تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جأنب]:

صفحة 346 - الجزء 1

  وَأَبْكاراً}⁣(⁣١)، وقال ابنُ الأَثير⁣(⁣٢): الثَّيِّبُ: مَنْ ليس بِبِكْرٍ⁣(⁣٣)، قال: ويُطْلَقُ الثَّيِّبُ على المرأَة البالغة وإِن كانت بِكْراً مَجَازاً واتّسَاعاً، قال: والجَمع بين الجَلْدِ والرَّجْمِ مَنْسُوخٌ، وذِكْرُهُ في ث وب وَهَم، قال شيخُنا: ليْس كذلك، بل جَزَم كثيرون أَن أَصلَه وَاوِيّ.

  قلتُ: وقال ابن الأَثيرِ: وأَصْلُ الكلمةِ الواوُ، لأَنه من ثَابَ يَثُوب إِذا رجع، كأَن الثَّيِّبَ بصَدَدِ العَوْد والرجوعِ، فإِنما الوَاهِمُ ابنُ أُخْتِ خالَتِه⁣(⁣٤).

  ومما ذكره ابنُ منظور في ث وب عن التهذيب: قولُهم: وبِئْرٌ ذَاتُ ثَيِّبٍ وغَيِّثٍ⁣(⁣٥) إِذا استُقِي منها عادَ مكانَه ماءٌ آخَرُ، أَي مِن ثابَ الماءُ: بلغ إِلى حالِه الأَول بعد ما يُسْتَقَى، ثم قال: وثَيِّبٌ كان في أَصله ثَيْوِب، ولا يكون الثُّؤُوبُ أَوّلَ الشيءِ حتى يَعود مَرَّةً أُخرَى، ويقال: بِئرٌ ثَيِّبٌ، أَي يَثُوبُ الماءُ فيها.

فصل الجيم مع المُوَحَّدَة

  [جأب]: الجَأْبُ: الحِمَارُ الغَلِيظُ، مُطْلقاً، أَو مِن وَحْشِيِّه يُهْمَزُ ولا يُهمز، عن أَبي زيدٍ وابن فارس في المُجمل، والجمع جُؤُوبٌ. والجَأْبُ: السُّرَّةُ، والجَأْب: الأَسَدُ، ذكره الصاغانيّ، وكُلُّ جَافٍ هكذا في النسخ، وفي لسان العرب: وكاهلٌ جَأْبٌ: غَلِيظ وخَلْقٌ جَأْبٌ: غَلِيظٌ⁣(⁣٦) قال الراعي:

  فَلَمْ يَبْقَ إِلّا آلُ كُلِّ نَجِيبَةٍ ... لَهَا كاهِلٌ جَأْبٌ وصُلْبٌ مُكَدَّحُ

  والجَأْبُ: ع، وعن كُرَاع أَنه ماء لبني هُجَيْمٍ والجَأْب: المَغْرَةُ، في المُجمل: يُهمَز ولا يُهمز، والمَغْرَةُ بِسكون الغين المعجمة وفتحها، وأَمّا الميم فمفتوحة في جميعِ النُّسخ، ونقل شيخُنَا عن بعض الحواشي نِسْبَةَ ضَمِّها إِلى خَطِّ المُؤلّف، وهو خطأٌ.

  والجُؤُوبَةُ: كُلُوحُ الوَجْهِ نقله الصاغانيُّ.

  وعن ابن بُزُرْجَ جَأْبَةُ البَطْنِ وجَبْأَتُهُ مَأْنَتُه هو ما بين السُّرَّةِ والعَانَةِ. ويقال: الظَّبْيَةُ أَولَ ما طَلَعَ قَرْنُهَا أَي حين يَطلع: جَأْبَةُ المِدْرَي، وأَبو عُبيدة لا يَهمزه، قال بِشْرٌ:

  تَعَرُّضَ جَأْبَةِ المِدْرَي خَذُولٍ ... بصَاحَةَ في أَسِرَّتِها السَّلَامُ

  وصَاحَة: جَبَلٌ، والسَّلَامُ: شَجَرٌ، وفي المجمع أَنه غير مهموز، وإِنما قيل: جَأْبَةُ المِدْرَي لأَنَّ القرْنَ أَوّلَ طُلُوعِه غَلِيظٌ ثم يَدِقُّ⁣(⁣٧)، فنَبَّه بذلك على صِغَرِ سِنِّهَا.

  ويقال: فلانٌ شَخْتُ الآلِ جَأْبُ الصَّبْرِ، أَي دقيقُ الشَّخْصِ غَلِيظُ الصَّبْرِ في الأُمُورِ.

  والجَأْبُ: الكَسْبُ.

  وجَأَبَ كَمَنَعَ يَجْأَبُ جَأْباً: كَسَبَ المَالَ، قال العَجّاج:

  واللهُ رَاعٍ عَمَلِي وجَأْبِي

  هكذا أَنشده الجوهريّ، والرِّوَايةُ:

  والعِلْمُ أَنَّ اللهَ وَاعٍ جَأْبِي

  بالواو.

  وعن ابن الأَعرابيّ: جَأَبَ وجَبَأَ إِذا بَاع الجَأْبَ، وهو المَغْرَة.

  والجَأْيَبَانِ: ع ودَارَةُ الجَأْبِ: ع عن كُراع، وسيأْتي في ذِكْر الدَّارَات.

  [جأنب]: الجَأْنَبُ، كجَعفرٍ، والصواب أَن وزْنه فَعْنَلٌ، والنُونُ زَائِدَةٌ، ولذا ذكره الصاغانيّ في ج أَ ب، وقال: هو القَصيرُ القَمِئُ، قد تقدم معنى القَمِئِ، مِنَّا ومنَ الخَيْلِ يقال: فَرَسٌ جَأَنَبٌ، وفي التهذيب، في الرباعيّ عن اللَّيث: رَجُلٌ جَأْنَبٌ: قَصِير، وهي أَي الأُنْثى جَأْنَبَةٌ بهاءٍ، وجَأْنَبٌ بغير هاء، قال امرؤ القيس:


(١) سورة التحريم الآية ٥.

(٢) قول ابن الأثير هنا جاء يشرح حديثاً فيه: الثّيّب بالثّيّب جلدُ مائةٍ ورجمٌ «بالحجارة» (النهاية «ثيب»).

(٣) زيد في النهاية: ويقع على الذكر والأنثى، رجل ثيّب وامرأة ثيّب.

(٤) كذا، وبهامش المطبوعة الكويتية هنا «تعبير يريد به أن الواهم هو صاحب القاموس فهو كغيره من الناس ابن أخت خالته.

(٥) عن اللسان وبالأصل «وعيب».

(٦) في اللسان: جافٍ غليط.

(٧) عبارة اللسان: «وإنما قيل جأبة المدري لأن القرن أول ما يطلع يكون غليظاً ثم يدق» وفي الأساس: «وظبية وبقرة جأبة المدري: شديد القرن».