تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فخر]:

صفحة 342 - الجزء 7

  عَنَى به هُنَا الّذي بَلَغَ وجَادَ من النَّبَاتِ، فكَأَنَّهُ فَخَرَ على ما حَوْلَهُ. والفاخِرُ: بُسْرٌ يَعْظُمُ ولا نَوَى لَهُ، فَكَأَنَّهُ فَخَرَ بذلك على غَيْرِه. ويُرْوَى بالزاي.

  واسْتَفْخَرَ الشَّيْءَ، هكذا في النُّسخ، وعبارةُ اللَّيْث على ما نَقَلَه الصاغانيّ: واسْتَفْخَرَ الثَّوْبَ: اشْتَرَاهُ فاخِراً. وكذلك في التَّزْويج. واسْتَفْخَرَ فلانٌ ما شاءَ⁣(⁣١).

  والفَخُورُ، كصَبُور: الناقَةُ العَظيِمةُ الضَّرْعِ القَلِيلَةُ اللَّبَنِ، ومِنَ الغَنَمِ كذلك. وقِيلَ: هي التي تُعْطِيكَ ما عِنْدَهَا من اللَّبَنِ ولا بَقَاءَ لِلَبَنِهَا. وقِيلَ: النَّاقَةُ الفَخُورُ:

  العَظِيمَةُ الضَّرْع الضَّيِّقَةُ الأَحالِيل. والفَخُورُ من الضُّرُوع: الغَلِيظُ الضِّيِّقُ الأَحاليلِ القَليلُ اللَّبَنِ، والاسْمُ الفُخْرُ، والفُخُرُ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  حَنْدَلِسٌ غَلْبَاءُ مِصْباحُ البُكُرْ ... واسِعَةُ الأَخْلافِ في غَيْرِ فُخُرْ

  ووَهِمَ المصنّف فأَعَادَه في الزّاي. والفَخُورُ: النَّخْلَةُ العظيمةُ الجِذْعِ الغَلِيظُة السَّعَفِ. والفَخُورُ: الفَرَسُ العَظيمُ الجُرْدانِ الطَّويلُة، كالفَيْخَرِ، كصَيْقَل، بالرَّاءِ وبالزَّاي⁣(⁣٢)، قاله أَبو عُبَيْدَةَ، ج فَيَاخِرُ.

  والفَخّارَة، كجَبّانَة: الحَرَّةُ، ج الفَخّارُ. معروفٌ. وفي التَّنْزِيل: {مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخّارِ}⁣(⁣٣) أَوْ هُوَ ضَرْبٌ من الخَزَفِ تُعْمَلُ منه الجِرَارُ والكِيزانُ وغَيْرُهَا. وبه فُسِّر حَدِيث: «أَنّه خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فأَتْبَعَه عُمَرُ بإِدَاوَةٍ وفَخّارَة».

  وعن ابن الأَعرابيّ: فَخِرَ الرجُلُ، كفَرِحَ، يَفْخَر فَخَراً: أَنِفَ، وأَنشد للقُطَاميّ:

  وتَرَاهُ يَفْخَرُ أَنْ تَحُلَّ بُيُوتُه ... بمَحَلَّةِ الزَّمِرِ القَصِيرِ عِنَانَا

  فَسَّرَهُ ابنُ الأَعْرَابيّ فقال: معناهُ يَأْنَفُ.

  والفَاخُورُ: نَبْتٌ طَيِّبُ الرِّيح. وقِيلَ: ضَرْبٌ من الرَّياحِينِ. قال أَبو حَنِيفَةَ: هو المَرْوُ العَرِيضُ الوَرَقِ.

  وقيل: هو الّذي خَرَجَتْ له جَمَامِيحُ في وَسَطِه كَأَنَّه أَذْنَابُ الثَّعْلَبِ⁣(⁣٤)، عليها نَوْرٌ أَحْمَرُ في وَسَطِه، طَيِّبُ الرِّيحِ، يُسَمِّيه أَهْلُ البَصْرَة: رَيْحَان الشُّيُّوخِ - زَعَمَ أَطِبّاؤهم أَنّه يَقْطَعُ السَّبَاتَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكَ عليه:

  رَجُلٌ فِخِّيرٌ، كسِكِّين⁣(⁣٥)، أَي كَثِيرُ الفَخْرِ. وكذا فِخِّيرَةٌ، والهاءُ للمُبَالَغة. قال الشاعِرُ:

  يَمْشِي كمَشْيِ الفَرِحِ الفخِّيرِ

  وإِنّه لَذُو فُخْرَة عَلَيْهم، بالضَّمِّ أَي فَخْرٍ. وما لَك فُخْرَةُ هذا، أَي فَخْرُه؛ عن اللِّحْيَانِيّ.

  وفَخَرَ الرَّجُلُ فَخْراً: تَكَبَّرَ بالفَخْر.

  وأَفْخَرَتِ المَرْأَةُ: لَمْ تَلِدْ إِلَّا فاخِراً؛ قاله اللَّيْثُ.

  وغُرْمُولٌ فَيْخَرٌ، كصَيْقَل: عَظِيمٌ. ورَوَاه ابنُ دُرَيْد بالزاي، كما سَيَأْتِي. ورَجُلٌ فَيْخَرٌ: عَظُمَ ذلك منه. والجَمْع فَيَاخِرُ. وقد يُقَال بالزّاي، وهي قَلِيلَة.

  وفي كتاب أَيمان عَيمان⁣(⁣٦): الفِخِّيراءُ: الفِخِّير، كذا نقله الصاغانيّ.

  وافْتخرَت زَوَاخِرُه: طالَتْ وارتَفعَتْ، وهو مَجازٌ. قال زُهَيْرٌ:

  فاعْتَمَّ وافْتَخَرَتْ زَوَاخِرُه ... بتَهَاوِلٍ كتَهَاوِلِ الرَّقْمِ

  والتَّهَاوِلُ⁣(⁣٧): الأَلْوَانُ المُخْتَلِفَةُ؛ كذا في الأَساس.

  وابنُ الفَخّارِ، كشَدّاد: محمّدُ بنُ مَعْمَرِ بن الغاضِرِ الأَصْبَهَانِيّ.

  وأَبو تَمّام عليُّ بنُ أَبِي الفِخَارِ هِبَةُ الله الهاشِميّ، ككِتَابٍ. وشَمْسُ الدِّين فِخَارُ بن أَحْمَدَ بنِ محمّدٍ المُوسَوِيّ النَّسّابَةُ، وحَفِيدُه جَلالُ الدِّين فِخارُ بنُ مَعَدِّ بنِ فِخَارٍ النَّقِيبُ النَّسّابةُ، ووَلَدُه عَلَمُ الدِّينِ عبدُ الحَمِيدِ بنُ فِخَارٍ، من مَشايخِ أَبي العَلاءِ الفَرَضِيّ، تُوُفِّيَ سنة ٦١٩ ذكره المُصَنّف في «ح ا ر»، وَوَلَدُهُ رَضِيُّ الدِّينِ عليُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيد، مات بِهَرَاةِ خُرَاسانَ: مُحَدِّثُون.


(١) وهي عبارة التهذيب.

(٢) بالزاي قليلة.

(٣) سورة الرحمن الآية ١٤.

(٤) اللسان: الثعالب.

(٥) في الصحاح: كسكِّير.

(٦) رجل عيمان أيمان، ذهبت إبله أو ماتت امرأته، قاموس (عيم).

(٧) في الأساس: والتهاول: التهاويل وهي الألوان المختلفة.