تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 181 - الجزء 7

  العَبَرْتِيُّ، حَدَّثَ عن ابنِ ناصِرٍ السلاميّ وغيرِه، مات سنة ٦٢٣.

  والعُبْرَةُ، بالضَّمّ: خَرَزَةٌ كان يَلْبَسُهَا رَبِيعَةُ بنُ الحَرِيشِ، بمنزلة التَّاجِ، فلُقِّبِ لذلِك ذا العُبْرَةِ، نقله الصّاغانِيُّ.

  ويَوْمُ العَبَراتِ، مُحَرَّكَةً: من أَيّامِهِم، م، معرُوف⁣(⁣١).

  ولُغَةٌ عابِرَةٌ: جائِزَةٌ، من عَبَرَ به النَّهْرَ: جازَ.

  * ومما يستدرك عليه:

  العابِرُ: الناظِرُ في الشيْءِ.

  والمُعْتَبِرُ: المُسْتَدِلُّ بالشَّيْءِ على الشَّيْءِ.

  والمِعْبَرَةُ، بالكسر: سفِينَةٌ يُعْبَرُ عليها النَّهْرُ. قَاله الأَزْهَرِيُّ.

  وقال ابنُ شُمَيْل: عَبَرْتُ مَتَاعِي: باعَدْتُه، والوادِي يَعْبُر السَّيْلَ عنّا، أَي يُبَاعِدُه.

  والعُبْرِيُّ، بالضّمّ، من السِّدْرِ: ما نَبَتَ على عِبْرِ النَّهْرِ وعَظُمَ، منسوبٌ إِليه، نادِرٌ. وقيل: هو ما لَا ساقَ له منه، وإِنّما يكون ذلك فيما قارَبَ العِبْرَ. وقال يَعْقوب: العُبْريُّ والعُمْرِيُّ منه: ما شَرِبَ الماءَ، وأَنشد:

  لاثٍ به الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ

  قال: والذي لا يشرب الماءَ يكونُ بَرِّيًّا، وهو الضَّالُ.

  وقال أَبو زَيْدٍ: يقال للسِّدْرِ وما عَظُمَ من العَوْسَجِ: العُبْرِيُّ، والعُمْرِيُّ: القَدِيمُ من السِّدْرِ، وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّةِ:

  قَطَعْتُ إِذَا تَجَوَّفَتِ⁣(⁣٢) العَوَاطِي ... ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيَّاً وضَالا⁣(⁣٣)

  وعَبَرَ السَّفَرَ يَعْبُرُه عَبْراً: شَقَّه، عن اللِّحْيَانِيّ.

  والشِّعْرَى العَبُورُ: كَوكَبٌ نِيِّرٌ مع الجَوْزَاءِ، وقد تَقدّم في ش ع ر، وإِنما سُمِّيَتْ عَبُوراً لأَنَّها عَبَرَت المَجَرَّةَ، وهي شامِيّةٌ، وهذا مَحَلُّ ذِكْرِهَا.

  والعِبَارُ، بالكَسْر: الإِبِلُ القَوِيَّةُ على السَّيْرِ. وقال الأَصْمَعِيُّ: يقال: لقد أَسْرَعْتَ اسْتِعْبَارَكَ الدّراهِمَ، أَي استخْرَاجَك إِيّاها.

  والعِبْرَةُ: الاعْتِبارُ بما مَضَى.

  والاعْتِبَارُ: هو التَّدَبُّرُ والنَّظَرُ، وفي البصائِرِ للمصنّف: العِبْرَةُ والاعْتِبَارُ: الحالَةُ التي يُتَوَصَّلُ بها من معرفَةِ المُشَاهَد إِلى ما ليس بمُشَاهَدٍ.

  وعَبْرَةُ الدَّمْعِ: جَرْيُهُ.

  وعَبَرَتْ عَيْنُه، واسْتَعْبَرَتْ: دَمَعَتْ.

  وحكَى الأَزْهَرِيّ عن أَبي زيد: عَبِرَ، كفَرِحَ، إِذا حَزِنَ، ومن دُعَاءِ العَرَبِ على الإِنْسَانِ: ماله سَهِرَ وعَبِرَ.

  والعُبْر، بالضَّمّ: البُكَاءُ بالحُزْنِ، يقال: لأُمِّه العُبْرُ والعَبْرُ والعَبِرُ⁣(⁣٤).

  وجارِيَةٌ مُعْبَرَةٌ: لم تُخْفَضْ.

  وعَوْبَرٌ، كجَوْهَر: مَوْضع.

  والعَبْرُ، بالفَتْح: بلدٌ باليَمَن بين زَبِيدَ وعَدَنَ، قَرِيب من الساحِلِ الذي يُجْلَبُ إِليه الحَبَش.

  وفي الأَزْدِ عُبْرَةُ، بالضَّمّ، وهو عَوْفُ بنُ مُنْهِبٍ. وفيها أَيضاً عُبْرَةُ بنُ زَهْرَانَ بن كَعْبٍ، ذَكرهما الصّاغانِيّ. قلتُ: والأَخيرُ جاهِلِيٌّ، ومُنْهِبٌ الذي ذكرَه هو ابنُ دَوْسٍ.

  وعُبْرَةُ بنُ هَدَاد، ضَبطه الحَافِظُ.

  والسَّيِّد العِبْرِيّ بالكسر، هو العَلّامَةُ بُرْهَانُ الدّينِ عُبَيْدُ الله بنُ الإِمَامِ شمْسِ الدّين مُحَمَّدِ بنِ غانِمٍ الحُسَيْنِيّ قاضِي تَبْرِيزَ، له تَصَانِيفُ تُوُفِّي بها سنة ٧٤٣.

  وفي الأَساسِ والبَصَائِرِ: وبنو فُلان يُعْبِرُونَ النّسَاءَ، ويَبِيعونَ الماءَ، ويَعْتَصِرُونَ العَطَاءَ. وأَحْصَى قاضِي البَدْوِ


(١) قال ياقوت: ولا أدري أهو اسم موضع أم سمي لكثرة البكاء به.

(٢) بالأصل «تخوفت» بالخاء المعجمة، وما أثبت عن اللسان في مادتي (سدر - وعمر) وباللسان هنا فكالأصل بالخاء.

(٣) الضال: الحديث من السدر، عن ابن الأعرابي.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والعبر بالضم البكاء الخ العبارة من لسان العرب ونصها: والعُبْر: البكاء بالحزن، يقال لأمه العبر، والعبر، والعبر، والعبران: الباكي اهـ وقد ضبط فيه العبر الأولى بالضم والثاني بالتحريك والثالث ككتف، والظاهر أن الثالث الذي هو ككتف بمعنى الباكي كالعبران كما تقدم في كلام المصنف، وليس من تتمة ما قبله كما فهم الشارح، ويؤيدنا عبارة الأساس حيث قال: ولأمك العُبْر، والعَبْر أَي الثكل اهـ فتأمل وراجع».