تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كأر]:

صفحة 431 - الجزء 7

  وفي الصحاح: كِبْرةُ وَلدِ أَبَوَيْهِ، إِذَا كان آخِرَهُم، يستوي فيه الواحدُ والجمعُ، والمذكّرُ والمُؤنثُ في ذلك سواءٌ، فإِذا كان أَقعدَهم في النَّسَب قيل: هو أَكْبرُ قَوْمِه وإِكْبِرَّةُ قَوْمِه، بوزْن إِفْعِلَّة، والمرأَةُ في ذلك كالرّجلِ. وقال الكسائيُّ: هو عِجْزَةُ وَلَد أَبَوَيْه: آخِرُهم، وكذلك كِبْرة وَلَدِ أَبَوَيْه، أَي أَكْبَرهم. وروَى الإِياديّ عن شَمِر قال: هذا كِبْرةُ ولدِ أَبَوَيْه، للذَّكَر والأُنثى، وهو آخِرُ ولد الرَّجُل، ثم قال: كِبْرَةُ ولَدِ أَبيه مثل⁣(⁣١) عِجْزَة.

  قال الأَزهريّ: والصواب أَنَّ كِبْرةَ وَلَدِ أَبيه أَكْبرُهم، وأَمّا آخِرُ وَلَدِ أَبِيهِ فهو العِجْزَة⁣(⁣٢).

  وفي الحدِيث: «الوَلَاءُ للكُبْرِ»، أَي لأَكْبَرِ ذُرِّيّةِ الرّجلِ⁣(⁣٣). وفي حديث آخَر: «أَنَّ العَبَّاسَ كان كُبْرَ قَوْمِهِ» لأَنَّهُ لم يَبْقَ من بني هاشِم أَقْرَب منه إِلَيْه، وفي حديث الدَّفْنِ: «ويُجْعَل الأَكْبَر مِمَّا يلِي القِبْلَةَ» أَي الأَفْضَل، «فإِن اسْتَوَوْا فالأَسَنّ» وأَمّا حديثُ ابنِ الزُّبيْرِ. وهدْمِه الكَعْبَةَ: «فَلَمَّا أَبرزَ عن رَبَضِه دعَا بكُبْرِه» فهو جمع أَكْبر، كأَحْمَر وحُمْر، أَي بمَشَايِخه وكُبَرائه.

  وكَبُرَ الأَمْرُ، كصَغُر، كِبَراً وكَبَارَةً: عَظُمَ، وكُلُّ ما، جَسُمَ فقد كَبُرَ.

  والكِبْرُ، بالكَسْر: مُعْظَمُ الشَّيْءِ، وبِهِ فَسَّر ثَعلبٌ قولَه تَعالى: {وَالَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ}⁣(⁣٤) يعني مُعْظَم الإِفك. وقال ابنُ السِّكِّيت: كِبْرُ الشَّيْءِ: مُعْظَمه، بالكَسْر، وأَنشد قَولَ قَيْسِ بنِ الخَطِيم:

  تَنَامُ عَنْ كِبْرِ شأْنِهَا فإِذَا ... قَامتْ رُوَيْداً تكادُ تَنْغَرِفُ

  والكِبْرُ: الرِّفْعةُ والشَّرَفُ، ويُضَمُّ فِيهِمَا، قال الفرّاءُ: اجتمع⁣(⁣٥) القُرّاءُ على كسر الكاف في كِبْرَهُ وقرأْها حُميْدٌ الأَعْرَجُ وَحْدَه «كُبْرَه» بالضَّمِّ وهو وَجْهٌ جيِّد في النّحو، لأَنُّ العرب تقول: فلانٌ تَولَّى عُظْمَ الأَمِر، يريدون أَكْثَرهُ. وقال ابنُ اليَزِيدِيّ: أَظنُّهَا لُغَةً. وقال الأَزْهرِيُّ: قاس الفَرَّاءُ الكُبْر على العُظْمِ، وكلامُ العربِ على غَيْرِه. وقال الصّاغَانيُّ: وكُبْرُ الشَّيْءِ، بالضَّمِّ، مُعْظَمُه. ومنه قِراءَةُ يعقوب وحُميْد الأَعْرجِ: والَّذِي تَولَّى كُبْرَهُ وعلى هذه اللّغة أَنشد أَبو عَمْرو قَولَ قَيْسِ بن الخَطِيم السّابقَ.

  والكِبْرُ: الإِثْمُ، وهو من الكَبِيرَة، كالخِطْءِ من الخَطِيئَة.

  وفي المُحْكَم: الكِبْرُ: الإِثمُ الكَبِيرُ كالْكِبْرةِ، بالكَسْر، التّأْنيث على المُبالَغَة.

  والكِبْرُ: الرِّفْعَةُ في الشَّرَفِ. والكِبْرُ: العَظَمةُ والتَّجَبُّرُ، كالكِبْرِياءِ، قال كَراع: ولا نَظير له إِلّا السِّيمياءُ: العلامة، والجِرْبِياءُ: الرِّيحُ التي بين الصَّبَا والجَنُوب، قال: فَأَمَّا الكِيمِيَاءُ فكلمة أَحسبها أَعجميّة. وقال ابنُ الأَنْباريّ الكِبْرِياءُ: المُلْك في قوله تَعالَى: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ}⁣(⁣٦) أَي المُلْك.

  وقَدْ تَكَبَّرَ واسْتَكْبَرَ وتَكابَر، وقِيلَ: تَكبَّر من الكِبْرِ، وتَكَابَر من السِّنِّ. والتَّكَبُّر والاسْتِكبارُ: التَّعَظُّم.

  وقولُه تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}⁣(⁣٧) قال الزَّجَّاج: معنى يتكبّرون أَنَّهُم يَرَوْن أَنّهُم أَفضَلُ الخَلْق، وأَنّ لهم مِنَ الحقّ ما ليس لغيرهم، وهذِه [الصفة]⁣(⁣٨) لا تَكُون إِلّا لله خاصّة، لأَن الله سبحانَه وتعالَى هو الذي له القُدْرَة والفَضلُ الذي ليس لأَحَدٍ مِثْلُه، وذلك الذي يَسْتحِقُّ أَن يُقَالَ له المُتَكَبِّر، وليس لأَحَدٍ أَن يتَكَبَّر، لأَنَّ الناس في الحُقوق سواءٌ، فليس لأَحد ما ليس لغيره وقيل: إِنّ يَتَكَبَّرُون هُنا من الكِبَرِ لا من الكِبْرِ، أَي يتَفَضَّلُون ويَرَوْن أَنّهم أَفضلُ الخَلْق⁣(⁣٩).

  وفي البصائر للمصنّف: الكِبْر والتَّكَبُّر والاسْتِكْبَارُ


(١) في التهذيب: «بمعنى».

(٢) وقال الأزهري أيضاً أن شمر ذهب إلى أن كبرة معناه عجزة وإنما جعله الكسائي مثله في اللفظ لا في المعنى.

(٣) زيد في النهاية: مثل أن يموت الرجل عن ابنين فيرثان الولاء، ثم يموت أحد الابنين عن أولاد، فلا يرثون نصيب أبيهم من الولاء، وإنما يكون لعمهم، وهو الابن الآخر.

(٤) سورة النور الآية ١١.

(٥) التهذيب: أجمع.

(٦) سورة يونس الآية ٧٨.

(٧) سورة الأعراف الآية ١٤٦.

(٨) زيادة عن التهذيب.

(٩) التهذيب: أفضل من غيرهم.