تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الراء

صفحة 384 - الجزء 7

  بَرِّيّ: هو خَلْفَ البَصْرَة، ودُونَ الكَوفَة، قَرِيبٌ من ذِي قار، ومنه غَزَاةُ قُرَاقِرٍ. قال الأَعْشَى:

  فِدًى لِبَنِي ذُهْلِ بنِ شَيْبَان ناقتِي ... وراكِبُهَا يومَ اللِّقَاءِ وقَلَّتِ

  همُ ضَرَبُوا بالحِنْو حِنْوِ قُرَاقِرٍ ... مُقَدِّمةَ الهَامَرْزِ حَتَّى تَوَلَّتِ

  قال ابنُ بَرِّيّ: يَذْكُر فِعْلَ بَنِي ذُهْل يومَ ذي قارٍ، وجعلَ النَّصْرَ لهم خاصَّةً دونَ بني بَكْرِ بنِ وائلٍ. والهَامَرْزُ: رجلٌ من العَجَم من قُوَّاد كِسْرَى. وفي الرَّوضِ الأُنف للسهيليّ: وأَنشد ابنُ هِشَام للأَعشى:

  والصَّعْبُ ذُو القَرْنَيْنِ أَصْبَح ثاوِياً ... بالحِنْوِ في جَدَثٍ أُمَيْمَ مُقِيمِ

  قال: قولُه: بالحِنْوِ يريد حِنْوَ قُرَاقِر الّذِي ماتَ فيه ذُو القَرْنَيْن بالعِرَاق.

  وقُرَاقِر: ع بالسَّماوَة في بادِيَة الشامِ لِبَنِي كَلْبٍ تَسِيلُ إِليه أَوْدِيَةُ ما بَيْنَ الجَبَلَيْنِ في حقِّ أَسَدٍ وطَيِّئ.

  وقُرَاقِرُ: قاعٌ مُسْتَطِيلٌ بالدَّهْنَاءِ، وقِيلَ: هي مَفازَةٌ في طَريق اليَمامَة قَطَعها خالدُ بنُ الوَليد. وقد جاءَ ذكْرُها في الحَدِيث، وهكذا فَسّرَهُ ابنُ الأَثِير.

  والقُرَاقِرَةُ، بهاءٍ: الشِّقْشِقةُ كالقِرْقَارَةِ. ولو ذَكَرَهُمَا في مَحَلٍّ واحد لأَصَابَ.

  وقُرَاقِرَاةُ: ماءَةٌ بنجْد.

  والقُرَاقِرةُ: المرْأَةُ الكثِيرةُ الكَلامِ، على التَّشْبِيه.

  وقُراقِريّ⁣(⁣١) بالضمّ: ع ذكَرهُ الصاغانيّ.

  وقَرَاقِرٌ، بالفتْح: موضِعٌ من أَعْراضِ المدِينَةِ شرَّفها الله تعالى، لآلِ الحسنِ⁣(⁣٢) بن علِيٍّ ®، وليس بتَصْحِيفِ قُرَاقِر - بالضّمِّ - كما زَعَمَ بعضُهُم، فإِنّ ذلِك بالدَّهناءِ؛ وقد تَقَدَّم.

  والقُرْقُورُ، كعُصْفُورٍ: السَّفِينَةُ، أَو الطّويلة، أَو العظِيمةُ، والجمع القَرَاقِير. ومنه قولُ النابِغة:

  قَرَاقِيرَ النَّبِيطِ على التِّلالِ⁣(⁣٣)

  وفي الحَدِيثِ: «فإِذا دخَل أَهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ ركِبَ شُهداءُ البحْرِ في قَرَاقِيرَ من دُرٍّ».

  وفي حديثِ مُوسَى عليه وعلى نَبِيّنَا أَفضلُ الصَّلاة والسلام: «ركِبُوا القَرَاقِيرَ حَتَّى أَتَوْا آسِيَةَ امْرأَةَ فِرْعْونَ بِتَابُوتِ مُوسى».

