تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثرب]:

صفحة 331 - الجزء 1

  وثَبَّ الأَمْر: تَمَّ.

  والثَّابَّةُ: الشَّابَّةُ⁣(⁣١)، قيلَ: هي لُثْغَةٌ.

  [ثخب]: ثَخْبٌ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَةُ وهُوَ جَبَلٌ بنَجْدٍ لبَني كلَاب بن عَامِرِ بن صَعْصَعَةً، أَيْ في دِيَارهمْ عنْدَهُ مَعْدنُ ذَهَب وَمَعْدِنُ جَزْعٍ كَذَا في المراصد وغَيْره، وزَادَ المُصَنف أَبْيَض.

  [ثرب]: الثَّرْبُ: شَحْمٌ رَقيقٌ يُغَشِّي الكَرِشَ والأَمْعَاءَ وقيلَ: هُوَ الشَّحْمُ المَبْسُوطَةُ⁣(⁣٢) عَلَى الأَمْعَاءِ والمَصَارِينِ، وفي الحَدِيث: «إِنَّ المُنَافِقَ يُؤَخِّرُ العَصْرَ حَتَّى إِذا صَارَتِ الشَّمْسُ كَثَرْبِ البَقَرَةِ صَلَّاهَا» ج ثُرُوبٌ، بالضَّمِّ في الكَثْرَة، وأَثْرُبٌ كأَيْنُقٍ، في القِلَّةِ، وأَثَارِبُ جج أَيْ جَمْعُ الجَمْعِ، وفي الحَديث: «نَهَى عَن الصَّلَاة إِذَا صَارَت الشَّمْسُ كَالأَثَارِب»، أَيْ إِذَا تَفَرَّقَتْ وخَصَّتْ مَوْضعاً دُونَ مَوْضعٍ عندَ المَغيب، شَبَّهَهَا بالثُّرُوب، وهي الشَّحْمُ الرَّقيقُ الذي يُغشِّي الكَرِشَ والأَمْعَاءَ.

  والثَّرَبَاتُ، مُحَرَّكَةً: الأَصَابِعُ وتَقَدَّم له في ت ر ب: والتَّرِبَاتُ بكَسْرِ الرَّاءِ الأَنَاملُ، فتأَملْ.

  والتَّثْرِيبُ، كالتَّأْنِيب والتَّعْيِيرِ والاسْتِقْصَاءِ في اللَّوْم وثَرَبَهُ يَثْرِبُهُ منْ بَاب ضَرَبَ وَثَرَّبَهُ، مُشَدَّداً، وكَذَا ثَرَّبَ عَلَيْه وأَثْرَبَهُ، إِذَا وبَّخَهُ ولَامَه وعَيَّرَه بذَنْبِه وذَكَّره بِهِ. والثَّارِبُ: المُوَبِّخُ قَالَ نُصَيبٌ:

  إِنِّي لأَكْرَهُ مَا كَرِهْتَ مِنَ الَّذِي ... يُؤْذِيكَ سُوءَ ثَنَائِهِ لَمْ يَثْرِبِ

  والمُثْرِبُ، كَمُحْسِنٍ: القَلِيلُ العَطَاءِ وهُوَ الَّذِي يَمُنُّ بِمَا أَعْطَى، قَالَ نُصَيْبٌ:

  أَلَا لَا يَغُرَّنَّ امْرأً مِنْ تِلَادِهِ ... سَوَامُ أَخٍ دَانِي الوَسِيطَةِ مُثْرِبِ

