[قشمر]:
  ويقال: قَصَرْتُ نفْسِي على الشَّيْءِ، إِذا حَبَسْتَها عليه وأَلزَمْتَها إِيّاه. ومنه حَدِيثُ إِسْلامِ ثُمَامَةَ: «فأَبَى أَنْ يُسْلِمَ قَصْراً فَأَعْتَقَه» يعني حَبْساً عليه وإِجْبَاراً. وقِيلَ: أَرادَ قَهْراً وغَلَبَةٌ، من القَسْر، فأَبْدَل السين صَاداً، وهُمَا يَتَبادَلانِ في كثيرٍ من الكَلامِ. ومن الأَوّل الحديثُ: «ولَتَقْصُرَنَّه على الحقِّ قَصْراً» وقال أَبو دُوَادٍ يَصف فَرَساً:
  فقُصِرْنَ الشِّتَاءَ بَعْدُ عَلَيْهِ ... وهْوَ للذَّوْدِ أَنْ يُقَسَّمْنَ جارُ
  أَي حُبِسْنَ عليه يَشْرَبُ أَلْبَانَهَا في شِدَّةِ الشِّتَاءِ.
  والقَصْرُ: الحَطَبُ الجَزْلُ، وبه فَسَّرَ الحَسَنُ قوله تعالى: {تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}(١) والوَاحِدَة قَصْرَةٌ كتَمْر وتَمْرَة؛ كذا حكى اللّحْيَانيّ عنه.
  والقَصْرُ من البِنَاءِ، مَعْرُوفٌ. وقال اللّحْيَانيّ: هو المَنْزِلُ أَو كُلُّ بَيْت من حَجَرٍ: قَصْرٌ؛ قُرَشِيَّةٌ، سُمِّيَ بذلك لأَنّه يُقْصَرُ فيه الحُرَم، أَي يُحْبَسْن. وجمعه قُصُورٌ. وفي التَّنْزِيل العَزِيز: {وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً}(٢).
  والقَصْرُ: عَلَمٌ لِسَبْعَةٍ وخَمْسِينَ مَوْضِعاً: ما بَيْنَ مَدِينةٍ، وقريةٍ، وحِصْنِ، ودارٍ فمنها: قَصْرُ مَسْلَمَةَ بَيْنَ حَلَب وبالِس، بناهُ مَسْلَمَةُ بنُ عبدِ المَلِك، منِ(٣) حجارة، في قَرْيَةٍ اسمُها ناعُورَة.
  وقَصْرُ نَفِيسٍ، على مِيلَيْنِ من المَدِينَة، يُنْسَب إِلى نَفِيسِ بنِ محمّد، من مَوالِي الأَنْصَار.
  وقَصْرُ عِيسَى بن عَلِيٍّ عَلَى(٤) دِجْلَةَ.
  وقَصْرُ عَفْرَاءَ بالشَّأْم، ذكره المصنّف في «عفر».
  وقَصْرُ المَرْأَةِ بالقُرْبِ من البَصْرَةِ.
  وقَصْرُ المُعْتَضِدِ، على نَهْرِ الثَّرْثَار.
  وقَصْرُ الهُطَيْفِ على رَأْسِ وادِي سَهَام لِحِمْيَرَ. وقَصْرُ عِسْل - بكسر العين المهملة - بالبَصْرَة، قريب من خِطّة بني ضَبَّة.
  وقَصْر بَنِي الجَدْماءِ بالقُرْب من المَدِينَةِ.
  وقَصْرُ كُلَيْبٍ بنَواحِي قُوص(٥).
  وقَصْرُ خاقَانَ بالجِيزَة.
  وقَصْرُ المَعْنىّ بالشَّرْقِيّة.
  والقَصْرُ: حِصْنٌ من حُدُودِ الوَاحِ.
  وجَزيرةُ القَصْرِ، وشِيبِين القَصْرِ: كِلاهُمَا في الشَّرْقِيَّة.
  وقَصْرُ الشَّوْقِ: خِطّة بمِصرَ، وتُعْرَف الآن بالشّوك.
  والقَصْرُ: مدينةٌ كَبِيرَةٌ بالمَغْرِب، منها الإِمامُ أَبو الحَسَنِ إِسماعيلُ بنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ الله القَصْرِيّ؛ والإِمَامُ أَبو محمّد عَبْدُ الجَلِيلِ بنِ مُوسَى بنِ عبدِ الجَلِيلِ الأَوْسِيُّ المَعْرُوف بالقَصْرِيّ صاحبُ شُعَبِ الإِيمانِ؛ والإِمامُ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ خَلَفِ بن غالِب الأَنْدَلُسِيّ القَصْرِيُّ، المُتَوَفَّى بالقَصْر سنة ٥٦٨ وغَيْرُهم.
  والقَصْرُ: قَرْيَةٌ بالقُرْبِ مِنْ مالَقَة، ومنها الإِمام أَبو البَرَكَاتِ عبدُ القادِرِ بن عَلِيّ بنِ يُوسُفَ الكنَانيّ القَصْرِيّ، جُدُودُهُم منها، ونَزَلُوا بفاسَ، وتَدَيَّرُوا بها، وبها وُلِدَ سنة ١٠٠٧، وتُوُفِّيَ سنة ١٠٩١؛ ووَالِدُهُ أَبو الخَيْرِ عليّ تُوُفِّيَ سنة ١٠٣٠، وعَمّه محمّدٌ العَرَبِيّ بن يُوسُفَ؛ وعَمُّ والِدِه أَبو المَعَارِفِ عبدُ الرَّحْمن؛ وإِخْوَتُه؛ وابنُ عَمِّه مُفْتِي الحَضْرَة الفاسِيّة الآنَ شَيْخُنَا الفَقِيه النَّظّار عُمَرُ بنُ عبدِ الله بنِ عُمَرَ بنِ يُوسُفَ بنِ العَرَبِيّ: مُحَدِّثون، وقد حَدَّثَ عنه شيوخُ مَشَايِخِنا عالِياً.
  والقَصْرُ: مَوضعٌ خارِجَ القَاهِرَة.
  وقَصْرُ اللُّصُوص: بالعَجَم.
  أَعْجَبُهَا قَصْر بالعَجَم، بَناهُ بَهْرام جُورَ مَلِكُ الفُرْسِ من حَجَرٍ واحد، قُرْبَ هَمَذَانَ.
  وقَصَرَه عَلَى الأَمْرِ قَصْراً: رَدَّه إِليْه. ويُقَال: قصَرْتُ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا، إِذا لم تُجَاوِزْ به غَيْرَه. وتقولُ: قَصَرْتُ اللِّقْحَةَ على فَرَسِي: إِذا جَعَلْتَ دَرَّهَا له.
(١) سورة المرسلات الآية ٣٢.
(٢) سورة الفرقان الآية ١٠.
(٣) بالأصل «بن» تحريف.
(٤) معجم البلدان: على شاطئ نهر الرفيل عند مصبه في دجلة.
(٥) في معجم البلدان: قرية بصعيد مصر على شرقي النيل قرب فاو.