تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الثاء مع الباء

صفحة 335 - الجزء 1

  مَوْضِعٌ يُجَفَّفُ فِيهِ التَّمْرُ، وثَعْلَبُه: ثُقْبُهُ الذي يَسِيلُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ.

  والثَّعْلَبُ: طَرَفُ الرُّمْحِ الدَّاخِلُ في جُبَّةِ السِّنَانِ منه

  والثَّعْلَبُ: أَصْلُ الفَسِيل إِذَا قُطِعَ مِنْ أُمِّه، أَو هو أَصْلُ الرَّاكُوبِ فِي الجِذْعِ مِن النَّخْلِ، قَالَهُما أَبُو عَمْرٍو.

  والثَّعْلَبَةُ بهاءٍ: العُصْعُصُ، بالضَّمِّ، والثَّعْلَبَةُ: الاسْتُ، وبِلا لَام اسْمُ خَلْقِ لَا يُحْصَوْنَ عَدًّا من العُلَمَاءِ والمُحَدِّثينَ، قَال السُّهَيْليُّ في الرّوْض: ثَعْلَبَةُ في العَرَب في الرِّجَالِ، وقَلَّمَا سَمَّوْا بِثَعْلَب، وإِنْ كان هُوَ القِيَاسَ، كَمَا سَمَّوْا بِنَمِرٍ وذِئْب وسَبُعٍ، لكن الثَّعْلَب مُشْتَرَكٌ إِذْ يُقَالُ: ثَعْلَبُ الرُّمْحِ وثَعْلَبُ الحَوْضِ، فَكَأَنَّهُمْ عَدَلُوا عَنْهُ لهذا الاشْتِرَاكِ، نَقَلَه شَيْخُنَا وبَنُو ثَعْلَبَةَ قَبَائِلُ شَتَّى، خَبَرُ مُبْتَدَإٍ أَوْ مَعْطُوفٌ عَلَى خَلق، ويُقَالُ لهم: الثَّعَالِبُ، فَثَعْلَبَةُ في أَسَدٍ، وثَعْلَبَةُ في تَمِيمٍ، وثَعْلَبَةُ في رَبِيعَةَ، وثَعْلَبَةُ في قَيْسٍ، ومنْهَا الثَّعْلَبَنانِ: قَبِيلَتَانِ مِن طَيِّئٍ وهما ثَعْلَبَةُ بن جَدْعَاءَ⁣(⁣١) بنِ ذُهْلِ بنِ رُومَانَ بنِ جُنْدَبِ بنِ خَارِجَةَ بنِ سَعْدِ بنِ فُطْرَة⁣(⁣٢) بنِ طَيِّئٍ وثَعْلَبةُ بنُ رُومَانَ بن جُنْدَبٍ المذْكُورِ⁣(⁣٣)، وهكذا المُزْهِر فِيمَا ثُنِّيَ مِنْ أَسْمَاءِ القَبَائِلِ، وقَرَأْتُ في أَنْسَابِ أَبي عُبَيْدٍ: الثَّعَالبُ فِي طَيِّئ، يقال لهم: مَصَابِيحُ الظَّلَامِ⁣(⁣٤)، كالرَّبَائِعِ في تَمِيم، قال عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ:

  يَا أَوْسُ لَوْ نَالَتْكَ أَرْمَاحُنَا ... كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِي بِهِ الهَاوِيَهْ

  يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتَانِ الّذِي ... قَالَ خُبَاجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَةْ

