تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مهر]:

صفحة 498 - الجزء 7

  يُنْسَب إِليه أَبو القاسم إِسماعِيلُ بنُ يُونُس المورِيّ، حدّثَ عن أَبي محمّد عبد الله بن محمّد بن قاسم الثَّغْرِيّ، وعنه أَبو عَمْرٍو الهُرْمُزِيّ.

  والمائر: الرَّجُل اللَّيِّن الخَفِيف العَقْلِ.

  والمَوْرية: مدينة باليَمَن يقال لها مُلْحَة، لعَكّ، نقَلَه ياقوت عن ابن الحَائك.

  [مهر]: المَهْرُ: الصَّدَاقُ، ج مُهُورٌ. وقد مَهَرَها، كمَنَعَ ونَصَرَ، يَمْهَرُها ويَمْهُرُها مَهْراً وأَمْهَرَها: جَعَلَ لها مَهْراً، وفي حديث أُمّ حبيبة: «وأَمْهَرَها النَّجَاشِيُّ من عنده»، أَي ساقَ لها مَهْرَها، أَو مَهَرَها: أَعْطَاهَا مَهْراً، فهي مَمْهُورة.

  وأَمْهَرَها: زَوَّجَهَا من غَيْرِه على مَهْرٍ، قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة:

  إِذا مُهِرَتْ صُلْباً قَلِيلاً عُرَاقُةُ ... تَقُولُ أَلَا أَدَّيْتَنِي فتَقَرَّبِ

  وقال آخَر⁣(⁣١):

  أُخِذْنَ اغْتِصاباً خِطْبَةً عَجْرَفِيَّةً ... وأُمْهِرْنَ أَرْماحاً من الخَطِّ ذُبَّلَا

  وفي المَثَلِ: «كالمَمْهُورَةِ إِحْدَى خَدَمَتَيْهَا»، يُضْرَب للأَحْمَق البالِغِ في الحُمْق للغَايَةِ⁣(⁣٢)، وذلِك أَنْ طَالَبَتْ حَمْقاءُ بَعْلَهَا لمّا دخل بها بالمَهْرِ وقالَتْ: لا أُطِيعُك أَو تُعْطِيَنِي مَهْرِي. فَنَزَع إِحْدَى خَدَمَتَيْهَا من رِجْلها ودَفَعَهَا إِلَيْهَا فَرَضِيَتْ بِها لحُمْقها. ونَظيرُه أَنّ رَجُلاً أَعْطَى آخَرَ مالاً فتَزوَّجَ به ابْنَةَ المُعْطِي ثم امْتَنَّ عليها بما مَهَرَها وساقَ لها، فقالُوا: «كالمَمْهُورَةِ من مالِ أَبيهَا» يُضْرَب في الذي يَمْتَنُّ فِيمَا ليس له.

  والمَهِيرَةُ، كسَفِينَة: الحُرَّةُ، والجَمْع المَهَائِر، وهي الحَرَائِرُ، وهي ضِدُّ السَّرَارِيِّ، والمَهِيرَة أَيضاً: الغالِيَةُ المَهْرِ.

  والمَاهِرُ: الحاذِقُ بكلِّ عَمَلٍ، وأَكثر ما يُوصَفُ به السابحُ المُجِيدُ، ج مَهَرَةٌ، محرّكةً. قال الأَعشَى يَذكر فيه تَفْضِيلَ عامِرٍ على عَلْقَمَةَ بنِ عُلاثةَ:

  إِنَّ الذي فيه تَمَارَيْتُمَا ... بَيَّنَ للسامِع والناظِرِ

  ما جُعِلَ الجُدُّ الظَّنُونُ الَّذِي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ

  مِثْلَ الفُرَاتيّ إِذا ما طَمَا ... يَقْذِف بالبُوصِيِّ والماهِرِ

  الجُدُّ: البِئر. والظَّنُون: التي لا يُوثَقُ بمائها. والفُراتِيُّ: الماءُ المنسوب إِلى الفُرَات، وطَمَا: ارتفَع، والبُوصِيُّ: المَلَّاح. والماهِرُ: السابِح، وكذلك المُتَمَهّر، قاله الزّمخشريُّ. وقَدْ مَهَرَ الشَّيْءَ وفيه وبه، كمَنَع يَمْهَرُ مَهْراً بالفتح ومُهُوراً، بالضمّ، ومَهَاراً ومَهارَةً، بفَتْحِهِما، أَي صار حاذِقاً. وفي اللسان: مَهَارَةً ومِهَارَةً، كسَحَابَة وكِتَابةٍ.

  والمُهْرُ، بالضّمّ: عَظْمُ الزَّوْرِ⁣(⁣٣)، وهو الكِرْكِرَة، كالمُهْرَةِ وبه فَسَّر الجَوْهرِيُّ قولَ الشّاعِر:

  جافِي اليَدَيْنِ عن مُشَاشِ المُهْرِ

  والمُهْرُ: ثَمَرُ الحَنْظَلِ، ج مِهَرَةٌ، كعِنَبَة، نقله الصّاغَانيّ. والمُهْرُ: وَلَدُ الفَرَسِ والرَّمَكَةِ، أَو أَوَّلُ ما يُنْتَجُ منه ومِن غَيْرِه، أَي من الخَيْل والحُمُرِ الأَهلِيّة وغيرِهَا، كما قالَه ابنُ سِيدَه، ج في القَلِيل أَمْهارٌ، وفي الكَثِير مِهَارةٌ ومِهَارَةٌ. قال عَديُّ بنُ زَيْدٍ:

  وذِي تَنَاوِيرَ مَمَعْوُنٍ له صَبَحٌ ... يَغْذُو أَوَابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهَارَا

  يَعْنِي بالأَمْهَارِ هُنَا أَولادَ الوَحْشِ. وقال آخر:

  كأَنَّ عَتِيقاً من مِهَارَةِ تَغْلِبٍ ... بأَيْدِي الرِّجَال الدّافِنِينَ ابنَ عَتّابْ

  قال ابنُ سِيدَه: هكذا الرّوايَة بتَسْكِين البَاءِ، والأُنْثَى مُهْرَةٌ، والجمع مُهَرَاتٌ ومُهَرٌ. قال الرَّبِيعُ بن زِيَاد العَبْسِيُّ:

  ومُجَنَّبَاتٍ ما يَذُقْنَ عَذُوفاً ... يَقْذِفْنَ بالمُهَرَاتِ والأَمْهَارِ

  والأُمّ مُمْهِرٌ. يُقَال: فَرسٌ مُمْهِرٌ، أَي ذاتُ مُهْرٍ، وقد أَمْهَرَت: تَبِعَها مُهْرٌ.


(١) الصحاح: وأنشد لُقحيف العقيلي.

(٢) اللسان: «الغاية» وفي التهذيب: «النهاية».

(٣) في القاموس: «عظمٌ في الزَّور» ومثله في الصحاح.