرُ أَيضاً: جَبَلٌ بينَ سِيرَافَ وعُمَانَ على السّاحِلِ.

  والصِّيرُ: ع: بنَجْدٍ، يقال له: صِيرُ البَقَرِ⁣(⁣٦).

  والصِّيرَةُ، بهاءٍ: حَظِيرَةٌ للغَنَمِ والبَقَرِ، تُبْنَى من خَشَبٍ وأَغصانِ شَجَرٍ وحِجارة كالصِّيَارَةِ، بالكسر أَيضاً، ونَسَبَ ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٧) الأَخِيرَةَ إِلى البَغْدَادِيِّين، وأَنشدوا:

  مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ ... المَرْءَ لم يُخْلَقْ صِيَارَهْ

  ج صِيرٌ، وصِيَرٌ، الأَخِير بكسر ففتح، قال الأَخْطَلُ:

  واذْكُرْ غُدَانَةَ عِدَّاناً مُزَنَّمَةً ... من الحَبَلَّقِ تُبْنَى فَوْقَها الصِّيَرُ

  ومنه الحديث: «ما مِنْ أَحَدٍ إِلّا وأَنا أَعْرِفُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، قالُوا: وكَيْفَ تَعرِفُه⁣(⁣٨) مع كثرةٍ الخَلائِقِ؟ قال: أَرأَيْتَ لو


(١) سورة آل عمران الآية ٢٨.

(٢) لفظة الناس أخذها الشارح عن اللسان حول بها المعنى إلى البناء المعلوم، والعبارة في القاموس: (والصير بالكسر الماءُ يُحْضَرُ) بالبناء للمجهول.

(٣) ضبطت الألفاظ الثلاث «صيرين ... الصيران وصيرتين» في النهاية واللسان بكسر الصاد فيها، بالقلم. وزيد فيهما: ويروى: بين: صَرَيَيْن تثنية صرًى.

(٤) التهذيب: طرفٍ منه.

(٥) في الصحاح والنهاية: فذاق منه.

(*) في القاموس: يُعْمَلُ.

(٦) في معجم البلدان: وصير البقر: موضع بالحجاز.

(٧) انظر الجمهرة ١/ ٢٦٠.

(٨) النهاية واللسان: تعرفهم.