  وأُمُّ جُنْدَبٍ: جَدِيلَةُ بِنْتُ سُبَيْع بنِ عَمْرِو بنِ حِمْيَر، وإِلَيْهَا يُنْسَبُونَ، وفي الرَّوْضِ الأُنُفِ: وأَمَّا القَبَائِلُ ففيهم: ثَعْلَبَةُ بَطْنٌ مِن رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ، وفِيهِم بغَيْرِ هَاءٍ: ثَعْلبُ بنُ عَمْرو، مِن بَنِي شَيْبَانَ حَلِيفٌ في عَبْد قَيْسٍ، شَاعرُ، قال شَيْخُنا، والنحْوِيُّ صاحبُ الفَصِيحِ هو أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بن يَحْيَى ثَعْلَب وثَعْلَبَةُ: اثْنَان وعشْرُونَ صَحَابيًّا قد أَوْصَلَهُمُ الحَافظُ بنُ حَجَرٍ في الإِصَابَةِ، وتِلْمِيذُهُ الحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ بنُ فَهْد في المُعْجَم إِلى مَا يُنيفُ على الأَرْبَعِينَ مِنْهُم، وثعْلَبَةُ بن عِبَاد كَكِتَاب العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ ثِقَة، مِن الرَّابِعَةِ، وثَعْلَبَةٌ بنُ سُهَيْل الطُّهَوِيُّ أَبُو مَالِكٍ الكُوفِيُّ، سَكَنَ الرَّيَّ، صَدُوقٌ، مِنَ السَّابِعَةِ وثَعْلَبَة بن مُسْلمٍ الخَثْعَميُّ الشَّامِيُّ مَسْتُورٌ، من الخَامسَة وثَعْلَبَةُ بنُ يَزِيدَ، كَذَا في نسختنا، وفي بعضها بُرَيد الحَمّانِيّ، كُوفِيّ صَدُوقٌ شِيعِيٌّ مِنَ الثَّالِثَة مُحَدِّثُونَ، وأَما أَبو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ مَنْسُوبٌ إِلى جَدِّهِ خُشَيْنِ بنِ لأْيٍ، مِن بَنِي فَزَارَةَ، فَاخْتُلِفَ في اسْمهِ واسْمِ أَبِيهِ اخْتِلَافاً كثيراً، فقيلَ: جُرْثُومُ بن ياسِر وفي نسخة نَاشِر، أَو هو نَاشِبٌ أَو لابسٌ أَو نَاشِمٌ أَو أَنَّ اسْمَهُ جُرْهُمٌ بالضَّمِّ، صَحَابِيٌّ، رَوَى عنه أَبُو إِدْريس الخَوْلَانِيُّ. وأَبُو ثَعْلَبَةَ الأَنْصَاريُّ والأَشجَعِيُّ والثَّقَفِيُّ أَيْضاً صَحَابِيُّونَ كَذَا في المعجم، ثمَّ إِنَّ قَوْلَهُ: وأَمَّا أَبُو ثَعْلَبَةَ إِلَى قَوْلهِ: صَحَابِيٌّ، ثَابِتٌ فِي نُسْخَتِنَا، قَالَ شَيْخُنَا: وكذَا في النُّسْخَةِ الطَّبلاوِيَّةِ، والنُّسَخِ المَغْرِبِيَّةِ، وكَذَا في غَالِبِ الأُصُولِ المَشْرِقِيَّةِ، وقد سَقَطَ في بعض من الأُصُولِ.

  وَدَاءُ الثَّعْلَب: عِلَّةٌ م يَتَنَاثَرُ مِنْهَا الشَّعْرُ: وعِنَبُهُ أَيِ الثَّعْلَبِ نَبْتُ قَابِضٌ مُبَرِّدٌ، وابْتِلَاعُ سَبْعِ وفي نُسْخَةٍ: تِسْعِ حَبَّاتٍ مِنْهُ شِفَاءٌ للْيَرَقَانِ، مُحَرَّكَةً: دَاءٌ مَعْرُوفٌ، وقَاطعٌ للْحَبَلِ كَحَبِّ الخِرْوَعِ فِي سَنَتهِ، وقِيلَ مُطْلَقاً، مُجَرَّبٌ أَشَارَ الَيْهِ الحَكِيمُ دَاوُدَ في تَذْكِرَتِهِ، وَسَبَقَه ابنُ الكُتْبِيّ، في مَا لَا يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلُه، قَالَ شَيْخُنَا: والتَّعَرُّضُ لِمِثْلِ هؤلاءِ عُدَّ مِنَ الفُضُولِ، كَمَا نَبَّه عليه العَامِليُّ في كَشْكُولِهِ. وحَوْضُهُ بالحَاءِ المُهْمَلَةِ وفي أُخْرَى بالمُعْجَمَةِ إِمَّا بالمُهْمَلَةِ: ع خَلْفَ عُمَانَ كَذَا فِي المراصد وغيرِه، وأَمَّا بالمُعْجَمَة فَمَوْضِعٌ آخَرُ وَرَاءَ هَجَرَ.

  وذُو ثُعْلُبَانَ بالضَّمِّ، وسَقَطَ مِنْ نُسْخَةِ شَيْخنَا فاعْتَرَضَ عَلَى المُؤَلِّفِ أَنَّ إِطْلَاقَهُ يَقْضِي أَنَّهُ بالفَتْحِ، وضَبَطَهُ أَهْلُ الأَنْسَاب بالضَّمِّ، والشُّهْرَةُ هُنَا غَيْرُ كَافِيَةٍ، لأَنَّ مِثْلَهُ غَرِيبٌ: مِنَ الأَذْوَاءِ، وهُمْ فَوْقَ الأَقْيَالِ مِنْ مُلُوكِ اليَمَنِ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: واسْمُهُ دَوْسٌ.

  وثُعَيْلِبَاتٌ كَذَا هُوَ في لسان العرب وغَيْرِه أَوْ ثُعَالِبَاتٌ، بِضَمِّهمَا: ع وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ عَبِيدِ بن الأَبْرص:


(١) بالأصل «جذعاء» وما أثبت عن القاموس واللسان.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «قطرة».

(٣) وفي جمهرة ابن حزم أن ثعالب طيء ثلاثة ذكر منهما هنا الثعلبتان وأما الثالث فهو ثعلبة بن ذهل بن رومان بن جندب.

(٤) في جمهرة ابن حزم أن مصابيح الظلام تقال لبني تيم بن ثعلبة بن جدعاء بن ذهل بن رومان.