  وَثَرَّبْتُ عَلَيْهِم وَعَرَّبْتُ عَلَيْهِم بِمَعْنًى: إِذَا قَبَّحْتَ عَلَيْهم فِعْلَهُم. والمُثَرِّبُ، بالتَّشْدِيدِ: المُعَيِّرُ، وقِيلَ: المُخَلِّطُ المُفْسِدُ، والتَّثْرِيبُ: الإِفْسَادُ والتَّخْلِيطُ، وفي التَّنْزِيل العَزِيزِ: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}⁣(⁣٣) قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا إِفْسَادَ عليكم، وقال ثَعْلبٌ: معناهُ: لَا تُذْكَرُ ذُنُوبُكُم، وفي الحَدِيثِ: «إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَضْرِبْهَا الحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ» قالَ الأَزْهَرِيُّ مَعْنَاهُ: وَلَا يُبَكِّتْهَا وَلَا يُقَرِّعْهَا بَعْدَ الضَّرْبِ، والتَّقْرِيعُ: أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ فِي وَجْهِ الرَّجُلِ عَيْبَهُ، فَيَقُولَ فَعَلْتَ كَذَا وكَذَا، والتَّبْكِيتُ قَرِيبٌ مِنْهُ، وقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: لَا يُوَبِّخْهَا وَلَا يُقَرِّعْهَا بالزِّنَا بَعْدَ الضَّرْبِ، وقِيلَ: أَرَادَ: لَا يَقْنَعْ فِي عُقُوبَتِهَا بالتَّثْرِيبِ بَلْ يَضْرِبْها الحَدَّ، فَأَمَرَهُمْ بِحَدِّ الإِمَاءِ كَمَا أَمَرَهُمْ بِحَدِّ الحَرَائِرِ.

  وثَرَبَ المَرِيضَ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ يَثْرِبُهُ: نَزَعَ عَنْهُ ثَوْبَهُ.

  وثَرِبٌ كَكَتِفٍ وضَبَطَه الصاغانيّ بفَتْحٍ فَسُكُونٍ: رَكِيَّةٌ أَيْ بِئْرٌ لمُحَاربٍ، قَبِيلَةٍ، ورُبَّما وَرَدَهَا الحَاجُّ، وهي مِنْ أَرْدَإِ المِيَاهِ، وفي اللسان: الثَّرْبُ بفَتْحٍ فَسُكُونٍ: أَرْضٌ حِجَارَتُهَا حِجَارَةُ الحَرَّةِ إِلَّا أَنَّهَا بِيضٌ.

  وثَرَبَانُ مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ مِنْ أَعْمَالِ صَنْعَاءَ باليَمَنِ، كَذَا في المَرَاصِدِ.

  وثَرِبَان بكَسْرِ الرَّاءِ: جَبَلَانِ فِي ديَار بَني سُلَيْم ذَكَره شَيْخُنَا.

  وأَثْرَبَ الكَبْشُ: صَارَ ذَا ثَرْب، وذلِك إِذَا زَادَ شَحْمُهُ فَهُوَ أَثْرَبُ. وشَاةٌ ثَرْبَاءُ: عَظِيمَةُ الثَّرْبِ، أَيْ سَمينَة.

  وأَثَاربُ: ة بِحَلَبَ قالَ في المعجم: كَأَنَّهُ جَمْعُ أَثْرُب⁣(⁣٤): مِنَ الثَّرْب وهو الشَّحْمُ، لمَّا سُمِّي به جُمِعَ جَمْعَ مَحْضِ الأَسْمَاءِ، كما قال:

  فَيَا عَبْدَ عَمْرٍو لَوْ نَهَيْتَ الأَخَاوِصَا⁣(⁣٥)

  وهي قَرْيَةٌ⁣(⁣٦) معروفة بين حَلَبَ وأَنْطَاكِيَّةَ، بينها وبين حَلَبَ نحوُ ثلاثةِ فراسخَ، يُنْسَبُ إِليها أَبُو المَعَالي مُحَمَّدُ بنُ هَيَّاج بن مُبَادِرِ بنِ عليٍّ الأَثَارِبيُّ الأَنْصَارِيّ، وهذه القَلْعَةُ الآنَ خَرَابٌ، وتَحْتَ جَبَلِهَا قَرْيَة تُسَمَّى بِاسْمَهَا فيُقَالُ لها: الأَثَارِبُ، وفيها يَقُولُ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرِ بنِ صَغيرٍ القَيْسَرَانِيُّ.

  عَرِّجَا بِالأَثَارِبِ ... كَيْ أُقَضِّي مَآرِبِي


(١) في المقاييس: يقال: إن الثابَة المرأة الهرمة. ويقولون أشابّة أم ثابّة؟

(٢) اللسان: المبسوط.

(٣) سورة يوسف الآية ٩٢.

(٤) عن معجم البلدان، وبالأصل: «أَثْرَب.

(٥) في المعجم: الأحاوصا.

(٦) في معجم البلدان: قلعة.