  وفي الحَدِيث: «خَرَجَ النبيّ على صَعْدةٍ، يَتْبعُهَا حُذَاقِيُّ، عليها قَوْصَفٌ، لم يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا قَرْقَرُها» الصَّعْدةُ: الأَتانُ. والحُذاقِيّ: الجَحْشُ. والقَوْصفُ: القَطِيفَة.

  والقَرْقَرُ: الظَّهْرُ، كالقِرْقِرَّى، كفِعْفِلَّى، بكسر الفَاءَيْن وتشديد الّلام المفتوحة. وفي بعض النُّسخ بِفتْحِ الفاءَيْن وتَخْفِيف الّلام. قال شَيْخُنَا: ومثلُه في شرح التَّسْهيل لأَبي حيّانَ، ولكنّه فَسّره بأَنّه اسمُ موْضع، وكذلِك الجوهرِيّ.

  قلتُ: الَّذِي ذَكَرُوه أَنَّه اسمُ مَوْضِع هو «قَرْقَرَى» بالفَتْح، ووَزَنُوه بفَعلَلَى، ولا إِخالُه إِلّا هذا، وما ذَكَره المُصَنّف غَرِيبٌ. ثم إِنّهُم اقْتَصرُوا على ذكْر المَوْضِع، ولم يُحلّوه.

  ووجدتُ أَنا في معجم البِلاد ما نصّه: قَرْقَرى⁣(⁣٤)، مقصوراً: بلَدٌ من اليمامة، أَرْبعةُ حُصُونٍ: اثنانِ لثَقِيف، وحِصْنٌ لكِنْدَةَ، وآخَرُ لِنُمير⁣(⁣٥).

  والقَرْقَرُ: القَاعُ الأَمْلَسُ، ومنه حديثُ الزَّكَاةِ، وقد تَقَدَّم قريباً في كِلامِه، فهو تَكْرَارٌ، ويَرْتكِبُ مثلَ هذا كثيراً.

  والقَرْقَرُ: لِباسُ المرْأَةِ، لغةٌ في القَرْقَل⁣(⁣٦)؛ قاله الصاغانيّ.

  ويُقَال: شُبِّهتْ بَشَرةُ الوَجْهِ به؛ كذا في اللّسَان. ومن المَجَازِ: قَال بَعْضُ العَرب لرجُلٍ: أَمِنْ أُسْطُمَّتِها أَنْتَ أَمْ مِنْ قَرْقَرِهَا؟ القَرْقَرُ من البَلْدةِ: نَواحِيها الظاهِرَة، على التّشبيه بقَرْقَرَةِ الوَجْه؛ هكذا ذكرَهُ الصاغانيّ. وفي الأَساس: يقال: هو ابنُ قَرْقَرِها، كما يُقَالُ: ابن بَجْدَتِها.

  والقِرِّيَّة، كجرِّيَّة: الحَوْصَلَةُ والقِرِّيَّةُ: لقَبُ جُمَاعَةَ⁣(⁣٧)


(١) في معجم البلدان بضم أوله، وبلفظ النسبة ..: موضع.

(٢) معجم البلدان: «لآل الحسين» وفي اللسان فكالأصل.

(٣) ديوانه وصدره فيه:

مضرٌّ بالقصور يذود عنها

وفي الديوان إلى التلال بدل على التلال.

(٤) بالأصل «قرورى» وما أثبت عن معجم البلدان، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قرورى مقصوراً هكذا في خطه ومقتضى ما قبله أن يكون: قرقرى، فليراجع اهـ».

(٥) معجم البلدان «قرقرى»: لتميم.

(٦) القرقل: قميص للنساء، أو ثوب لا كميّن له، قاموس.

(٧) في جمهرة ابن حزم ص ٣٠١ والقاموس «خمع»: خُماعة بالخاء.