تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 204 - الجزء 7

  وفي حديثِ الإِفْكِ: «فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله من عبدِ الله بنِ أُبَيّ».

  أَي قال: مَن عَذِيرِي منه، وطَلَبَ من الناسِ العُذْرَ أَن يَبْطِشَ به، وفي حديثٍ آخَرَ: «اسْتَعْذَرَ أَبا بَكْرِ من عائِشَةَ، كانَ عَتَبَ عليها في شَيْءٍ، فقال لأَبِي بَكْرٍ: أَعْذِرْنِي منها إِنْ أَدَّبْتُها» أَي قُمْ بِعُذْرِي في ذلك.

  وأَعْذَرَ فلانٌ من نَفْسِه، أَي أُتِيَ من قِبَلِ نَفْسِه، قال يونُس: هي لُغَةُ العَرَبِ.

  وتَعَذَّرَ عليه الأَمْرُ: لم يَسْتَقِمْ.

  وتَعَذَّرَ عليه الأَمْرُ، ة إِذَا صَعُبَ وتَعَسَّر، وفي الحديث: «أَنّه كان يَتَعَذَّرُ في مَرَضِه» أَي يَتَمَنَّعُ ويتَعَسَّرُ.

  والعِذَارُ، بكسر العين: الامتناعُ، من التَّعَذُّر، وبه فَسَّرَ بعضُهم قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:

  فإِني إِذا ما خُلَّةٌ رَثَّ وَصْلُها ... وجَدَّتْ لِصَرْمٍ واسْتَمَرَّ عِذَارُهَا

  والعَاذُورَةُ⁣(⁣١): سِمَةٌ كالخَطِّ، والجَمْعُ العَوَاذِيرُ، قال أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ:

  وذُو حَلَقٍ تَقْضِي⁣(⁣٢) العَواذِيرُ بَيَنَه ... يَلُوح بأَخطارٍ عِظَامِ اللَّقائِحِ⁣(⁣٣)

  والعَجَبُ من المصَنِّف كيف تَرَكَهُ وهو في الصّحاحِ.

  ويقال: عَذِّرْ عنِّي⁣(⁣٤) بَعِيرَك، أَي سِمْهُ بغَيْرِ سِمَةِ بَعِيرِي، لتَتعارَفَ إِبِلُنَا.

  وعِذَارَ الحائِطِ: جانِبَاهُ، وعِذَارَا الوَادِي: عُدْوَتَاه. وهو مَجاز.

  واتَّخَذَ فلانٌ في كَرْمِهِ عِذَاراً من الشَّجَرِ، أَي سِكَّةً مُصْطَفَّةً.

  ويقال: ما أَنْتَ بذِي عُذْرِ هذا الكَلامِ، أَي لَسْتَ بأَوّلِ مَن افْتَضَّه وكذلك فلانٌ أَبو عُذْر هذا الكلامِ، وهو مَجاز. والعاذُورُ: ما يُقْطَعُ من مَخْفِض الجَارِيَةِ.

  ومن أَمثالِهِم «المَعَاذِرُ مَكَاذِبُ».

  وأَصابِعُ العَذَارَى: صِنْفٌ من العِنَبِ أَسْوَدُ طِوَالٌ؛ كأَنَّه البَلُّوطُ يُشَبَّه بأَصَابعِ العَذَارَى المُخَصَّبَةِ.

  وقال الأَصْمَعِيُّ: لَقِيت منه عاذُوراً، أَي شَرّاً، وهُوَ لغَةٌ في العَاثُورِ، أَو لُثْغَة.

  وتَرَكَ المَطَرُ به عاذِراً، أَي أَثَراً، والجَمْع العَواذِيرُ.

  العَاذِرَةُ: المَرْأَة المُسْتَحَاضَةُ، قال الصّاغانِيُّ: هكذا يُقَال، وفيه نَظَرٌ. قلْت: كَأَنَّه فاعِلَةٌ بمعنَى مَفْعُولَةٍ، من إِقَامَةِ العُذْرِ، والوَجْهُ أَنّ العَاذِرَ هُوَ العِرْقُ نَفْسُه، كما تقَدّم؛ لأَنه يَقُومُ بعُذْرِ المَرأَةِ مع أَنّ المحفوظَ والمعروفَ العَاذِلُ باللام، وقد أَشَرْنا إِليه.

  ويقال للرَّجُلِ إِذا عاتَبَكَ على أَمْرٍ قبلَ التَّقَدُّم إِليك فيه: والله ما اسْتَعْذَرْتَ إِليَّ وما اسْتَنْذَرْتَ، أَي لم تُقَدِّمْ إِليَّ المَعْذِرَةَ والإِنْذَارَ. وفي الأَساس: يقال ذلك للمُفَرِّطِ في الإِعْلامِ بالأَمْرِ⁣(⁣٥).

  وَلَوَى عَنْه عِذَارَه، إِذَا عَصَاه.

  وفُلانٌ شَدِيدُ العِذَارِ: يُرَادُ شَدِيدُ العَزِيمَةِ⁣(⁣٦).

  وفي التكملة: العَذِيرَةُ: الغَدِيرَةُ.

  والعَاذِرَةُ: ذُو البَطْنِ، وقد أَعَذَرَ.

  ودَارٌ عَذِرَةٌ: كثيرَةُ الآثارِ، وأَعْذَرْتُهَا، وأَعْذَرْتُ فيها، أَي أَثَّرْتُ فيها.

  وضَرَبَه حتّى أَعْذَرَ مَتْنَه، أَي أَثْقَلَه بالضَّرْبِ. واشْتَفَى منه.

  وأُعْذِرَ منه: أَصابَه جِرَاحٌ يُخَافُ عليه منه.

  وعَذْرَةُ بالفَتْح⁣(⁣٧): أَرْضٌ.

  وفي التَّهْذِيبِ لابنِ القَطَّاعِ: عَذَرْتُ الفرَسَ عَذْراً: كَوَيْتُه في مَوْضِع العِذَارِ.

  وأَيضاً حَمَلْتُ عليه عِذَارَه، وأَعْذَرْتُه لُغَة.

  وأَعْذَرْتُ إِليك: بالَغْتُ في المَوْعِظَةِ والوَصِيَّة.


(١) في اللسان: والعُذْرة: سمة كالعذار، وفي موضع آخر: والعاذور: سمة كالخط. والعواذير جمع عاذور. وفي التهذيب: والعواذير: جمع العاذر.

(٢) ضبطت في التهذيب بالبناء للمجهول.

(٣) قوله: ذو حَلَق: يعني إبلا ميسمها الحلق، يقال: إبل محلقة إذا كان سمتها الحلق. والأخطار جمع خطر وهي الإبل الكثيرة.

(٤) في اللسان: عين.

(٥) الأصل واللسان، وفي الأساس: الإعذار ولا الإنذار.

(٦) عبارة الأساس: وفلان شديد العذار ومستمرّ العذار يراد شدة العزيمة.

(٧) قيدها في معجم البلدان بفتح أوله وثانيه.