تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طغر]:

صفحة 145 - الجزء 7

  والفِعْلُ كضَرَبَ، يَطْمِرُ طَمْراً، وطُمُوراً، وطَمَرَاناً.

  والطُّمُورُ: الذَّهَابُ في الأَرْضِ، يقال: طَمَرَ في الأَرْضِ طُمُوراً: ذَهَبَ.

  وطَمَرَ، إِذا تَغَيَّبَ واسْتَخْفَى.

  وطَمَارِ، كقَطَامِ، ويُفْتَحُ آخِرُه: المكانُ المُرْتَفِعُ، يقال؛ انصَبَّ عليهم فُلانٌ من طَمَارَ، قال سُلَيْمَان⁣(⁣١) بن سَلّامٍ الحَنَفِيّ:

  فإِنْ كُنْتِ لا تَدْرِينَ ما المَوْتُ فانْظُرِي ... إِلى هانِئٍ في السُّوقِ وابنِ عَقِيلِ

  إِلى بَطَلٍ قد عَقَّرَ السَّيْفُ وَجْهَهُ ... وآخَرَ يَهْوِي من طَمَارَ قَتِيلِ⁣(⁣٢)

  قال الأَزْهَرِيّ: ويُنْشَد «من طَمَار» «ومن طَمَارَ»، بفتح الراءِ وكسرِهَا، مُجْرًى وغير مُجْرًى.

  وفي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: «مَنْ نامَ تَحْتَ صَدَفٍ مائل وهو يَنْوِي التَّوَكُّلَ فلْيَرْمِ نَفْسَه من طَمَارِ»، وهو الموضعُ العالِي، وقيل: هو اسمُ جَبَلٍ، أَي لا يَنْبَغِي أَن يُعرِّضَ نفسَه للمهالِكِ، ويقول: قد تَوَكَّلْتُ.

  ويقال: خَبَأَهُ في المَطْمُورَة، وهي: الحَفِيرَةُ تَحْتَ الأَرْضِ، يُوسَّع أَسافِلُهَا، تُخْبَأُ فيها الحُبُوب، والجمعُ المَطَامِيرُ.

  وطَمَرْتُها أَنا: مَلأْتُهَا.

  وطَمَرَ الجُرْحُ: انْتَفَخَ، ذكره الصاغانيّ.

  وقالُوا: هو طَامِرُ بنُ طامِرٍ، للبَعِيدِ، وقيل: هو المَجْهُول الذي لا يُعرَفُ هُوَ، و، لا أَبُوهُ ولم يُدْرَ مَن هو.

  ومن المَجَاز: أَسْهَرَهُ طامِرُ بنُ طامِرٍ⁣(⁣٣)، للبُرْغُوثِ، معرفة عند أَبي الحَسَنِ الأَخْفَشِ، وجمع الطّامِرِ: الطَّوَامِرُ.

  وقال اللِّحْيَانِيّ: يقال: وَقَعَ فلانٌ في بَنَات طَمَارِ، كقَطامِ، أَي في الدّاهِيَةِ، وقيل: إِذا وَقَعَ في بَلِيَّةٍ وشِدَّة، وهو مَجَاز، وهو لغَةٌ في طَبَارِ، بالموحّدة، وقد تقدَّم.

  وابْنَتَا طَمَارِ⁣(⁣٤)، كقَطَامِ: هَضْبَتَانِ عالِيَتَانِ، قال وَرْدٌ العَنْبَرِيّ:

  وضَمَّهُنَّ في المَسِيلِ الجَارِي ... ابْنَا طِمِرٍّ وابْنَتَا طَمَارِ

  وطَمِرَتْ يَدُهُ، كفَرِحَ: وَرِمَتْ وانْتَفَخَتْ.

  والطِّمْرُ، بالكَسْر: الثَّوْبُ الخَلَقُ، هذا هو المشهور، أَو هو الكِسَاءُ البالِي من غَيْرِ الصُّوفِ، كذا خَصَّه به ابنُ الأَعْرَابِيّ، ج: أَطْمَارٌ. قال سَيبَوَيْه: ولم يُجَاوِزُوا به هذا البِنَاءَ، أَنشدَ ثعلَبٌ:

  تَحْسَبُ أَطْمَارِي عليَّ جُلْبَا

  وفي الحديث: «رُبَّ⁣(⁣٥) ذي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَه بهِ لو أَقْسَمَ على الله لَأَبَرَّه» كالطُّمْرُورِ، بالضّمّ.

  وهُوَ، أَي الطُّمْرُورُ أَيضاً: الذِي لا يَمْلِكُ شَيْئاً، لغَة في الطُّمْلُولِ - وهو القانص السَّيِّئُ الحال - قاله ابنُ دُرَيْد⁣(⁣٦).

  والطُّمْرُورُ أَيضاً: الشِّقِرّاقُ، وهو طائِر.

  والطُّمْرُورُ أَيضاً: الفَرَسُ الجَوَادُ، كالطِّمِرِّ، كفِلِزٍّ، والطِّمْرِيرِ، والطِّمْرِرِ، مكسورتَيْنِ، والأُطْمُرِّ، كأُرْدُنٍّ، بالضّمّ، الأَخيران عن الصّاغانيّ، قال السِّيرافِيّ: مُشْتَقٌّ من الطُّمُورِ، وهو الوَثْبُ، وإِنما يُعنَى بذلك سُرْعَتُه. أَو الطَّوِيلُ القَوَائِمِ الخَفِيفُ، أَو المُشَمَّرُ الخَلْقِ، أَو المُسْتَعِدُّ للعَدْوِ، أَو المُسْتَنْفَرُ⁣(⁣٧) للوَثْب، والأُنْثَى طِمِرَّةٌ، وقد يُستعارُ للأَتانِ، قال:

  كأَنَّ الطِّمِرَّةَ ذاتَ الطِّمَا ... حِ مِنْهَا لضَبْرَتِه في عِقَالِ

  يقول: كأَنَّ الأَتانَ الطِّمِرَّةَ الشديدةَ العَدْوِ إِذا ضَبَرَ هذا الفرسُ وَرَاءَهَا معْقُولَةٌ حتّى يُدْرِكَهَا.


(١) في اللسان: «سَليم».

(٢) قوله هانئ وابن عقيل، يعني بهما هانئ بن عروة المرادي وكان قد قتله عبيد الله بن زياد ورماه من أعلى القصر فوقع في السوق، ومسلم بن عقيل رسول الحسين بن علي ¥ إلى أهل الكوفة.

(٣) بالأصل: «هو أشهر من طامر بن طامر» وما أثبت عن الأساس.

(٤) في معجم البلدان: وابنا طمار: ثنيتان، وقيل جبلان معروفان.

(٥) لفظه في النهاية: ربّ اشعثَ أغبر ذي طمرين ...

(٦) الجمهرة ٢/ ٣٦٨.

(٧) في اللسان: «المستفز» وفي الصحاح: المستعد للوثب والعدو.