تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مذر]:

صفحة 472 - الجزء 7

  المُحَدَّدَة مَكَانَ الأَسِنَّة، قال لَبيد يَصف البقَرَةَ والكِلابَ:

  فلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لها مَدَرِيَّةٌ ... كالسَّمْهَرِيَّة حَدُّها وتَمَامُهَا

  كذا في اللسان، قال الصاغانيُّ: والصَّوابُ مَدْرِيَّة، بسُكُون الدال أَي مُحَدَّدة، وموضع ذِكْره في المُعْتَلّ.

  وقال الزَّمَخْشَريُّ: ومن المَجَاز: عَكَرَةٌ كَدْرَاءُ مَدْرَاءُ: ضَخْمَةٌ كبيرةٌ، وهو من كُدْرَةِ اللَّوْن وغُبْرَته، كما يُشَبَّهُ الجَمْعُ الكَثيفُ باللَّيْل. ويُقال له: السَّوادُ⁣(⁣١) والدَّهْماءُ.

  ومَدَرَ⁣(⁣٢) الرجُلُ: أَبْدَى؛ لاستعماله المَدَرَ، وكنى عن السَّلْح بالطِّين.

  وفي مختصر البُلْدان: المَدَارُ، كسَحَابٍ: مَوضِعٌ بالحِجاز في دِيار عَدْوانَ⁣(⁣٣).

  ومُحمَّد بنُ عليٍّ المَادَرَائيّ وَزيرُ مصرَ، وأَبو بكْرٍ مُحمَّدُ بنُ محمَّد بن أَحْمدَ بن مادَرَة المادَرَيِّ الفقيهُ، حدَّث عنه أَبو سَعْد الإِدْريسيّ.

  [مذر]: مَذِرَت البَيْضةُ مَذَراً، كفَرِحَ، إِذا غَرْقَلَت، فهي مَذِرَةٌ: فَسَدَت، وأَمْذَرَتْها الدَّجاجةُ. وإِذا مَذِرَت البيْضةُ فهي الثَّعِطةُ.

  ومَذِرَتْ نَفْسُه ومَعِدَتُه، وكذا الجَوْزةُ، إِذا خَبُثَتْ، كتَمَذّرَتْ: خَبُثت وفَسَدَت، ويُقال: رأَيتُ بَيْضةً مَذِرَةً فمَذِرَتْ لذلك نَفْسِي، أَي خَبُثَت. وقال شَوّال بن نُعيم:

  فتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لذَاكَ ولمْ أَزَلْ ... مذِلاً نَهَارِي كُلَّهُ حتَّى الأُصُلْ

  وفي الحَديث: «شَرُّ النِّساءِ المَذِرَةُ الوَذِرَة»، هي القَذِرَةُ التي رائحتُهَا كرَائحةِ البَيْضة المَذِرة.

  وذهبَ القَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ، أَي مُتفرِّقين. وقد تقدّم في ش ذ ر، ومَذَر إِتْبَاعٌ.

  والأَمْذَرُ: من يُكْثِرُ الاخْتلافَ إِلى بَيتِ الماءِ، وقد مَذِرَ، كفَرِحَ، نقلَه ابنُ القطّاع. والمَذَارُ، كسَحابٍ: د، بيْنَ وَاسِطَ والبَصْرةِ، على يَوْمَيْن⁣(⁣٤) من البَصْرة، وهو قَصَبَةُ مَيْسانَ.

  ومذَّره تَمْذيراً فَتمَذَّرَ: فَرَّقَه فتَفرَّقَ.

  وتَمَذَّرَ اللَّبَنُ: تَقطَّعَ في السِّقاءِ، قاله الصاغانيّ.

  قلت: قال شَمِرٌ: قال شَيْخٌ من بني ضَبَّة: المُمْذَقِرُّ من اللَّبَن يَمَسُّه الماءُ فيَتمَذَّر، قلت: كيْف يَتمذَّر؟ فقال: يُمَذِّرهُ الماءُ فيَتفَرَّق. قال: ويَتَمذَّر: يَتَفَرَّق، قال: ومنه قوْلُه: تَفرَّقَ القَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ.

  وامْرَأَةٌ مِذَارٌ، ككِتَاب: نَمُومٌ، نقله الصاغانيّ.

  * ومّما يُسْتدرْك عليه:

  التَّماذُرُ: الصَّخَب، نَقله الصاغانيّ. ورَجلٌ هَذِرٌ مَذِرٌ، إِتْباعٌ.

  والمَذْرَاءُ: ماءَةٌ بِرَكِيَّةٍ لعَوْفٍ ودُهْمانَ بنِ نَصْر بن مُعَاوية⁣(⁣٥).

  وعَبْد الرَّحْمن بن عَبْد العَزِيز بن ماذَرَاءَ المَاذَرَائيّ المَدينيّ، يُلقَّب سِيبوَيه، رَوَى عن بِشْر بن مُفضَّل وطَبَقته، وعنه عبَّاسٌ الدُّوريُّ.

  [مذقر]: امْذَقَرَّ، أَهملهُ الجَوْهَرِيُّ. وقال الأَصمعيُّ: امْذَقَرَّ اللَّبَنُ الرَّائبُ امْذِقْرَاراً، إِذا انْقطعَ وصَارَ اللَّبَنُ ناحيَةً والمَاءُ ناحِيَةً، فهو مُمْذَقِرٌّ، هكذا نقله أَبو عُبَيْد عنه، وكذلك الدَّمُ، كاذْمَقَرَّ، والثانية أَعْرَفُ، أَو امْذَقَرَّ: اخْتَلَط بالمَاءِ، وبه فُسِّر حديثُ عبد الله بن خَبَّابٍ. «أَنَّه لمَّا قتَلَه الخَوَارجُ بالنَّهْرَوَانِ سالَ دَمُه في النَّهْر، فما امْذَقَرَّ دَمُه بالمَاءِ» وما اخْتَلَط. قال الرَّاوي: فأَتْبَعْتُه بَصَري كأَنَّهُ شِرَاكٌ أَحْمَرُ. قال أَبو عُبَيْد: معناه ما اختلَطَ ولا امْتَزَجَ بالماءِ. وقال محمّد بنُ يزيد⁣(⁣٦) سال في المَاءِ مُسْتَطيلاً. قال الأَزهريّ والأَوَّل أَعْرَفُ.

  وقال أَبو النضر هاشم بنُ القَاسِم: مَعْنَى قوْلِه: فما امْذَقرَّ دَمُه، أَي لَمْ يَتَفرَّق في المَاءِ ولا اخْتَلَط. وفي النهاية في سِيَاق الحَدِيث: أَنّه مَرّ فيه كالطَّرِيقَة الوَاحِدَة لم يَخْتَلِط به،


(١) عن الأساس وبالأصل «السوداء».

(٢) ضبطت في الأساس بتشديد الدال.

(٣) في معجم البلدان: في ديار عَدْوان أو غُدانة.

(٤) في معجم البلدان: أربعة أيام.

(٥) في معجم البلدان: المدراء ماءة لبني نصر بن معاوية برُكْبَة. وردت فيه بالدال المهملة.

(٦) الكامل للمبرد ٣/ ١١٣٥.